للعام الثانى على التوالى، ينجح فريق ليفربول الإنجليزى فى حسم تأشيرة الصعود إلى الدور النهائى لمسابقة دورى أبطال أوروبا بعدما كتب ريمونتادا تاريخية شكلت « كابوسا « لإسبانيا كلها ولفريق برشلونة تحديدا بعد فوزه الكبير على البارسا بأربعة أهداف مقابل لاشيء فى لقائهما مساء أمس على استاد أنفيلد فى إياب الدور قبل النهائى من عمر المسابقة الكبرى. ونجح ليفربول فى كتابة معجزة كروية بكل المقاييس أمام فريق توج بطلا عدة مرات ويضم أفضل لاعبى العالم وهو ليونيل ميسى بعدما سجل 4 أهداف رد بها على خسارة لقاء الذهاب بثلاثة أهداف دون رد فى كامب نو ليصعد للمباراة النهائية وينتظر الفائز من أياكس الهولندى وتوتنهام هوتسبير الإنجليزى اللذين يلعبان الليلة فى إياب نصف نهائى دورى الأبطال. وفرض يورجن كلوب المدير الفنى للريدز نفسه بطلا للمدينة الإنجليزية بعد أن دك شباك البارسا برباعية فى وقت يخوض المواجهة بدون أبرز نجمين فى هجومه وهما محمد صلاح وروبرتو فيرمينو بسبب الإصابة ولجأ إلى الثنائى أوريجى البلجيكى مهاجما وشاكيرى جناحا مع ساديو مانى المحترف السنغالى والجناح الأيسر فى الفريق. وقاد يورجن كلوب ريمونتادا تاريخية بعدما لعب بقوة وضغط على البارسا وفرض سيطرته الكاملة على منطقة الوسط وبروح قتالية واسعة حتى نجحوا فى الضرب من البداية وتسجيل هدف مبكر ثم الضغط على دفاعات الفريق الكتالونى بجمل تكتيكية هجومية، ساهمت فى حسم النتيجة لصالحه رغم الخروج بالشوط الأول مكتفيا بهدف وحيد. بدأت المباراة حماسية من جانب لاعبى فريق ليفربول الانجليزى، فى محاولة لإحراز هدف مبكر يكون بمثابة عودة الأمل فى تحقيق ريمونتادا تاريخية، حيث هاجم الفريق الانجليزى بكل خطوطه من الدقيقة الاولى الى ان تحقق ما يسعى اليه كلوب مدرب ليفربول بعدما احرز الليفر هدفه الاول فى الدقيقة السابعة عن طريق المهاجم الاسمر ديفوك أوريجى من متابعة ممتازة لكرة هيندرسون. استعاد فريق برشلونة الثقة مجددا وسيطر على وسط الملعب وبادل فريق ليفربول الهجمات، واضاع ليونيل ميسى فرصة احراز هدف التعادل فى الدقيقة 16، بعدما استلم الكرة بمواجهة المرمى لكنه تأخر فى التسديد، ومع النشاط الملحوظ لبرشلونة، كان الاصرار من جانب فريق ليفربول. ارتفعت درجة سخونة المباراة بشكل جنونى وبات اللقاء هجمة هنا واخرى هناك، لدرجة ارهقت الجماهير فى المدرجات قبل اللاعبين داخل المستطيل الاخضر، مما دفع فريق برشلونة للتراجع بعض الشيء لامتصاص حماس لاعبى ليفربول، ومنعهم من إضافة الهدف الثانى خلال أحداث الشوط الاول. حاول ليونيل ميسى قيادة فريقه فى أكثر من مرة لإحراز هدف التعادل وانهاء الأمر مبكرا من خلال جعل المهمة صعبة على فريق الليفر، لكن الحذر الدفاعى كان متواجدا من جانب لاعبى ليفربول، وانحصر اللعب فى وسط الملعب دون خطورة حقيقة على كلا المرميين الى ان سدد ميلنر صاروخية خرجت الى ركنية نتيجة الاصطدام بفيدال. واصل برشلونة الضغط مع الدقائق الاخيرة من الشوط الاول وسدد ميسى كرة ارضية ماكرة مرت بغرابة شديدة بجوار القائم الايسر للحارس أليسون، ويعيد الفريق الكتالونى الكرة وينقذ حارس ليفربول فرصة مؤكدة من أمام سيرجيو روبيرتو،إلى أن اطلق الحكم صفارة الشوط الاول بتقدم الليفر بهدف وحيد. بداية الشوط الثانى لم تختلف عن الشوط الأول، حيث هاجم فريق ليفربول بشراسة ونفذوا الضغط العالى على برشلونة، على امل احراز هدف ثان يسهل المهمة، ولم يحسن ساديو مانى استغلال الفرصة التى اتيحت له فى الدقيقة 50 بعدما تمكن روبيرتو من اخراجها، بعدها انقذ الحارس تير تشيجن فرصة خطيرة من على خط المرمى من رأسية فان دايك. رد ليونيل ميسى بهجمة خطيرة وسدد على مرمى ليفربول وتمكن أليسون من التصدى، لتشتعل المباراة من جديد، الى ان حملت الدقيقة 54 الخبر السار لجماهير ليفربول عندما تمكن البديل جيورجينهو فاينالدوم من احراز الهدف الثانى،من تسديدة رائعة فشل تير تشيجن فى التصدى لها. تحققت المعجزة وجاء الهدف الثالث عن طريق اللاعب نفسه من رأسية رائعة فى الدقيقة 56، مستغلا العرضية المتقنة لشاكيرى الذى منح فريق ليفربول التفوق على مستوى وسط الملعب، لتزداد مدرجات ملعب الانفيلد اشتعالا بصيحات الجماهير المحبة لفريقها. واصل لاعبو ليفربول الضغط العالى على امل احراز هدف رابع، وعدم منح فريق برشلونة التقدم نحو مرمى أليسون، خوفا من براعة الارجنتينى ليونيل ميسى القادر على تغيير النتيجة فى اى لحظة، استلم ميسى الكرة وسط الملعب وراوغ اكثر من لعب ولم يجد لاعبو الليفر سوى ايقافه جبريا، بعدها استلم بينية وسدد رائعة انقذها أليسون ببراعة. شهدت الدقيقة 79 انفراجة غير مسبوقة عندما احرز ليفربول الهدف الرابع الذى يضمن لهم التأهل مباشرة لنهائى دورى الابطال، عندما مرر الظهير الايمن تمريرة مسروقة لأوريجى اليقظ الذى اودعها ببراعة داخل مرمى تير تشيجن وسط غفلة من جميع لاعبى برشلونة. شهدت الدقائق العشر الأخيرة هجوما متواصلا من جانب لاعبى برشلونة، امام حائط صد رائع من دفاع ليفربول الذى عاد لاعبوه جميعا للخلف بتعليمات من يورجن كلوب، لغلق المساحات امام ميسى ورفاقه، ومرت الدقائق الأخيرة بلا جديد وسط تفوق لدفاعات الريدز حتى أطلق الحكم صفارة النهاية معلنا فوز ليفربول على برشلونة بأربعة أهداف دون رد.