منذ شهور أعلن الرئيس السيسى عن بدء زراعة مليونى ونصف المليون نخلة من أفخر أصناف التمور على مستوى الجمهورية ليؤكد أن الدولة تسير على طريق التنمية فى كافة الاتجاهات، وبطبيعة الحال فقد استقبل أهل أسوان هذا الإعلان بفرحة شديدة بصفتهم متخصصين ومتميزين فى زراعة وتجارة التمور الجافة التى أبرزها المالاكابى والبرتمودة والسكوتى والإبريمى والقنديلة، فأسوان ساحرة الجنوب هى واحدة من أهم المحافظات المصرية التى تضم ما يقرب من مليونى نخلة مثمرة. وعززت فرحة أهالى أسوان بمبادرة الرئيس لتطوير زراعة النخيل.. الآمال الكبيرة فى أن يكون لمنطقة مشروع توشكى نصيب كبير من إعلان الرئيس،خاصة وأن هناك زراعات شاسعة بها لأشجار النخيل التى تنتج أصنافا فاخرة من تمور البَرحى ومخصصة للتصدير، وبالرغم من ذلك، ومع شهرة تمور أسوان الواسعة فإن المحافظة لم تستفد حتى الآن من ثروة النخيل التى تمتلكها بقاعدة زراعية عريضة تصل نسبتها إلي14% من إجمالى نخيل مصر، الأمر الذى لفت انتباه المسئولين من أجل تعظيم القيمة الإنتاجية التكميلية لمنتجات النخيل ومخلفاته، ليتوازى ذلك مع طموح الأسوانية فى أن تشمل المنطقة التجارية الحرة التى اعتمدتها الحكومة منذ أيام إقامة مصانع للتمور. ثروة «بهاريف» يقول ضياء الدين خيرى، من أبناء قرية بهاريف الشهيرة بزراعة أجود أنواع التمور بمركز أسوان، إن المحافظة يجب أن تتخذ خطوات جادة من أجل الاستفادة من النخيل الذى تقوم عليه صناعات متعددة منها فرم المخلفات واستغلالها فى مشروعات صناعية متوسطة وصغيرة بالتنسيق مع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة الذى يدعم هذه الحرف، للحد من بطالة الشباب،ومساندة المرأة المعيلة فى القرى التى تشتهر بصناعة النخيل، ويبدى خيرى دهشته واستغرابه من تجاهل ثروات النخيل الهائلة التى تمتلكها أسوان على عكس محافظات أخرى مثل الوادى الجديد التى تتميز بالاستثمار فى صناعة التمور الجافة والعجوة وغيرها من الصناعات التكميلية، وقال خيرى إنه ومن واقع كونه عضوا بالمجلس المحلى للمحافظة سابقا يعرف تماما أن زراعة النخيل فى محافظة أسوان تحتل المركز الثانى بين المحاصيل الإستراتيجية بعد قصب السكر، وإن هناك مساحات هائلة من الأراضى لم تستغل بعد فى مشروعى توشكى ووادى النقرة. الشتلات المميزة وأكد الباحث الدكتور ممدوح حمزاوى، بهيئة تنمية بحيرة السد العالى، أن النخيل المصرى قد وجد أخيرا من يهتم به، حيث جاء حرص الرئيس السيسى على التوجيه بزراعته من الشتلات المميزة ليؤكد أن هناك إستراتيجية وخططا مستقبلية تستهدف مجالات التنمية، وشدد الباحث على أن يكون هناك اهتمام من مسئولى أسوان بالنخيل المنتشر بكل أرجاء القرى، قائلا ليس معقولا ألا يكون هناك مصنع واحد فى أسوان يقوم على صناعة التمور وتصديرها على الرغم من كونها أكبر محافظات مصر تصديرا للبلح الجاف كالسكوتى والبرتمودة والشامية والمالاكابى محليا،وأشار حمزاوى إلى إنتاج شتلات توشكى المتميزة الذى يتم تصديره إلى الخارج، وأكد ضرورة الاستفادة من العوامل الجغرافية والمناخية التى تتميز بها أسوان، وكذا استغلال قرار إنشاء المنطقة التجارية الحرة الجديدة جنوب غرب أسوان فى إقامة مصانع تكميلية للتمور وغيرها. 2 مليون نخلة مثمرة وإذا ما انتقلنا إلى الجانب التنفيذى المسئول عن تنمية هذه الزراعات المهمة، فقد شهدت محافظة أسوان العديد من ورش العمل والمؤتمرات التى تستهدف تعظيم الاستفادة من ثروات النخيل، وهو مايؤكده المحافظ اللواء أحمد إبراهيم الذى أوضح أن محافظة أسوان تعد من أولى محافظات الجمهورية فى أعداد أشجار النخيل، حيث يوجد بها نحو مليونى نخلة مثمرة تمثل نسبة 14% من إجمالى النخيل المنزرع فى مصر، وقال المحافظ إن البلح الأسوانى يأتى فى مقدمة المحاصيل الزراعية بأسوان بعد القصب كما تحتل التمور الأسوانية مكانة مميزة فى قائمة الأصناف الجافة من البلح، وأضاف أن هناك تنسيقا مع وزارة الزراعة وجائزة خليفة الدولية للتمور والابتكار الزراعى لدراسة إنشاء مصنع للتمور فى أسوان بأحدث التقنيات الحديثة، مما سيعود بالنفع والعائد الاقتصادى المباشر على المزارع الأسوانى، وكذا سيضع التمور الأسوانية على خريطة التمور العالمية. أكبر مصنع للتمور وأكد محافظ أسوان أن هناك ندوات توعية متواصلة لتنظيم وضبط أعمال تقليم النخيل لتكون ذات عائد اقتصادى للمزارع الذى يقوم بحرق المخلفات دون فائدة،وأشار إلى دعم جهاز الخدمة الوطنية بالتنسيق مع وزارة الزراعة والمحافظة فى زراعة أعداد كبيرة من النخيل بمنطقة مشروع توشكى، كما أكد قرب الانتهاء من الدراسة الخاصة بإنشاء أكبر مصنع للتمور فى أسوان والشرق الأوسط بأحدث التقنيات الحديثة للمساهمة فى وضع البلح الأسوانى على قمة خريطة التمور العالمية، وأشاد أحمد إبراهيم بحرص الرئيس السيسى على زراعة مليونى ونصف المليون نخلة فى مصر، مما يؤكد أن هدف الرئيس هو توفير سبل الاستثمار الزراعى الذى يتواكب مع المشروع القومى الكبير بزراعة مليون ونصف المليون فدان لسد الفجوة الزراعية فى كل المنتجات. تجديد الأشجار وفى السياق ذاته قال المهندس حازم عبد المنعم، مدير الشئون الزراعية بمحافظة أسوان، أن هناك نظرة مستقبلية غير مسبوقة، من الرئيس السيسى للزراعة بشكل عام والنخيل بشكل خاص، وأضاف أن ورش العمل والدراسات مستمرة ومتواصلة لبحث تعظيم الاستفادة من ثروات النخيل الأسوانية، حيث شارك مؤخرا أكثر من100 متخصص فى محصول النخيل بورشة العمل الخاصة بنخيل أسوان، لافتا إلى أن أبرز ما تشتهر به المحافظة فى الأصناف الجافة هو السكوتى والبرتمودا والقنديلة والمالاكابى والشامية، كما أكد أن جهود المحافظ قد أسفرت عن التنسيق مع وزارة البيئة لتوفير مفارم تختص بفرم المخلفات، وذلك حتى يمكن الاستفادة منها بالشكل الأمثل، مع التوسع فى زراعة النخيل فى أسوان بالأراضى الجديدة بأسلوب علمى، وكذا إحلال وتجديد الأشجار المسنة للنخيل.