لقي طفل بمركز اخميم مصرعه غرقا داخل بالوعة صرف صحي وذلك أثناء لهو الطفل ويبلغ من العمر4 سنوات امام منزله حيث اختل توازنه وسقط داخل بالوعة صرف صحي, مما نتج عنه غرقه ووفاته. حادث مصرع الطفل ليس الأول ولن يكون الأخير فقد زادت حصيلة الغارقين في بالوعة الصرف الصحي طفلا جديدا فالغرق داخل بالوعة صرف صحي أصبح امرا معتادا في ظل الاهمال الذي اصاب شبكات الصرف الصحي في كل مكان. ولكن مشاكل الصرف الصحي في مصر لا تقف عند حد الموت غرقا رغم انه أخطر نتائجها بل تختلف المشكلة من منطقة لأخري؟ فلكل منهم معاناة فريدة لا تقل خطورة وضررا عن غيرها فمثلا من منطقة حوض النيل شارع خالد حجازي التابعة للقليوبية أرسل أحد المواطنين شكواه ل الاهرام المسائي فيقول خالد مرسي رغم وضع مواسير وبالوعات منذ حوالي3 سنوات انتظرنا خلالها أن يتم استكمال مشروع الصرف الصحي ولكن ظل الوضع كما هو عليه ليضطر اهالي المنطقة إلي العودة للطريقة البدائية علي حد وصفه وهي الاعتماد علي الخزانات حيث تكون المياه غير نقية تماما. ويشاركه القول عبدالناصر حجازي من نفس المنطقة حيث يشكو من الطفح الموجود بشوارع المنطقة والذي تسبب في كثرة الناموس والحشرات الضارة التي اصبحت تملأ المنطقة ليلا ونهارا لتكون منطقة حوض النيل بالقليوبية إحدي المناطق التي بدأ فيها مشروع الصرف الصحي ولم ينته بعد وننتظر إتمامه في أسرع وقت وحتي حينها تستمر صرخات المواطنين المطالبة والتي لا سبيل امامها إلا الشكوي! ومن القليوبية إلي منطقة سماحة بالمرج المجاورة للدائري بجوار مؤسسة الزكاة إمتداد شارع عناني حيث يقول عبدالمنعم محمد أن المنطقة لايوجد بها شبكة صرف صحي ولا مياه نظيفة لتتحول الترعة المجاورة للمنطقة إلي مقلب مخلفات يلقي فيه سكان المنطقة القمامة لعدم وجود صناديق لجمع القمامة فيها ويستنكر محمد تحصيل قيمة الصرف الصحي علي فواتير المياه فكيف يتم حصيل مبلغ مقابل خدمة لا تؤدي.. ويتساءل لا نطلب سوي شبكة مياه وصرف صحي اليس هذا حقا اصيلا من حقوقنا؟! وحتي المناطق التي كانت الأوفر حظا لوصول شبكات الصرف فيها منذ سنوات مثل معظم أحياء العاصمة وفي بعض المحافظات ايضا الكثير منها يشكو من تهالك شبكات الصرف الصحي حيث أصيبت أغلب المواسير بشروخ كبيرة في كل ناحية وتسربت منها كميات هائلة للشوارع الأمر الذي يمثل خطرا علي المساكن إلي جانب حدوث طفح لمياه المجاري لتغطي الشوارع وتزداد معاناة سكان الشارع الممتلئ عن آخره بالمياه في الحركة لنري المشهد المعتاد في مثل هذا الموقف وهو وضع بعض الأخشاب والأحجار الصغيرة كوسيلة للتنقل فوق المياه ليتحول الشارع إلي بركة مياه وتكون الأمراض علي بعد أمتار من كل شخص يسكن حولها وتتحول هذه البركة بعد ذلك إلي مقلب دائم لالقاء المخلفات ويبقي الوضع كما هو عليه لعدة ايام.. بل ويتطور الأمر احيانا فتحدث أعطال في الشبكة الأمر الذي يؤدي إلي انقطاع المياه لساعات طويلة. ويظل الصرف الصحي من أكبر المشكلات التي يعاني منها الكثير من المواطنين في مختلف محافظات مصر الأمر الذي يحتاج حلا جذريا لكل أشكال المعاناة التي تتسبب فيها شبكات الصرف الصحي ويزداد الأمر سوءا في المناطق التي لم يدخلها الصرف الصحي من الأساس وهو حال معظم المناطق العشوائية التي ظلت خارج خريطة المسئولين ومشروعاتهم لسنوات طويلة كانوا يعانون فيها من أقسي اشكال الاهانة لآدميتهم ومنعهم من شرب المياه النقية لتختلط مياه الشرب بالصرف الصحي.. واختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي لا يقتصر علي المناطق العشوائية فقد عانت بعض الأراضي الزراعية من هذه المشكلة لتروي المحاصيل الزراعية في النهاية بمياه الصرف الصحي!