معجزة علمية فى آية قرآنية «أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه * بلى قادرين على أن نسوى بنانه» (القيامة 3، 4) يتركب البنان أو طرف الإصبع من العقلة الأخيرة من الإصبع وعضلات صغيرة ويغطى ذلك بطبقة حساسة من الجلد ومن الظفر الذى يغطى ظاهر البنان، ومن دلائل القدرة الإلهية أن الأظافر تلعب دورا مهما فى المساعدة فى تشخيص أمراض كثيرة. فهناك مجموعة من أمراض القلب الخلقية يكون لون الظفر وجلد المريض والشفتين واللسان فيها لون أزرق مثل مرض رباعى فالوت وضيق الصمام ذى الشرفات الثلاث وانعكاس مأخذ الشرايين الكبرى من القلب والثقب بين البطينين أو الأذينين أو القناة الشريانية فى الحالات المتأخرة التى يكون فيها ارتفاع شديد فى ضغط الشريان الرئوي. ويتم التمييز بين هذه الأمراض باستخدام وسائل تشخيصية مثل الموجات الصوتية والقسطرة التشخيصية للقلب، بالإضافة إلى أن هناك مجموعة أخرى من الأمراض يتم فيها تغيير المنظر العام للأظافر وتشمل أربع درجات من اختفاء الانحناء الطبيعى الموجود أسفل الظفر وتنتهى بتضخم الظفر بالعقلة الأخيرة كلها ومن أمثلة هذه المجموعة مرض التمدد الشعبى والخراج الرئوى المزمن، وهناك حالات أخرى تتميز فيها الأظافر بوجود بقع حمراء تحتها نتيجة انفجار الشعيرات الدموية مثل التهابات الصمامات القلبية وفى حالات الأنيميا الحادة أو فقر الدم تتميز الأظافر بوجود شحوب شديد وتميل إلى لون البياض. إن من آيات الإعجاز الإلهى أن لهذه الأظافر وظائف غاية فى الإعجاز فإنها لها وظيفة اخراجية، حيث أنها تخلص الجسم من مادة الكيراتين الزائدة التى يتم التخلص منها عن طريق القص الدورى للجزء الزائد عند طرف البنان ولها وظيفة أخرى وهى حماية أطراف الأصابع، لصلابتها وقوتها. كذلك لها وظيفة أخرى فى إمكان التحكم الدقيق بأطراف الأصابع مثل الكتابة أو إصلاح الدوائر الإلكترونية. ومن عجيب صنع الله عز وجل وجود خطوط طولية على السطح الداخلى المقعر للظفر وأيضا على السطح الخارجى المحدب و هذه الخطوط الطولية بالأظافر لا تتشابه بين إنسان وآخر وهى لا تتغير مدى الحياة بل أنها تصبح أكثر وضوحا مع تقدم السن. وعلى ذلك فإننا إذا دققنا الفحص فى البنان وهو طرف الأصابع وجدنا أن به، بصمات الأصابع وهى ثابتة طوال العمر وتختلف من إنسان إلى آخر ولا تتشابه فى التوائم، وأن الغدد العرقية الموجود ببصمات الأصابع تظل ثابتة مدى الحياة وتختلف فى شكلها ومكانها ومكان فتحاتها من إنسان إلى آخر وأن الخطوط الطولية المكونة لمنبع الظفر وهى عبارة عن بروزات من خلايا البشرة تمتد طوليا بشكل معين وتظل مدى الحياة وتختلف من إنسان إلى آخر. والخطوط الطولية المكونة للظفر نفسه والموجودة على السطح الخارجى المحدب والسطح الداخلى المقعر للظفر تظل ثابتة طوال العمر وتختلف من إنسان إلى آخر ولم تكن كل هذه التفاصيل معروفة إلا بعد التقدم العلمى الهائل فى علوم الأنسجة وبعد اختراع الميكروسكوب البسيط. وهذا هو السر فى اختيار القرآن الكريم للبنان دون باقى الجسم، وصدق من قال فى كتابه الكريم منذ أكثر من 1400 عام فى سورة القيامة آية (3-4) «أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه * بلى قادرين على أن نسوى بنانه».