من المؤسف وبجدارة أن يلوي عنق القانون وتمزق اللوائح عندما تصطدم مع المصالح الشخصية وأصبحنا نقول: عادي أن يحدث هذا الأمر وأكثر بل ونعتبره أمرا طبيعيا في زمن الرقص علي كل الحبال ولن أجد أفضل من هذا الوصف لم تقم عليه جل المؤسسات سواء اتفقنا علي نوع الرقصة وشكلها, أم اختلفنا حول من يجيد الرقص. ومن المؤسف حقا أن يتحلي صفوة المجتمع وأقصد بعض القيادات بكل ما يخطر وما لا يخطر علي بال من ألوان الكذب والتضليل والنفاق والبهتان مدعين الشرف والأمانة والإخلاص وهكذا يبدع الجل في الرقص بكل الحبال, مرة باسم الدين وثانية حسب اللوائح والقوانين وأخيرا وليس آخر تحت مسمي المصلحة العامة. وهذا يعد بلا شك لدي وعند كل المخلصين في هذا البلد خيانة للدين وللوطن وللنفس بكل المقاييس وهي تتجسد في الحنث بالعهد وبمخالفة ما تم الاتفاق عليه قانونيا وشرعيا عن طريق الحيلة والغدر والمخادعة ومن خلال اتخاذ إجراءات فردية أحادية الجانب خفية وبشكل مستتر لمصلحة هذا أو ذاك, بدون وجه حق خيانة. ألم يقرأ هؤلاء الصفوة عن الدين وتعاليمه ومبادئه الذي يجب أن يتحلي بها الإنسان؟ ألم يقرأ هؤلاء عن أدب رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي قال فيه عن نفسه:' أدبني ربي فأحسن تأديبي' وقالت عنه السيدة عائشة رضي الله عنها عندما سئلت عن خلق رسول الله: إنه كان قرآنا يمشي علي الأرض متي نكف عن الرقص علي الحبال؟ إن من أكبر عوامل المخاطر التي تواجه أي مؤسسة هي إدارتها بهذه الصورة المخلة بكل المواثيق الدينية والأخلاقية بدأ من خدمة الأهواء الشخصية وإضاعة الوقت ومرورا بإهدار المجهودات وإصابة المخلصين بالإحباط. إننا بحاجة إلي تفعيل ضمائرنا وتطبيق شرائعنا الدينية أولا حتي تقام إدارات فاعلة مبناها الرغبة الأكيدة في القيام بواجبهم نحو المؤسسة المنتمي إليها من مرحلة التخطيط التي يجب أن تتضمن المهم فالأهم والأهداف المرجوة ثم تنظيم الهيكل الوظيفي أو الإداري وأخيرا متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من قرارات مع جلاء الغاية ووضوحها تحقيقا لمصلحة العمل وبعيدا عن الحبال ذات الأنغام الراقصة والتخلي عن التفنن في من يجيد الرقص والتأدب بآداب الرسول صلي الله عليه وسلم.