لم تقتصر آثار محاكمة مبارك علي خسارة البورصة فقط وانما امتدت لأمور أخري وصلت إلي المطالبة بفتح قضايا الفساد في سوق المال والكشف عن عمليات التلاعب في الأسهم. والتي كانت تتم لصالح جمال وعلاء مبارك وعدد من المسئولين السابقين وتسببت في ضياع أموال صغار المستثمرين.. 1,5 مليار جنيه خسرتها البورصة أمس بسبب بدء المحاكمة مسجلة انخفاضا بلغت قيمته0,88% للمؤشر الرئيسي ايجي اكس30 ليستمر النزيف الأحمر الذي سيطر علي شاشة التداول لليوم الثاني علي التوالي بسبب مبيعات العرب والأجانب والتي استمرت حتي النصف الأخير من الجلسة لكن مشتريات الأفراد المصريين استطاعت ان تقلل من حدة المبيعات لتنهي الجلسة تعاملاتها علي تقليص بعض من خسائرها. وكانت مشاهدة المحاكمة الأولي من نوعها لرئيس مصر هي الأهم عند المستثمرين لدرجة أن حجم التداول في البورصة هبط إلي أدني مستوي له في السنوات العشر الأخيرة لتبلغ عدد العمليات15 ألف عملية بقيمة239 مليون جنيه فقط نتيجة تزامن وقت جلسة المحاكمة مع جلسة التداول في البورصة. وبلغت مبيعات الأجانب في جلسة أمس64,3 مليون جنيه مقابل مشتريات بلغت47 مليون جنيه كما بلغت مبيعات العرب22,5 مليون جنيه مقابل مشتريات بلغت12 مليون جنيه في حين استأثر المصريون علي ما يقرب من70% من اجمالي حجم التداول بمشتريات بلغت180 مليون جنيه مقابل مبيعات بلغت152 مليون جنيه. وتوقع عيسي فتحي نائب رئيس شعبة الأوراق المالية باتحاد الغرف التجارية ان تعوض البورصة خسائرها في جلسة اليوم بارتدادة خضراء تظهر علي معظم الأسهم نافيا ما أثير عن المستثمرين العرب الذين قاموا بعمليات بيع تعاطفا مع الرئيس السابق مؤكدا أن السبب الرئيسي وراء مبيعات العرب والأجانب هو التخوف من حدوث توترات سياسية واشتباكات بين المؤيدين والمعارضين لمحاكمة الرئيس مبارك. وأكد فتحي أن انخفاض حجم التداول في البورصة جاء نتيجة اهتمام المستثمرين بمتابعة الجلسة وترقبهم للأحداث خاصة وانها المرة الأولي التي تتم فيها محاكمة رئيس سابق لمصر. من ناحية أخري أعرب المستثمرون المصريون عن سعادتهم ببدء محاكمة مبارك مطالبين بمحاكمة رموز الفساد في البورصة وهيئة الرقابة المالية وقال أشرف خيري عضو مجلس إدارة الاتحاد العام لجمعيات المستثمرين بسوق المال المصري أن مسئولي البورصة وهيئة الرقابة المالية تسببوا في ضياع أموال الآلاف من صغار المستثمرين علي مدي العامين الماضيين بسبب القرارات العشوائية بشطب الشركات المقيدة وعدم مراقبة اداء الشركات والسكوت عن التلاعبات في أسعار الأسهم لصالح أشخاص بعينهم وتم تقديم العديد من البلاغات للنائب العام وحصلنا علي أحكام في أكثر من قضية أهمها قضية شركة اجواء وغيرها ولم يتم تنفيذها حتي الآن وأضاف خيري ان الفساد في عصر مبارك وصل إلي ذروته في كل القطاعات حيث كان يتم التلاعب في الأسهم لصالح أشخاص معينين أبرزهم جمال وعلاء. واتفق معه عيسي فتحي الذي أكد أن جمال وعلاء مبارك كانا يستغلان نفوذهما للتربح من البورصة حيث كان يقوم عدد من شركات السمسرة الكبري بتوجيه عملائها لشراء اسهم بعينها لرفع سعرها بنسب تتجاوز1000% بعد ترويج عدد من الأخبار والشائعات والتحليلات الفنية المغلوطة حتي يقوم بعمليات بيع واسعة لصالح عددا من المسئولين أهمهم جمال مبارك الذي كان أكثر ظهورا في البورصة عن طريق مساهماته في صندوق استثمار حورس وملكيته ل18% من احدي شركات صناديق الاستثمار التابعة لشركة سمسرة كبري. أضاف أن عددا من شركات السمسرة كانت تتعمد ترويج الأخبار عن علاقتها بجمال مبارك والبعض منها كان يحاول اظهار حصة جمال مبارك في اسهمه لرفع قيمة السهم في البورصة وتحقيق أرباح طائلة سواء من خلال رفع قيمة السهم أو من خلال تسهيل اجراء الاكتتابات لبعض شركات القطاع العام أو اعتمادها كمستشار مالي للشركات الكبري بعد استغلال اسم عائلة مبارك وأكد أن الأوضاع اختلفت كثيرا بعد الثورة حيث اصبحت تلك الشركات تتسابق علي نفي علاقتها مع جمال مبارك أو مساهمته في ملكيتها ورغم ذلك فان العديد منها لاتزال تشعر بالقلق خاصة بعد التحقيقات الموسعة التي تجريها نيابة الأموال العامة مع شركات السمسرة ومراجعة حسابات العملاء.