حذرت روسيا أمس أوكرانيا من القيام بأي عمل متهور بعد قرار كييف فرض قانون الطوارئ ردا علي احتجاز حرس الحدود الروس ثلاث سفن أوكرانية, وطلبت من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الضغط علي أوكرانيا, حليفة الدول الغربية. وهي المواجهة المفتوحة الأولي بين موسكو وكييف منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم عام2014, واندلاع النزاع المسلح في أوكرانيا بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا الذي أوقع منذ ذلك الحين أكثر من10 آلاف قتيل. وردا علي ذلك صوت البرلمان الأوكراني أول أمس لفرض قانون الطوارئ في المناطق الأوكرانية الحدودية, بعد احتجاز روسيا الأحد ثلاث سفن أوكرانية قبالة القرم مع طواقمها البالغ عدد أفرادها حوالي عشرين بحارة. وقررت محكمة في القرم أمس وضع ثلاثة من البحارة قيد التوقيف الاحتياطي لمدة شهرين بتهمة عبور الحدود الروسية بشكل غير شرعي. وأكدت مندوبة حقوق الإنسان في القرم ليودميلا لوبينا لوكالة فرانس برس أنه في الوقت الراهن, وضع ثلاثة أشخاص قيد التوقيف الاحتياطي حتي25 يناير, والبقية سيمثلون في وقت لاحق اليوم أمام المحكمة. وفي خطاب موجه إلي الأمة, برر الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو فرض قانون الطوارئ في إجراء لم يسبق له مثيل منذ استقلال الجمهورية السوفياتية السابقة في العام1991, مبررا ذلك بوجود تهديد مرتفع للغاية بإمكان حصول هجوم بري روسي. وتتهم روسيا التي تؤكد أنها تصرفت بشكل يتطابق تماما مع القانون الدولي, السفن الأوكرانية, وهي سفينتان حربيتان وقاطرة, بالدخول بشكل غير قانوني إلي المياه الإقليمية الروسية قبالة القرم وتعتبر ذلك استفزازا من جانب كييف. وعبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية مع ميركل عن قلق موسكو البالغ منددا بانتهاك صارخ لأحكام القانون الدولي من جانب السفن العسكرية الأوكرانية, وأعرب عن أمله في أن تتمكن برلين من التأثير علي السلطات الأوكرانية وإقناعها بعدم القيام بمزيد من الأعمال المتهورة, وفق بيان للكرملين. وإثر هذه التطورات, دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جيوتيريش أمس في بيان أوكرانياوروسيا إلي أكبر قدر من ضبط النفس واتخاذ تدابير في أسرع وقت للحد من التوتر بما ينسجم مع ميثاق الأممالمتحدة. من جهته حض وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أمس روسياوأوكرانيا علي وقف التصعيد لتجنب حوادث خطيرة أخري بعد حادثة الأحد الماضي في البحر الأسود, وقال إن فرنسا تدعو الطرفين الي العمل من أجل تهدئة الوضع وإبداء ضبط النفس. ويدخل قانون الطوارئ حيز التنفيذ اليوم في أوكرانيا في حوالي عشر مناطق حدودية خصوصا مع روسيا وبيلاروسيا ومن جانب بحر آزوف. وسيتيح علي مدي شهر للسلطات الأوكرانية أن تقوم بتعبئة مواطنيها وتنظيم وسائل الإعلام والحد من التجمعات العامة. وأشار المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس إلي أنه من المحتمل أن يشكل ذلك خطرا بما أن مثل هذه الأفعال قد تؤدي إلي تصعيد التوترات خصوصا في حوض دونباس في الشرق الانفصالي في أوكرانيا. وكتبت صحيفة ايزفيستيا الموالية للكرميلن بلهجة ساخرة يمكننا انتظار مزيد من الاستفزازات في دونباس وكل شيء سينسب إلي روسيا التي هي علي ما يبدو المسئولة عن كل المشاكل. وحصلت الحادثة بين حرس الحدود الروس والسفن الأوكرانية في البحر الأسود الأحد عندما كانت هذه السفن تحاول عبور مضيق كيرتش للدخول إلي بحر آزوف الذي يعتبر حيويا لصادرات الحبوب والفولاذ في شرق أوكرانيا.