أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن حرص الدولة على الاحتفال سنوياً بعيد العمال، يجسد فى جوهره احترامها العميق لما يقدمه العمال من إسهام فى شتى ميادين الإنتاج، ولدورهم الوطنى المهم والرئيسى فى دفع مسيرة البناء والتطوير، منوها بأن العامل المصرى هو المحور الحقيقى للتنمية وتعزيز مسيرة اقتصادنا الوطنى، وأن الوطن يتطلع دائماً إلى ثمرة جهدكم وعملكم الدءوب والمخلص. وقال الرئيس، فى مستهل كلمته مخاطبا عمال مصر فى عيدهم: أتحدث إليكم اليوم احتفالاً بعيد العمال، وأتوجه إليكم جميعاً فى أرجاء مصر العزيزة، بتحية اعتزاز لجهودكم المتميزة وسواعدكم المنتجة على طريق العمل والعطاء والإنجاز، وتعزيز مسيرة التنمية والبناء، فتحية تقدير إليكم عمال مصر، وقاعدة هذا الوطن للانطلاق نحو تغيير الواقع، وبناء حاضر ومستقبل نتطلع إليه جميعاً، وأضاف: أقول لكم وبكل صدق، إنه لا يوجد معيار أدق من العمل، للتعرف على معدن الإنسان الذى تُقدَر قيمته بما يؤديه من خدمة وعمل لأمته، كركيزة أساسية لبناء المجتمع، فجميع الحضارات الإنسانية قامت بسواعد العمال الذين أسهموا بجهودهم وفكرهم فى إعلاء أوطانهم، حتى صار عيد العمال رمزاً للعطاء والتضحية. إعلاء قيمة العمل وقال الرئيس: لقد ضرب المصريون عبر العصور المثل فى إعلاء قيمة العمل فى شتى المجالات، من منطلق حرصهم على بناء وطن طابعه الكفاح الشريف والنية المخلصة، وباتت الإنجازات المتلاحقة والمشروعات العملاقة التى تحققت فى مصر على مدار السنوات الأخيرة، لا سيما فى مجالات البنية الأساسية والتجمعات العمرانية الجديدة والطاقة وغيرها من المجالات، شاهداً على أصالة الإبداع وقوة الإرادة المصرية للتقدم وبناء مستقبل أفضل، وتكوين اقتصاد قومى قوى وراسخ، وقاعدة صناعية حديثة تكون بمثابة قاطرة لهذا الاقتصاد، كما أكدت للجميع سلامة المسيرة التنموية وصدق توجهاتها وسعيها الجاد لتحقيق الواقع الأفضل والحياة الكريمة لكل مواطن. الأمم تبنى بالعمل وليس بالشعارات وتابع: لقد عانت مصر خلال السنوات الماضية من تحدياتٍ جسيمة، ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية، ولعلكم كنتم تدركون أنه لا سبيل للتغلب على تلك التحديات سوى بالعمل الجاد والمستمر، والصبر على النتائج، فالأمم لا تبنى إلا بمجهودات أبنائها المخلصين، وليس بالأمانى والشعارات. وأكد الرئيس فى كلمته أنه لولا برنامج الإصلاح الاقتصادى الشامل، الذى تحمله شعب مصر لما كان من الممكن أبداً وضع حلول جذرية لمشكلات الاقتصاد المصرى المزمنة، والتى تراكمت وتفاقمت عبر سنوات وعقود طويلة دون حلول حقيقية، وهو ما عملت الدولة على مواجهته بإجراءات علمية شاملة، حتى وإن كانت قاسية. بشائر الإصلاح الاقتصادى واستطرد قائلا: لقد بدأت بشائر الإصلاح الاقتصادى تنعكس بالأرقام على تحقيق معدلات إيجابية للنمو، كما تكلل التوجه الإصلاحى للدولة بتدشين عقد اجتماعى جديد، وليس أدل على ذلك من حزمة الإجراءات التى تم الإعلان عنها مؤخراً وشملت، ضمن أمورٍ أخرى، زيادة الأجور لجميع العاملين فى الدولة، وزيادة الحد الأدنى للمعاشات، وإقرار علاوة دورية سنوية وعلاوة استثنائية، وهى القرارات التى تؤكد، بما لا يدع مجالاً للشك، عبور مصر لمرحلة عصيبة من تاريخها، وتعكس أيضا تقدير الدولة لحجم التضحيات التى تحملها شعب مصر العظيم، الذى كان شريكاً فى الإصلاح . البطل الحقيقى وشدد الرئيس على أن المواطن المصرى هو البطل الحقيقى فى إنجاح برنامج الإصلاح الاقتصادى، حيث تحمل الكثير من أجل عودة الثقة فى الاقتصاد المصرى، ووضعه على الطريق السليم، ليس فقط للجيل الحالى ولكن للأجيال المقبلة من أولادنا وأحفادنا. ملحمة وطنية جديدة وتوجه الرئيس فى كلمته إلى الشعب المصرى قائلا: إننا نجد أنفسنا اليوم أقوى عزماً، وأشد تصميماً على المضى معاً نحو المستقبل بخطوات واثقة مستقرة، فى ظل مؤسسات وطنية راسخة، فلقد صنعتم منذ أيام ملحمة وطنية جديدة، سيظل يتذكرها تاريخ مصر المعاصر بكل فخر واعتزاز، حيث أبهرتم العالم كعادتكم بخروجكم بالملايين من كل الفئات لممارسة حقكم الدستورى بالمشاركة فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية. وقال: إن هذا المشهد الحضارى يضاف إلى كل المشاهد الوطنية فى حلقات التاريخ، التى دائماً ما أكدت أنكم الحامى الحقيقى لهذا الوطن متسلحين فى ذلك بفطرة قومية لا غبار عليها، ووعى وطنى مدرك للتحديات المحيطة بمصرنا الحبيبة، ومؤكدين حرصكم على استكمال مسيرة البناء والعطاء والتنمية والإنجازات، ومجددين العهد على أن المصريين جميعهم سيظلون متكاتفين على قلب رجل واحد ضد كل المحاولات التى تهدف للنيل من هذا الوطن. ثورة المعلومات والتكنولوجيا البازغة وأضاف: إن ما نشهده اليوم من تغيرات متسارعة فى أساليب العمل والإنتاج، تدفعنا إلى المنافسة والمشاركة والمتابعة من خلال التدريب والاطلاع على تجارب الأمم الأخرى، وإطلاق إرادة الإصلاح والتحديث فى نفوسنا، لنكون قادرين على تطوير قدراتنا نحو الأفضل، والتأثير بالإيجاب فى ركب الحضارة الإنسانية. وأكد الرئيس فى كلمته أن من يريد أن يجد له المكان المناسب فى العصر الحديث، ينبغى أن يتحلى بأعلى درجات التفانى والإتقان فى عمله، وأن يجتهد لاستيعاب ثورة المعلومات والطفرة الهائلة التى يشهدها العالم فى الابتكارات وتطبيقات التكنولوجيا البازغة. نهج تنموى طموح ومضى قائلا: إن العمل هو الفضيلة التى تفصل بين الحلم والواقع، وإن مصر لتمضى قدماً بكل السبل فى تجسيد هذا الشعار، من خلال تبنى نهج تنموى طموح وشامل ومستدام، من أجل مستقبل أفضل لأجيال شابة وصاعدة ونحن على ثقة تامة، بأننا بالإرادة والعزم، قادرون بعون الله تعالى على تحقيق رؤيتنا المضيئة التى نحلم بها لهذا الوطن. الركيزة المتينة ووجه الرئيس بالتحية لكل عامل من أجل الوطن فى جميع المواقع، مؤكدا أنهم الركيزة المتينة لهذا المجتمع، وسبيله الرئيسى للبقاء والاستمرار، وقوته الدافعة نحو النمو والازدهار. واختتم الرئيس كلمته للعمال قائلا: أؤكد لكم أنكم ستجدوننى دائما إلى جانبكم، منحازاً لقضاياكم، وداعماً لحقوقكم، وأجدد لكم عميق اعتزازى بكم وبعطائكم وعزيمتكم الصادقة، وأهنئكم جميعاً بعيدكم وكل عام وأنتم بخير وتحيا مصر.