منذ سنوات طويلة والحديقة الدولية الاستوائية بأسوان لا تزال علي حالتها السيئة, رغم موقعها المتميز الساحر خلف خزان أسوان أمام قرية غرب سهيل ذات الطبيعة الخلابة, بعد أن هجرها الزوار وتعرضت للإهمال والتقصير من القائمين عليها, لذا فقد حرص اللواء أحمد إبراهيم محافظ أسوان علي أن يمنحها ا قبلة الحياة ب من جديد بدراسة إمكانية طرحها للاستثمار واستغلالها سياحيا خلال الفترة المقبلة. وتقع الحديقة الدولية علي مساحة105 أفدنة وتتميز بالشكل البيضاوي وسط الشلال الأول لنهر النيل وتضم48 حوضا زراعيا تشمل350 نوعا من النباتات الاستوائية وتحت الاستوائية, وهي تضاهي الحديقة النباتية الأساسية التي تقع في قلب نيل مدينة أسوان ولكن شتان الفارق بينهما. ويقول المهندس أدهم دهب رئيس غرفة العاديات السياحية إن هناك مقومات طبيعية تملكها أسوان وغير مستغلة بالشكل الأمثل حتي الآن ومن بينها الحديقة الدولية التي بدأ العمل فيها عام1991, مشيرا إلي أن مشكلة الحديقة تتمثل في صعوبة الوصول إليها, حيث تجاورها محطة كهرباء خزان أسوان2 والطريق إليها غير آمن, لذا لابد من البحث عن وسيلة أخري تسهل انتقال الزائرين والسائحين وقال لا أجد سببا مقنعا لهذا الإهمال الذي ضرب هذه الحديقة المتميزة, وتساءل لماذا لايتم تخصيص جزء منها كحديقة حيوان ترفيهية, خاصة وأن أهل أسوان يعانون عدم وجود وسيلة ترفيه تتناسب مع مكانة المدينة السياحية ذات الشهرة العالمية. وأشار جادو عبد الوهاب إلي ضرورة استغلال الحديقة التي تضم أشجارا ونباتات استوائية إفريقية بما يتناسب مع اختيار أسوان عاصمة للاقتصاد والثقافة والشباب الإفريقي, وقال إن الإهمال والتقصير تسبب في إهدار المال العام لعدم استغلال هذا المسطح الكبير والرائع في جذب السائحين, وطالب بربط برنامج زيارة قرية غرب سهيل بالحديقة لإنعاش المنطقة رائعة الجمال, كما طالب بضمها للبرنامج السياحي في أسوان لتكون بديلة للحديقة النباتية الأصلية. من جانبه أكد اللواء أحمد إبراهيم محافظ أسوان أن المحافظة تسعي جادة لاستغلال كل المقومات والممتلكات والمميزات السياحية والتنموية التي من شأنها أن تكون إضافة قوية لساحرة الجنوب, وقال إن الحديقة الدولية الاستوائية تعد بقعة ساحرة ذات موقع متميز وسط الجزر النيلية ولكن للأسف الشديد فإن معظم مساحتها ومكوناتها بحالة سيئة ومهملة ومعطلة منذ10 سنوات, مشيرا إلي أنه سيتم البدء فورا في تطوير هذا المزار الحيوي تمهيدا لإدراجها ضمن الخريطة السياحية, وذلك من خلال رفع جميع المسطحات الخضراء وتهذيب وتقليم الأشجار والنخيل, وإصلاح وتطوير منظومة الري وشبكات الإطفاء والمرافق العامة, وكذا البرجولات الموسيقية والمقاعد والمظلات وأكشاك المراقبة الخشبية, بجانب الأسوار والإنارة ودورات المياه العمومية ووحدات المعالجة والمرشح والأرضيات وأوضح محافظ أسوان أنه كلف مدير الحديقة بإعداد دراسة جدوي اقتصادية تختص بوضع تصور عام لكيفية استغلال الحديقة كأحد أهم المعالم السياحية أو طرحها للاستثمار علي أن يتم عرض هذا التصور علي المستوي الأعلي, مع دراسة إقامة كوبري معدني للمشاة من الجانبين أو إقامة مراس لاستقبال ضيوفها عبر اللنشات السياحية من جهة قرية غرب سهيل فضلا عن تخصيص بعض المساحات كأجنحة لعرض النباتات الاستوائية لدول حوض النيل الإفريقية بأسماء هذه الدول, بالإضافة إلي أماكن لحدائق حيوان أو للطفل أو لأنواع الورود والزهور, بالإضافة إلي دراسة إقامة كامب سياحي لرحلات السفاري وقاعات للحفلات ومطاعم وكافتريات وبازارات, وأخيرا وضع تصور عام لإمكانية تشغيل عربات الطفطف لإتاحة الفرصة أمام السائحين وروادها للاستمتاع بجمال الحديقة. وأشار عاطف النشار مدير عام الحديقة الدولية بأسوان إلي أن مكونات الحديقة تشمل85 فدانا من المسطحات الخضراء والأشجار والنخيل بجانب20 فدانا كأماكن مفتوحة, لافتا إلي أن الحديقة بها4500 متر من الطرق الرئيسية, بجانب4 كيلومترات من الطرق الفرعية والمشايات, بالإضافة إلي مبان خاصة بالمتحف والإدارة والمخازن و10 برجولات و30 مشربية مياه و6 دورات مياه عمومية رجال وسيدات لكل منها خزان ووحدة معالجة, فضلا عن منظومة شبكات الري الحديثة والخاصة بالحماية المدنية.