فاز الفيلم الكورى الجنوبى «طفيلي»، للمخرج «بونج جوون هو»، بالسعفة الذهبية الدورة 72 من مهرجان كان السينمائى الدولى، التى اختتمت الليلة الماضية على مسرح لوميير الكبير بالمدينة الفرنسية الساحلية، والفيلم، كما وصفناه أمس، تحفة فنية حقيقية، ويُعد صرخة ضد الطبقية فى كوريا الجنوبية، والتفاوت الكبير بين الأغنياء والفقراء. وذهبت جائزة المهرجان الكبرى إلى فيلم «الأطلنطي»، وهو العمل الأول للمخرجة الشابة ماتى ديوب، ويدور فى السنغال حول متاعب عمال البناء وحلمهم بالهجرة إلى أوروبا، تاركين وراءهم نساء حائرات. وحصل الفيلم الذى توقعنا تتويجه أيضا، «البؤساء» للمخرج لادج لى، الذى لا يروى قصة «بؤساء» فيكتور هوجو، لكنه ينطلق من إحدى عبارات هوجو ليقدم رصدا آنيا جدا ومتوهجا ومفعما بالحيوية والخشونة لباريس اليوم، على جائزة لجنة التحكيم، وفاز بها مناصفة مع الفيلم البرازيلى «باكوراو»، إخراج كليبر مندونشا فيلهو وجوليانو دورنيلس. فاز النجم المعروف أنطونيو بانديراس بجائزة أحسن ممثل عن تجسيده أزمة مخرج سينمائى يتراجع على جميع المستويات، سواء لمرضه أو لإحساسه بأنه لم يعد لديه ما يقدمه، فى فيلم المخرج الإسبانى الكبير بدرو ألمودوفار «الألم والمجد»، أما جائزة أفضل ممثلة فذهبت إلى إميلى بيتشام عن فيلم «جو الصغير». وفاز الأخوان جان- بيير ولوك داردن بجائزة أحسن إخراج عن فيلمهما «أحمد الصغير»، فيما حصلت سيلين سياما على جائزة السيناريو عن فيلمها «بورتريه للفتاة المحترقة». وتمكن المخرج الجواتيمالى الشاب سيزار دياز من الفوز بالكاميرا الذهبية (جائزة العمل الأول) عن فيلمه «أمهاتنا». أما المخرج الفلسطينى الكبير إيليا سليمان، فاكتفت لجنة التحكيم بمنحه تنويها خاصا نادرا فى مهرجان كان عن فيلمه «لا بد أنها الجنة»، وإن كان قد حصل على بعض التعويض بفوزه بجائزة الاتحاد الدولى للصحافة السينمائية (فيبريسي). جاء الحفل، الذى قدمه الممثل الفرنسى إيمانويل باير كما قدم حفل الافتتاح، أنيقا مبهرا بحضور العديد من نجوم السينما العالميين الذين شارك بعضهم فى تسليم الجوائز، ومنهم كاترين دونوف وسيلفستر ستالون والمخرج الأمريكى مايكل مور وفيجو مورتنسن وكلير دونى وريتى بان، رئيس لجنة تحكيم الكاميرا الذهبية، ونادين لبكى، رئيسة لجنة تحكيم «نظرة ما»، وعُرض بعد الحفل فيلم ختام المهرجان «المتميزون»، إخراج إيريك توليدانو وأوليفييه نقاش.