الذي احتفلت به معظم بلاد العالم يرجع الأصل التاريخي لرأس السنة الميلادية والاحتفال بها كل عام إلي التقويم الفريفوري, حيث يعتبر يوم12/31 ليلة رأس السنة من كل عام واليوم الأول من شهر يناير هو الاحتفال الفعلي في التقويم الفوريفوري ويحتفل الكثير من البلاد في أرجاء العالم بهذه المناسبة. والتقويم الذي يعرف بالتقويم( الجريجوري) الذي قام بوضعه البابا جريجوري في القرن الرابع عشر عام1582 م وتم الاتفاق علي أنه من مولد المسيح عيسي عليه السلام الذي يختلف في تاريخ مولده المسيحيون اختلافا كبيرا. وأما قبل مولده عليه السلام فيعود التاريخ تراجعيا ويقال قبل الميلاد ويعنون به قبل ميلاد المسيح عليه السلام, وأما الأشهر الميلادية التي انتشرت أسماؤها حتي بين المسلمين فهي تحمل مسميات وثنية لآلهة قديمة عند الرومان. وقد تذكر الشهور السريانية كمرادفات للشهور الميلادية, فيقال فبراير شباط أو أبريل نيسان وتعود إلي عام312 م, وتنسب إلي السريان وهم أقوام عاشوا في بعض مناطق الشرق الأوسط منذ عهد قديم وهي ذات مسميات ومعان بيئية لظروف وأحوال كالمناخ وعناصره الطبيعية وغيره. وكذلك يستخدم اليهود التقويم العبري لتحديد مواعيد ذات أهمية دينية عندهم مثل الأعياد اليهودية, في دولة الاحتلال الصهيوني في فلسطين لتحديد الاحتفالات الرسمية. ومن المعروف أنه لم يكن للعرب قبل الإسلام تقويم معتبر موحد يتفق عليه جميع عرب الجزيرة وإنما كانوا يؤرخون وفق أحداثهم المهمة المشهورة كبناء البيت والوقائع والحروب وقد أرخ العرب العام الذي ولد فيه الرسول العظيم محمد- صلي الله عليه وسلم- سنة571 م بعام الفيل. وهذا ما كان يفعله قديما شعوب الحضارات القديمة كالفارسية والرومانية وكذا الشعوب العربية التي كانت تجاورهم, ولو تأمل الإنسان في أمر المواقيت والأزمنة التي خلقها الله تعالي لتسيير حياة البشرية في الأرض, يجد أن الله تعالي قد اختار لعباده ما هو أصلح وأفضل وأيسر لهم, رحمة من الله تعالي, لما لذلك من أهمية تعبدية في دينهم ودنياهم قال تعالي( يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج). وقد جعلها الله مواقيت شرعية للزمان, وحياتية للإنسان ومن هنا لابد أن تكون دقيقة ومضبوطة بضوابط السنة القمرية التي هي أساس التقويم الهجري مع أن مولد هلال الشهر القمري مستطاع حسابه منذ زمن قديم والسنة الهجرية نسبة إلي الهجرة النبوية المباركة للرسول- صلي الله عليه وسلم- من مكةالمكرمة إلي يثرب( المدينةالمنورة), التي تعد تحولا كبيرا في تاريخ الدعوة الإسلامية, ونصرا كبيرا لهم; ولقد جعل المسلمون من هجرته( صلي الله عليه وسلم) مبدأ لحساب التاريخ عند المسلمين, واعتمدوه في كتبهم ورسائلهم وعقودهم ومعاهداتهم وتأريخهم للحوادث والوقائع منذ السنة الأولي للهجرة التي توافق يوم الجمعة السادس عشر من يوليو عام622 م, وأول من قام بهذا هو الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ونسأل الله عز وجل أن يجعل السنة الجديدة خيرا من السنة الماضية وأن يغير أحوالنا إلي الأفضل.