كرم رئيس مهرجان القاهرة السينمائي مساء أمس, أبطال الفيلم الأمريكي حرب خاصة, ومنهم فادي السيد البريطاني من أصل مصري, الذي حرص علي حضور عرض الفيلم في مصر, معربا عن فخره بوجوده بين الجمهور المصري, كما أعرب توم هولاندر أحد أبطال الفيلم عن سعادته بوجوده في مهرجان القاهرة, متمنيا أن يلقي العمل قبولا لدي الجمهور المصري. ونظمت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أمس لقاءين مع النجم ريف فاينز, الحاصل علي جائزة فاتن حمامة التقديرية, الأول مع عدد محدود من الإعلاميين والصحفيين وتحدث فيه عن فيلمه الأخير الغراب الأبيض, الذي أخرجه وشارك في بطولته, ويتناول حياة راقص الباليه الروسي الشهير رودف نورييف. ريف فاينز: تكريمي في مصر شرف كبير مني شديد احتفالا بتكريم النجم العالمي ريف فاينز في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي, نظمت إدارة المهرجان أمس لقاءين معه, الأول مؤتمر صحفي قام بإدارته الناقد محمد رضا حضره عدد محدود من الإعلاميين والصحفيين وتحدث فيه بشكل أساسي عن فيلمه الأخير الغراب الأبيض الذي أخرجه وشارك في بطولته ويتناول حياة راقص الباليه الروسي الشهير رودف نورييف وهروبه من الاتحاد السوفيتي وطلبه اللجوء السياسي في فرنسا, وعرض في حفل تكريمه بالمهرجان أول أمس, أما اللقاء الثاني فقامت بإدارته الصحفية نينا روفينج كان لقاء عاما بحضور الجمهور وعدد من الفنانين والإعلاميين في إطار برنامج أيام القاهرة لصناعة السينما وتحدث فيه عن مواضيع مختلفة متطرقا إلي أعماله السينمائية السابقة وبداياته في عالم الفن. كلمة عن مصر وقال فاينز إنه لشرف كبير بالنسبة لي أن يتم تكريمي في مصر, وهي ليست المرة الأولي التي أحضر فيها إلي هنا, فقد سبق أن قمت بجولة سياحية فيها وزرت واحة سيوه أيضا وكانت حارة جدا ولكن رائعة, وهذه المرة تأثرت بزيارتي للمتحف المصري الذي رأيته لأول مرة كما تأثرت بالطاقة في شوارع القاهرة هذه المدينة التي تنبض بالحياة وتركت انطباعا غير عادي في نفسي, وأبهرتني العمارة القديمة, كما شعرت بترحاب كبير من المصريين تجاه الزائرين وهو من الأمور التي ليس من السهل أن يجدها الفرد في أماكن أخري بالعالم, فباريس علي سبيل المثال علي الرغم من روعة جمالها, فإننا لا نجد فيها هذا النوع من الترحاب بل علي العكس تتعالي علي الزائرين, خاصة الإنجليز وأضاف أنه يتمني أن يكون جزءا من عمل فني في العالم العربي, سواء كان مممثلا فيه أو مخرجا لفيلم سينمائي في الوطن العربي, مؤكدا أنه سيكون من الرائع أن يقدم عملا هنا, خاصة في مصر التي يتشرف بتكريمها له. الغراب الأبيض الفيلم مأخوذ عن كتاب عن رودف نورييف للكاتبة جولي كافانا, وكتب له السيناريو ديفيد هار, وقال ريف فاينز إنه قرأ الكتاب منذ عدة سنوات في إطار هوايته للقراءة والإطلاع علي السير الشخصية, ولم يكن وقتها يعرف شيئا عن نورييف لأنه لم يكن من متابعي فن الباليه, ولكن بعد قراءته للقصة جذبته الفكرة وتأثر بروح هذا الفنان والراقص المتميز وصراعه لإثبات نفسه والحصول علي حريته وأيضا الاختيار الذي اضطر لمواجهته لتحقيق ذلك, فهي قصة غير عادية عن نجاحه العالمي وتروي المراحل التي مر بها وكانت سببا في انشقاقه عن الاتحاد السوفيتي وتخليه عن وطنه, وجملته الشهيرة التي تلخص إحساسه قد لا أري وطني مرة أخري ولكني لن أشعر بالسعادة في بلدكم وأشار إلي أنه انبهر بنهم هذا الفنان للتعلم والإطلاع علي كل ما يتعلق بالفن والحياة وتحصيل أكبر قدر من المعلومات وتطوير نفسه ودراسة اللغة الإنجليزية, وكان عليه التخلي عن بعض التفاصيل في الرواية لتكثيفها في عمل سينمائي, من بين هذه التفاصيل معاناة والدته التي كانت تعمل في أحد المصانع ومعارضة والده اتجاهه لرقص الباليه, وكان أهم مشهد بالنسبة له هو واقعة المطار في باريس التي طلب فيها اللجوء السياسي لفرنسا, مضيفا أنه قام بالبحث عن معلومات عن هذه الواقعة بالإضافة للتفاصيل التي تضمنها الكتاب, وكان من بين المصادر التي لجأ إليها لقائه بكلارا سانت الحقيقية التي ساعدته علي اللجوء ونصحته بما يجب عليه فعله, ولهذا كان هذا المشهد واقعيا بدرجة كبيرة ويحاكي ما حدث فعليا. وأضاف فاينز أنه واجه عددا من التحديات في هذا الفيلم الأول هو أن اللغة المستخدمة في الفيلم هي الروسية بينما كانت المساحة المتاحة لاستخدام اللغة الإنجليزية محدودة, فقد حصل نورييف علي دروس في الإنجليزية وكان يتحدث بها مع أصدقائه الفرنسيين لكنه روسيا وأغلب أحداث الفيلم تدور في روسيا ومع شخصيات من الاتحاد السوفيتي ولذلك كانت اللغة الغالبة عليه الروسية وبالطبع هذا يشكل صعوبة في تسويقه عالميا, والتحدي الثاني هو أنه كمخرج للفيلم قرر أن يكون البطل وجها غير معروف حتي لا يربطه الجمهور بشخصيات أخري وكان يبحث عن راقص لديه القدرة علي التمثيل ووجد ضالته بعد بحث طويل, في الفنان الأوكراني الشاب أوليج ايفينكو وهو راقص في كازان بروسيا, وباقي أبطال الفيلم منقسمون بين فنانين فرنسيين, بعضهم من المعروفين والبعض الآخر لا, أما زوجة مدرس الباليه فهي فنانة روسية مشهورة, مشيرا إلي أن تمثيله لشخصية بوشكن مدرس الباليه كان تحديا آخر لعدة أسباب أهمها أنه من الصعب أن يكون ممثلا في فيلم من إخراجه, كما أن الأمر تطلب منه التدرب علي اللغة الروسية من جديد والتي كان يعرفها من قبل لكنه لا يجيدها بدرجة كبيرة وبوشكن يتحدث بالروسية فقط. ريف والسينما أشار ريف في حواره مع الجمهور إلي مشاركته في عدد من الأفلام المهمة التي كانت سببا في شهرته بداية من قائمة تشاندلر مع المخرج الشهير ستيفن سبيلبرج الذي أعجب بأدائه في فيلم مرتفعات وزرينج وطلب منه أن يقوم بتجربة أداء حتي يسند إليه الدور, وبالفعل حقق له الفيلم شهرة كبيرة وقبل حتي أن ينتهي من تصويره كان روبرت ردفورد قد أرسل إليه يطلب حضوره إلي نيويورك لأنه كان يريده في فيلم كويز شو وقد أغضب هذا سبيلبرج في البداية لأنه كان لايزال يقوم بتصوير تشاندلر ليست لكنه عاد في الموعد إلي بولندا لاستكمال التصوير, وكان الانتقال بين الشخصيتين غريبا لأن الشخصية الأولي كانت نازيا سمينا وشعره قصير, بينما كانت الشخصية المقدمة في كويز شو شابا أمريكيا نحيلا. وأضاف مازحا أنه لم يكن واثقا في البداية من قدرته علي تقديم اللكنة الأمريكية لكنه تمكن منها في البداية وبالنسبة للوزن شعر مع بداية التصوير أنه بدأ يفقد وزنه تلقائيا, حتي أن من لديه قدرة كبيرة علي الملاحظة قد يجد هذا الاختلاف في الوزن في المشاهد المختلفة للفيلم. أما عن شخصية فولدمورت الشرير التي قدمها ريف فاينز في سلسلة هاري بوتر الشهيرة فيوضح أنه لم يكن يعرف أي شيء عن السلسلة في البداية عندما عرض عليه الدور ولم يكن لديه أي اهتمام بالشخصية ولا يري أنها تلائمه, إلا أن شقيقته التي لديها3 أبناء عندما علمت منه بالأمر اندهشت ونهرته وأطلعته علي مدي أهمية هذه السلسلة من الروايات والنجاح الكبير الذي تحققه الأفلام المأخوذة عنها نتيجة لحب الناس لها وجودة الإنتاج, وأقنعته بقبول الدور, مضيفا أن إعجابه بالشخصية نما بعد ذلك وأصبح يحبها الآن بعد أن تعرف أكثر علي السلسلة وقدم الشخصية.