كان الأسلوب اللغوى لرسول اللهمن أهم مظاهر جماله، حيث تميّز بالفصاحة، وعذوبة المنطق، حيث كان فصيح اللسان بسبب نشأته البدويّة القرشيّة الخالصة، واتّفقت الروايات التى تدلّ على تنزيه نطقه من عيوب الحروف ومخارجها، وقدرته على إيقاعها فى أحسن مواقعها، فقد كانسليم الكلام والمنطق. وفصاحة محمد تكاملت له فى كلامه، وفى هيئة نطقه بكلامه وفى موضوع كلامهوهذا يعنى أن الفصاحة لا تقتصر على طريقة النطق العربى الفصيح، والرسول نموذج فيها بنطقه السامى للألفاظ العربية، فقد كان محمد : «أعربى اللسان، فله من اللسان العربى أفصحه بهذه النشأة القرشية البدوية الخالصة وهذه هى فصاحة الكلام، فقد كان جمال فصاحته فى نطقه كجمال فصاحته فى كلامه، واتفقت الروايات على تنزيه نطقه من عيوب الحروف ومخارجها، وقدرته على إيقاعها فى أحسن مواقعها، فهو صاحب كلام سليم فى منطق سليم». كلامه كان وحيا من الله تعالي، مصداقاً لقوله عز وجل: «وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَي?* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَي?»، وأما المنطق العذب الذى كان يميّز كلامه فقد كان له تأثيرٌ خاصٌ على مستمعيه، وجذب أسماعهم، وفتح عقولهم وقلوبهم، كما قال ابن القيم رحمه الله: «إن كلامه يأخذ القلوب، ويسبى الأرواح، ويشهد له بذلك أعداؤه، وكان إذا تكلم تكلم بكلام مفصل، مبيّن، يعدّ العاد ليس بهذا مسرع، ولا يحفظ، ولا منقطع تخلله السكتات بين أفراد الكلام، بل هديه فيه أكمل الهدي».