د‏.‏ أحمد خالد توفيق‏:‏

هذا أول رمضان يأتي بعد وفاتي

انشغل بمشروعه الإبداعي بعيدا عن وسائل الإعلام‏,‏ وزحام وسط البلد‏,‏ ومقاهي المثقفين‏,‏ وكان مشروع د‏.‏ أحمد خالد توفيق عبارة عن كتابات قاربت بين الأدب بمفهومه التقليدي‏,‏ والبوب أرت الذي كان نوعا أدبيا مجهولا في مصر‏.
فحققت هذه الكتابات مكانة بين القراء العرب‏,‏ خاصة وسط الشباب‏,‏ حيث شكلت وعي جيل كامل‏,‏ وبالخصوص من هم دون الثلاثين من حيث تقديم نوع جديد من الكتابة‏,‏ فكسر الشكل التقليدي لقصص المغامرة‏,‏ والشكل التقليدي للبطل‏,‏ وقدم‏antihero‏ أو نقيض البطل‏,‏ وله كتابات متنوعة في أكثر من شكل أدبي فصارت له شعبية كبيرة وسط الشباب‏.‏
وقال توفيق لالأهرام المسائي‏:‏ إن الكتابة بشكل عام لها طقوس خاصة‏,‏ إلا أن الكتابة في رمضان لها مذاق خاص‏,‏ فهو يكتب ليلا‏,‏ والليل في رمضان طويل‏,‏ ويعد بإنتاج جيد‏,‏ حتي إلي ما بعد الفجر‏,‏ مضيفا‏:‏ تركيزي في الصباح لا يكون علي ما يرام‏,‏ وأعتقد أن إنتاجي يكون صفرا وقت الصيام‏,‏ لعل هذا يرتبط بغياب المنبهات مثل الشاي والقهوة والسجائر‏,‏ التي توقفت عنها علي أي حال‏.‏
ويتذكر توفيق التفاصيل كعادته‏:‏ لقد تم تشكيل وجداننا بشكل كبير في رمضان‏,‏ وأعتقد أن تكويننا الأدبي يرتبط بأشياء مثل المدفع‏,‏ وصوت الشيخ رفعت‏,‏ ورائحة الشمع في الفوانيس‏,‏ وتواشيح النقشبندي‏,‏ وصوت زوزو نبيل تقول مولاي في قصة ألف ليلة وليلة‏.‏
ويذكر توفيق الذي يعد أشهر الكتاب العرب في مجال كتابة ما وراء الطبيعة أغرب رمضان مر به في حياته قائلا‏:‏ كان رمضان العبور‏,‏ وكنت في الصف الأول الإعدادي‏,‏ وكان كل شيء غريبا بالنسبة لي‏.‏
وكتابات د‏.‏ أحمد خالد توفيق تحمل جانبا كبيرا من رعب نفسي نظيف‏,‏ وهكذا استطاع أن يجد حلقة وسط بين فن البوب أرت من ناحية‏,‏ والأدب من ناحية أخري‏,‏ وقدم الأدب الغربي من خلال بعض الترجمات في سلسلة روايات الجيب ليعطي لمشروعه بعدا آخر‏,‏ وأيضا له محاولات في الكتابة الساخرة‏,‏ فهو دائم الاكتشاف للأنماط الأخري في الكتابة‏,‏ ومن أبرز أعماله‏:‏ ما وراء الطبيعة‏,‏ وفانتازيا‏,‏ وسافاري‏,‏ ورجفة الرعب‏,‏ ويوتوبيا‏,‏ وقوس قزح‏,‏ وموسوعة الظلام‏,‏ والآن نفتح الصندوق‏,‏ وعقل بلا جسد‏,‏ والغرفة رقم‏702,‏ وحظك اليوم‏,‏ وعشاق الأدرينالين‏.‏
وقال توفيق‏:‏ رمضان الحالي يختلف عن سابقه‏,‏ لأنه أول رمضان يأتي بعد وفاتي‏!‏ هذا ليس مزاحا‏,‏ فقد توقف قلبي مرتين في شهر أبريل‏,‏ وكانت كل الدلائل تقول إنني سأدفن يوم‏3‏ أبريل عام‏2011,‏ لكن الله شاء أن أظل حيا‏,‏ معني هذا كذلك أنه أول رمضان منذ عام‏1983‏ بلا تدخين أو قهوة بعد الإفطار‏,‏ هذا سيجعل الصيام أسهل لكنه سيجعل ما بعد الإفطار حرمانا لاشك فيه‏.‏


إضافة تعليق

البيانات مطلوبة

اسمك
*


بريد الالكترونى *
البريد الالكتروني غير صحيح

عنوان التعليق *


تعليق
*