الصوم فى اللغة هو : الإمساك عن الشئ مطلقا فَكُلِى وَاشْرَبِى وَقَرِّى عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِى إِنِّى نَذَرْتُ لِلرَّحْمَ?نِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا (مريم26 ) أى إمساكا عن الكلام * وشرعا : الإمساك عن شهوتى البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية ،وهو من فروض الإسلام الخمسةثبتت فرضيته بالكتاب والسنة وإجماع الأمة ،وهو معلوم من الدين بالضرورة ،روى البخارى فى صحيحه عن أبى هريرة (ض) قال : إن رسول الله (ص) قال :قال الله عز وجل : « الصيام جنة ،فإذا كان صوم يوم أحدكمفلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله ،أو شاتمه فليقل : إنى صائموالذى نفسى بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ،يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلى ،الصيام لى وأنا أجزى به والحسنة بعشر أمثالها » والخلوف هو : تغير رائحة الفم بسبب خلو المعدة من الطعام لأجل الصيام * وإجابة على السؤال نقول ومن الله التوفيق: يجب على كل مسلم ومسلمة أن يسأل عما تصح به عبادته لله تبارك وتعالى وما يبطلها ؛ حتى يبرئ ذمته منهاممتثلا أمر الله عز وجل * ويفسد الصوم إذا وقع من المكلف على وَجه لا يُوَافق مُقْتَضى الشَّرِيعَة،ومفسداتالصوم كما ذهب بعض الفقهاء هى : كل ما يصل إلى الجوف من أى موضع كان ،كأناستقاء ،أو استمنى ،أو قبل،أو لمس فأمنى ،أو أمذى ،أو كرر النظر حتى أنزل ،أو احتجم عامدا ذاكرا لصومه ،بطل وفسد صومه ،وفى بعضها خلاف للفقهاء ،وإن فعل ذلك ناسيا ،أو مكرها لم يبطل صومه* بناء على ذلك فمن أوصل شيئا إلى جوفه من أى موضع من جسده ، كأن يداوى جرحا غائرا فى جسدهوكأن يدخل العلاج إلى جوفه من طريق القبل أو الدبرونحو ذلك ،وكان متعمدا لذلك ،ذاكرا لصومه فسد صومهلما روى عن النبى (صلى الله علية وسلم ) أنه قال : « الفطر مما دخل ...» رواه البيهقى مرفوعا والدارقطنى بإسناد ضعيف جداوضعفه غير واحد من أهل العلم* وذهب بعض أهل العلم: إلى أن الصائملا يفطر إلا بالأكلأو الشرب ،أو ما يقوم مقامهما مما يغذى ويقوى الجسد كتقوية الطعام والشراب ؛ لعدم الدليل على بطلان الصيام بغير ذلك ،وهذا هو الأقرب ،ويؤيد هذا ما ثبت عن أنس (رضى الله عنة ) : «أنه صلى الله عليه وسلم كان يكتحل وهو صائم « أخرجه أبو داوود ،وَلَمْ يَرَ أَنَسٌ وَالحَسَنُ وَإِبْرَاهِيمُ : بِالكُحْلِ لِلصَّائِمِ بَأْسًا ،ذكر ذلك البخارى فى صحيحه ،ومثله فى شعب الإيمان للبيهقى عن ابن عباسوإسناده جيد،وهذا هو الأقرب ،وبناء على ذلك مثلا فإن الحقن العلاجيةوكذلك التقطير فى العين والأذن ونحو ذلك لا تفسد الصيام ،أما الحقن المغذية ومثلها حقن الدم فى الجسدوتغيير الدم عند غسيل الكلىإذا كان يضاف إليه مواد غذائية ،فإنها تفطر ؛ لأن ذلك يقوم مقام الطعام والشراب ،أما إذا كان الغسيل لمجرد إخراج الدم ، ثم إعادته بعد تصفيته وتنقيتهفقد يقال : إنه لا يفسد الصيام فى هذه الحالة