أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، الأولوية التى توليها مصر، خاصةً خلال رئاستها الحالية للاتحاد الإفريقى، لمعالجة مختلف ملفات السلم والأمن بالقارة، من خلال تطوير بنية السلم والأمن الإفريقية بشكل متكامل، عن طريق تعزيز الدبلوماسية الوقائية، وآليات الإنذار المبكر والوساطة على مستوى الاتحاد الإفريقى، لإيجاد حلول إفريقية للمشكلات الإفريقية، بالإضافة إلى دعم برامج إعادة الإعمار والتنمية وبناء المؤسسات الوطنية فى مرحلة ما بعد النزاعات. جاء ذلك خلال اجتماع الرئيس السيسى، أمس، مع تابو مبيكى، رئيس جنوب إفريقيا الأسبق، رئيس آلية الاتحاد الإفريقى رفيعة المستوى المعنية بالسودان وجنوب السودان، بحضور وزير الخارجية، وعباس كامل رئيس المخابرات العامة. وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس رحب بزيارة «مبيكى» إلى القاهرة، واستعرض الجهود الجارية التى تقوم بها مصر فى هذا الإطار لدعم استعادة الأمن والاستقرار فى عدد من الدول الإفريقية، معربا عن التقدير لمختلف الجهود التى يبذلها «مبيكى» فى هذا الخصوص، وتطلع مصر للتعاون معه فى دعم جهود الآلية الإفريقية رفيعة المستوى، وتطوير عملها على نحو يكلل جهوده بالنجاح. وأوضح المتحدث أن الرئيس أكد الأهمية الخاصة التى توليها مصر لدعم الاستقرار والسلام فى السودان، فى ضوء العلاقات الأزلية التى تربط بين البلدين، منوهاً بالجهود المصرية فى هذا الإطار، لا سيما القمة التشاورية التى استضافتها القاهرة للشركاء الإقليميين للسودان فى إبريل الماضى، بهدف تعزيز التنسيق الإقليمى وإيجاد أرضية تقوم على فهم واضح من الأطراف الإقليمية المعنية للتطورات على الساحة السودانية، إلى جانب بحث سبل تقديم المعاونة والمؤازرة للسودان لمساعدته على إنهاء المرحلة الانتقالية بنجاح، والوفاء بطموحات الشعب السودانى المشروعة. كما أكد الرئيس مساندة مصر لمختلف الجهود التى تهدف إلى تحقيق تطلعات شعب جنوب السودان نحو الاستقرار والتنمية، مشيراً فى هذا الصدد إلى أهمية تضافر الجهود لدعم تنفيذ اتفاق السلام المُنشط فى جنوب السودان، باعتباره يمثل مرجعية أساسية فى الحفاظ على السلام والاستقرار فى البلاد، ومستعرضاً الجهود والمساعدات المصرية فى هذا الصدد لأشقائنا الجنوبيين. وذكر المتحدث أن «مبيكى» أشاد من جانبه بالدور المصرى المقدر والدءوب فى دعم جهود صون السلم والأمن فى إفريقيا، والوفاء بمبادرة إسكات البنادق فى القارة بحلول عام 2020، والذى تعاظم مع رئاستها الحالية للاتحاد الإفريقى، مؤكداً أهمية مصر وثقلها كفاعل رئيسى فى إرساء دعائم العمل الإفريقى المشترك، أخذاً فى الاعتبار أن الرئاسة المصرية تأتى خلال مرحلة دقيقة من عمر الاتحاد والتى تفرض بدورها تحديات ضخمة. كما عرض «مبيكى» أنشطة الآلية الإفريقية رفيعة المستوى لتثبيت الأمن والاستقرار فى كل من السودان وجنوب السودان، مثمناً الجهود المصرية الحثيثة فى هذا الصدد، لا سيما فى ضوء الروابط التاريخية الوثيقة والمتميزة التى تجمعها بالبلدين على المستويين الشعبى والرسمى، الأمر الذى تجلى فى الدعم المصرى المؤثر لعملية السلام فى جنوب السودان فضلاً عن استضافة مصر للقمة التشاورية للشركاء الإقليميين للسودان، التى شهدت مشاركة رفيعة المستوى من الزعماء الأفارقة، وساهمت بوضوح فى بلورة تصور إفريقى مشترك للتعامل مع المستجدات الراهنة على الساحة السودانية، وتأكيد كامل التضامن مع السودان بغية النجاح فى تحقيق استحقاق المرحلة الراهنة. وأضاف السفير راضى أن اللقاء تطرق أيضاً إلى عدد من القضايا الإقليمية الأخرى، وفى مقدمتها أمن البحر الأحمر، وسبل تحقيق الأمن والاستقرار فى منطقة القرن الإفريقى، حيث تم التوافق حول تكثيف التنسيق والتشاور فى هذا الصدد خلال الفترة المقبلة.