عقب حصوله علي دبلوم صنايع رفض محمد الاستسلام لشبح البطالة القاتل وقرر شراء توك توك للعمل عليه لتدبير نفقات أسرته وليكون وسيلته لبناء مستقبله وشقيقه محمود العائلين لوالدهما المسن مما دفعه إلي مواصلة الليل بالنهار في عمل دائم لنقل المواطنين بدائرة مركز طما. كانت الأقدار تخبئ لذلك الشاب وشقيقه نهاية مأساوية ففي يوم الحادث استقل محمد التوك توك وخرج الي عمله في الصباح الباكر ومع انتصاف النهار وأثناء سيره بشارع مسجد الشهيد حسن بدوي بالقرية تصادف مرور دراجة بخارية موتوسيكل يستقلها محمد ويعمل مدرسا وعندما تقابل التوتوك مع الدراجة البخارية رفض كل من السائقيين إفساح الطريق أمام الآخر مما أدي الي نشوب شجار عنيف بينهما انتهي بقيام المدرس بتوجيه طعنات قاتلة لسائق التوتوك الذي سقط علي الأرض مضرجا في دمائه وسط ذهول أهالي القرية. وعندما علم شقيقه محمود بإصابة أخيه أسرع الي مكان الحادث إلا أن المدرس عاجله بعدة طعنات ليسقط الشابان في بركة من الدماء. كان اللواء هشام الشافعي مساعد وزير الداخلية مدير امن سوهاج تلقي إخطارا من العميد ياسر ابو كريشة نائب مأمور مركز شرطة طما يفيد تلقيه بلاغا من الدكتور عصمت عبد السلام مدير مستشفي طما المركزي بوصول كل من محمود17 سنة طالب وشقيقه محمد20 سنة حاصل علي دبلوم مصابين بعدة طعنات متفرقة بالجسد ولفظا أنفاسهما الأخيرة فور وصولها المستشفي. فانتقل علي الفور مأمور مركز شرطه طما والعميد طارق يحيي رئيس مباحث المديرية والعقيد محمد سليمان مفتش المباحث والرائد احمد عبد الرءوف رئيس مباحث طما والنقيب محمد رشاد معاون المباحث لمكان البلاغ لفحص ملابسات الواقعة بإشراف العميد عبد الحميد ابو موسي مدير ادارة البحث. تبين من التحريات انه أثناء سير المجني عليه الثاني محمد سائق توك توك بشارع مسجد الشهيد حسني بدوي بقريه سلامون حدثت مشادة كلامية مع المتهم محمد44 سنة مدرس أثناء استقلاله موتسيكلا بسبب أولوية المرور وتطورت إلي مشاجرة عنيفة بينهما قام علي إثرها المتهم بطعن المجني عليه بسكين عدة طعنات نافذة بالجسد فسقط علي الأرض غارقا في دمائه. وأثناء قيام شقيقه محمود بالاطمئنان عليه قام المتهم بطعنه هو الآخر بعدة طعنات نافذة فسقط الشقيقان وسط بركه من الدماء. تم إخطار النيابة فصرحت بدفن الجثتين بعد تشريحهما وعرض المتهم علي الطبيب المتخصص لبيان حالته الصحية والنفسية وباشرت التحقيق.