ينظر الإسلام للأسرة بأنها نواة المجتمع وأول لبناته وأهم وحداته تنظيما وهيكلة, إن الإسلام بتشريعاته الحكيمة يهدف إلي تصحيح العلاقات الأسرية وتنظيمها بما يحفظ للأسرة أمنها, وسعادتها, وترابطها, واستمراريتها. ولذلك أولي الأسرة اهتماما بالغا; حيث تكفل بتنظيم بنائها ورعاية أفرادها ومكوناتها, وتوضيح الحقوق والواجبات التي تنظم العلاقة بين جميع أركانها, وقد خصت الأسرة بتشريعات ربانية استعرضها القرآن في آياته لتشكل دستور الأسرة الناظمة لمختلف أحوالها وتغيراتها, فشملت بذلك الزواج, والمعاشرة, والأبناء, ومن ثم المجتمع جميعه. فالزوجة نعمة, فمن الكفر بالنعمة عدم المحافظة عليها, ومن عدم المحافظة عليها أن يوقع لقوله صلي الله عليه وسلم فيما معناه:( إن الدنيا كلها متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة) الزواج عقد مقدس من لوازم قدسيته المحافظة عليه سمي في القرآن الكريم بالميثاق الغليظ نعم عقد الزواج, هو الميثاق الغليظ, فقد أفضي بعضكم إلي بعض, وكيف تأخذونه وقد أفضي بعضكم إلي بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا( سورة النساء:21) ومن لوازم قدسيته أنه يجب أن يكون علي التأبيد, وعند بعض العلماء لا يصح عقد الزواج إلا إذا كان علي التأبيد,: أي إن لم يكن عقد الزواج علي التأبيد فهو باطل علي رأي أحد الأئمة أنه زواج, وإنجاب أولاد, وشريكان في حياة واحدة و تربية أولاد ومسئولية مشتركة عن مستقبلهم وكلاهما سبب لإنجاب مخلوق من بني البشر, إنسان أكرم مخلوق علي الله. ذلك لأن أقدس عقد في الحياة الإنسانية, عقد اقتران رجل بامرأة لإنجاب الأولاد, وتربيتهم والعناية بهم والقيام علي شئونهم. ولكن ماذا إذا دب الخلاف بينهما لضغوط الحياة ومشكلاتها؟ فالصلح خير وإذا تفاقم الخلاف لزيادة الضغوط النفسية والاجتماعية وغيرها من المشكلات الحياتية ذكر الله عز وجل أن ابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها قال: إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا( سورة النساء:35) أي أن التوجه في موضوع التحكيم في الزواج توجه نحو المصالحة, لذلك كان من أفضل الأعمال الصالحة أن توفق بين زوجين, و تصلح بين زوجين. ولكن إذا سألت الزوجة زوجها الطلاق من غير بأس, قال عليه الصلاة والسلام فيما معناه( أيما امرأة سألت زوجها طلاقا من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة), فالزوجة ليس لها الحق أن تسأل زوجها الطلاق لسبب تافه, وفي هذا التطليق كفر بنعمة الزواج والسعي إلي فصم عري هذا الزواج وإلي ما يبغضه الله.