ثمن علماء الدين دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال ملتقى الشباب العربى والإفريقى، الذى عقد بمدينة أسوان، إلى تجديد الخطاب الدينى لمواجهة الفكر المتطرف، التى لاقت صدى كبيرًا، واستجابة من المؤسسات الدينية. ووصف علماء الدين الدعوة للشباب، الذين هم ثروة إفريقيا والعالم العربى، بأنها دعوة مهمة جاءت فى الوقت المناسب والمكان المناسب، ومع الأشخاص المناسبين لما يمتلكونه من حماسة وقدرة على التغيير فى الحاضر والمستقبل. وقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر الشريف: إنه حينما تتكامل الجهود العلمية والثقافية والدعوية والإعلامية لنقض شبهات الإرهاب والإرعاب، وعمل معالجات ومداواة لأدبيات تيارات الغلو والتطرف، سواء لأتباع الشرائع المنسوبة إلى السماء أو غيرها لأن رفض العنفين الفكرى والمسلح لا يختص بهما دين ولا مكان ولا زمان، فإذا تكاتفت الجهود الدولية لمجابهة ازدراء الآخر والتمايز الطائفى والتعصب المذهبى وصراع القوميات والحضارات، مع إرادة سياسية عالمية سوف يكون لها مردود إيجابى يحقق السلام للعالم أجمع، من خلال استنفار المؤسسات ذات العلاقة الدعوية والتعليمية والإعلامية فى العالم، مع عقد مؤتمر عالمى تحت مظلة الأممالمتحدة، يحضره رؤساء المؤسسات الدينية فى العالم لعمل ورشة عمل جادة لمجابهة أعمال العنف بشقيه الفكرى والسلوكى. وأشار إلى أن أن دعوة الرئيس لتجديد الخطاب الدينى أوجدت وسائل إيجابية، منها إعادة النظر فى مناهج تعليمية دينية، وتطوير الخطاب الدعوى، وعمل توصيات ثقافية مهمة نتج عنها أكاديمية تأهيل الوعاظ بالأزهر الشريف، وكوادر الدعاة بوزارة الأوقاف، بالإضافة لمرصد الأزهر الشريف، وما تقوم به دار الإفتاء من جهود فى تصحيح مفاهيم مغلوطة وتصويب أفكار خاطئة وما يضطلع به الإمام الأكبر شيخ الأزهر من عقد ورش عمل وأنشطة متنوعة تعليمية ودعوية وثقافية غير مسبوقة، بما جعل الأزهر يتبوأ مكانته فى اختصاصه بالشئون الإسلامية، وتوج ذلك بوثيقة الأخوة الإنسانية مع الكنيسة الكاثوليكية فى عام التسامح، إنشاء مجلس حكماء المسلمين، وما يجرى للأئمة والوعاظ أيا كانت جنسياتهم، واستخدام الحاسب الآلى والوسائل المعاصرة فى عملهم. وأضاف الشيخ محمد عادل، مفتش بالأزهر الشريف، أن دعوة الرئيس فى محلها، ويمكن تحقيقها عن طريق إقامة حوارات مستمرة مع الشباب والمنظمات المتشددة، وعقد مؤتمرات دولية كل 6 أشهر، أو كل عام فى عاصمة إحدى الدول العربية والإفريقية، لبحث القضايا المستجدة والمشكلات التى يمكن للتيارات المتطرفة الدخول عن طريقها للسيطرة على عقول وقلوب الشباب ووضع الحلول لمواجهة التطرف، وبيان حقيقة الإسلام الوسطى بعيدا عن الغلو والتشدد، لأن الفكر لا يواجه إلا بالفكر، مشيرا إلى أن الأزهر الشريف يقوم بدوره فى تعليم الإسلام الوسطى لأبناء العالم بكل قاراته، وهؤلاء الخريجون يقومون بدورهم بنشر تلك التعاليم والمفاهيم الصحيحة للدين،.