العيد مشتق من العود، الذى هو الرجوع، والتكرروالمعاودة، ولا يخرج معناه الاصطلاحى عن هذا، وهو يومان يوم الفطر من رمضان، ويوم الأضحى، وهو العاشر من ذى الحجة، وشرع لنا من الأعياد ما يفرحنا دون بطر، وما يميز به شخصية المسلم دون تقليد، وما يشيع فى حياة المسلمين من السعادة والبهجة والاستقرار، لأجل هذا أقر الإسلام الأعيادورسم للمسلمينطريق الحفاوة بها والسعادة فيها دون أن يطلق المسلم العنان لغرائزه، الذى يعود بالضرر على نفسه وعلى الناس، أو يكبتها كبتا يؤدى إلى الانفجار. وإجابة على السؤال نقول ومن الله التوفيق: إن من المستحب استقبال العيد بإحياء ليلة العيد بطاعة الله تبارك وتعالى، كذكر اللهوصلاة، وتلاوة القرآن، وتكبير، وتسبيح، واستغفار، والأصل فى ذلك قوله (صلى الله عليه وسلم ): «من أحيا ليلة الفطر، وليلة الأضحى محتسبا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب» أخرجه الهيثمى فى مجمع الزوائد، ورواه الطبرانى، وفيه عامر بن هارون البلخى والغالب عليه الضعف، وأثنى عليه ابن مهدى وغيره ولكن ضعفه الكثير، ومع هذا فيعمل به فى فضائل الأعمال، ويستحب استقبال العيد بالاغتسال؛ لما روى ابن عباس، والفاكه بن سعد (رضى الله عنه) أن رسول الله: «كان يغتسل يوم الفطر، ويوم الأضحى» ولأنه يوم يجتمع فيه الناس للصلاة فاستحب الغسل فيه كيوم الجمعة، كذلك يستحب أن يتزين ويتنظف ويحلق شعره ويلبس أحسن ما يجد من الثياب ويتطيب ويتسوك؛ لما روى عن ابن عباس (رضى الله عنه) قال: «كان رسول الله (صلى الله علية وسلم) يلبس فى العيدين بردى حبرة» أخرجه ابن مردويه – والحبرة: نوع من ثياب اليمن -وروى عن عائشة (رضى الله عنها) قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)«ما على أحدكم أن يكون له ثوبان سوى ثوب مهنته لجمعته أو لعيده» وقال الإمام مالك – رحمه الله - : سمعت أهل العلميستحبون الطييب والزينة فى كل عيد، والإمام بذلك أحق؛ لأنه منظور إليه من بينهم * أيضا يستحب لاستقبال العيد التهنئة به من حيث الجملة. وكذلك التزاور، فهو مشروع فى الإسلام فى كل المناسبات الشرعية وفى العيد آكد، فقد روى عن عائشة (رضى الله عنها) قالت: دخل على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وعندى جاريتا نتغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحول وجهه، ودخل أبو بكر، فانتهرنى، وقال: «أمزمار الشيطان عند النبى (صلى الله عليه وسلم)؟ فأقبل عليه النبى (صلى الله عليه وسلم)، فقال: «دعهما».