صلاة التراويح ما حكمها؟ وهل يجوز أن يصليها المسلم منفردا فى منزله؟ صلاة التراويح من تطوع الصلاة، وشرع التطوع ليكون جبرا لما عسى أن يكون قد وقع فى الفرض من نقص، ولما فى الصلاة من فضيلة ليست لسائر العبادات. فعن أبى هريرة (رضى الله عنه)أن النبى (صلى الله وسلم عليه) قال«إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة، يقول ربنا لملائكته، وهو أعلم: « انظروا فى صلاة عبدى أتمها أم نقصها ؟ « فإن كانت تامة كتبت له تامة، وإن كان انتقص منها شيئا قال«انظروا هل لعبدى من تطوع؟ « فإن كان له تطوعقال« أتموا لعبدى فريضته من تطوعه»، ثم تؤخذ الأعمال على ذلك، رواه أبو داود وأول من سنها هو رسول الله (صلى الله وسلم عليه)، قال أبو هريرة (رضى الله عنه) كان رسول الله (صلى الله وسلم عليه) يرغب فى قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة، فيقول (صلى الله وسلم عليه): «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ «وقالت عائشة (رضى الله عنها): «صلى النبى (صلى الله وسلم عليه) فى المسجد ذات ليلة - صلاة التراويح – فصلى بصلاته ناس، ثم صلى من القابلة، وكثر الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة، أو الرابعة، فلم يخرج إليهمرسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح قال: «قد رأيت الذى صنعتم، فلم يمنعنى من الخروج إليكم إلا أنى خشيت أن تفرض عليكم «قالوذلك فى رمضانرواهما مسلم فى صحيحه ونسبت التراويح فى جماعة إلى عمر بن الخطاب (رضى الله عنه)؛ لأنه جمع الناس على أبى بن كعب فكان يصليها بهم، فقد روى عن عبد الرحمن بن عبد القارئ، قال : خرجت مع عمر بن الخطاب ليلة من رمضان، فإذا الناس أوزاع متفرقون، يصلى الرجل لنفسهويصلى الرجل فيصلى بصلاته الرهط الجماعة فقال عمر، إنى أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ثم عزم فجمعهم على أبى بن كعب، قال، ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم، فقالونعمت البدعة هذه، والتى ينامون عنها أفضل من التى يقومون يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أوله ... « رواه البخارى أما عنوكم عدد ركعاتها؟فقد اختلف فى ذلك على النحو التالى: الرأى الأول: يرى الإمام أبو حنيفة والشافعى وأحمد فى المختار والثورى أنها عشرون ركعة، واستدلوا على ذلك بالآتى أن عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) جمع الناس على أبى بن كعب، فكان يصلى بهم عشرين ركعة، وروى الإمام مالك عن يزيد بن رومان قال: كان الناس يقومون فى زمن عمر فى رمضان بثلاث وعشرين ركعة.