مع قدوم شهر رمضان المبارك ينشغل تفكير ربة المنزل فى الولائم والأطعمة وتحضيرها للصائمين والمجهود والوقت خصوصاً لو كانت أيضا امرأة عاملة، إذ تفقد الكثير من الطاقة بمجرد فقط التفكير فى المسئوليات التى تقع على عاتقها خلال هذا الشهر، ولذلك هناك بعض المفاهيم الخاطئة التى تثقل كاهل المرأة أكثر من الشهر الكريم نفسه، وهى مفاهيم ومعتقدات تبرمجنا عليها منذ الصغر وأصبحت حقائق ولكنها فقط موروثات. لذلك لابد على المرأه التقليل من المأكولات لأنها من أسباب حفظ الصحة وخفة الجسم ونشاط الروح، ولنتذكر أن الزاد الحقيقى النافع هو التقوى وأن الصيام شُرع لشحن طاقة الإنسان ولمدة شهر، عن طريق تنظيم العمليات الحيوية فيكون الجسم منفتحا لاستقبال الطاقات الكونية والروحانية فى هذا الشهر. لذلك يجب عليك أيتها الأخت المسلمه تنويع العبادات فى أثناء الشهر الكريم صيام، قيام، قراءة قرآن، إطعام الطعام، إنفاق صدقات، ومع تنوع العبادات يتجدد النشاط عد الأيام التى تمضى من هذا الشهر الكريم، فإن ذلك يشعرك بالرغبة بمزيد من الاجتهاد، والتشمير للطاعات وتفريغ الأوقات للعبادة قدر المستطاع، وذلك بالتنسيق بين الرجل وزوجته، ولا شك أن من يعين زوجته على الخير يكون له نصيبٌ من ذلك. كما يجب على المرأه المسلمه الإكثار من الأعمال الخيرية ولا سيما إطعام الطعام، فى المساجد، وبين ذوى الحاجات والموازنة بين أوقات الولائم الرمضانية، وأوقات العبادة فتفطير الصائم وإطعام الطعام أمر مطلوب، وكذلك العبادات الأخرى من ذكر لله وقراءة للقرآن، والدعاء لله، والقيام بالليل كل ذلك ينبغى أن يكون له وقته ونصيبه والبعد عن الملهيات ومجالس السمر الطويلة الوقت والقليلة النفع. كما يجب على المرأة الحامل المحافظه على نفسها وجنينها أثناء الصيام من باب حفظ النفس لهذا يجب عليها أن تتبع طرقًا فى الطعام حتى لا تتعرض لمشاكل صحية هى أو جنينها والاعتماد على غذاء متوازن ومتنوع، يؤمن الحصص الغذائية التى تحتاجها. ومن الغريب أن البعض يعتقد أن الصيام يرهق ربة المنزل ويجعلها مجهدة وغير قادرة على القيام بكامل واجباتها، ولكن فى حقيقة الأمر الصيام هو نظام يساعد على تقوية أجسامنا وإمدادنا بالطاقة النقية الروحية والجسدية والبدنية. إن الإسلام دعانا فى مواطن كثيرة إلى استثمار الوقت؛ لأن الزمن الذى ينقضى لا يعود قال تعالى «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون، أياماً معدوداتٍ فمن كان منكم مريضاً أو على سفرٍ فعدةٌ من أيامٍ أخر» حيث أشارت الآية الكريمة إلى قضية الأيام المعدودات، وهذا لَفْتُ نظرٍ للمسلمين إلى الحسبة الدقيقة لهذه الأيام، وهذه الحسبة المقصود منها اغتنام هذه الأيام فيما يعود على الإنسان فى تحقيق سعادته فى الدنيا والآخرة. الحقيقه أن شهررمضان موسمٌ للطاعات عظيم، عظيمٌ فى قدره، عظيمٌ فى أجره، عظيمٌ فى هباته، عظيمٌ فى أيامه وفرض الله عز وجل صيام نهاره وسن النبى صلى الله عليه وسلم قيام ليله فيه ليلة خيرٌ من ألف شهرفالوقت هو رأس مال الإنسان، قال الحسن: يا بن آدم إنما أنت أيام مجموعة، كلما مضى يوم مضى بعضك وقال الحسن: لم يزل الليل والنهار سريعين فى نقص الأعمار، وتقريب الأجال.