دعا حزب العدل جميع القوي والائتلافات والحركات السياسية من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار, إلي عدم النزول أو الاحتشاد في ميدان التحرير أو أي ميادين أخري الجمعة المقبلة تحت شعار جمعة الهدنة حتي تكون فرصة لمراجعة الذات, وتقويم الأخطاء من جميع الأطراف, مطالبا تلك القوي بأن تستشعر بالمسئولية وخطورة اللحظة التي يمر بها الوطن, وأن تتوقف عن استعراض العضلات, والتنابذ, والتخوين, والتشنيع المتبادل. وطالب حزب العدل بإنهاء حالة الاستقطاب بين التيارات السياسية المختلفة, والدعوات المختلفة للنزول يوم الجمعة المقبل بشعارات مختلفة, مؤكدا أن تلك الدعوات تكريس للفوضي, وزيادة الاستقطاب, لأنها فتيل لنار الفتنة التي ستشعل وتحرق الجميع بلا استثناء. وناشد الحزب المجلس الأعلي للقوات المسلحة إعادة تقويم الفترة الماضية والإسراع بإكمال مطالب الثورة, ونزع فتيل الغضب, ومسببات الاحتقان. وقال: إن هناك أطرافا تحاول جر أبناء هذا الوطن إلي الاقتتال الداخلي لتمزيق الوطن, وإجهاض الثورة, مؤكدا أن هذه الأطراف تعمل ضمن خطة مدروسة, مطالبا بالانتباه لذلك وكل الأحداث في الفترة الماضية. وأكد أنه لا يمكن اتهام أي فرد أو مجموعة إلا بدليل دامغ يؤكد هذا الاتهام, أما التخوين والتشويه بلا إبراز دليل فهو أمر يسيء لمصر الثورة, ويعيدنا إلي عصور بائدة خلصتنا الثورة منها, مطالبا صاحب الاتهام بأن يبرزوا الحجة والدليل. وقال الحزب في بيانه: ما أصعب اللحظات التي يتصارع فيها أبناء الوطن الواحد, وما أصعب أن تقف الأمة مكتوفة الأيدي ينتابها شعور بالعجز حيال هذا المشهد الحزين الذي يبعث في النفس الألم والمرارة.. تفلت الأمور من أيدي الجميع فتفقد بوصلتهم الاتجاه الصحيح, وأن الثورة ترجع للخلف باستمرار هذا الحال المزري, مؤكدا أن الجميع في حاجة لوقفة مع النفس, ومراجعة الذات لتنفيذ ما حققته ثورة يناير من مكتسبات واستكمال ما تبقي من مطالبها.وأعرب الحزب عن ثقته برغم سواد المشهد في الشعب أن يظل متماسكا مهما حدث, مشيرا إلي أن خوفهم علي الوطن سيجعلهم يحافظون علي وحدتهم وعلي مستقبل البلاد. من جانبه, حذر حزب الوسط من عواقب وخيمة تصل إلي حد إجهاض الثورة إذا استمرت الممارسات السياسية الحالية, مطالبا القوي الإسلامية بتأجيل المليونية التي أعلنت تنظيمها الجمعة المقبلة تحت شعار جمعة التطهير. وشدد حزب الوسط في بيان له أمس علي أن ميدان التحرير أرض مقدسة لأنها المكان الذي توافق فيه المصريون جميعا علي مطالب موحدة, وبالتالي فإن أي تصرف قد يؤدي إلي إراقة الدماء هو فعل مذموم ومرفوض تحت أي مبرر. وانتقد الحزب احتلال فصيل وطني واحد لميدان التحرير بمطالبه غير المتوافق عليها, بالإضافة إلي محاولات بعض الممولين خارجيا من القفز علي أكتاف وإخلاص هذا الفصيل الوطني المحترم, لإظهاره بمظهر البلطجة, وهو منها بريء, في صورة إغلاق الشوارع المحيطة بالميدان, وتعطيل مصالح المواطنين لإظهار الثورة بصورة كريهة, وفتح ثغرة في جدارها لفلول النظام السابق ينفذون منها بدعاوي زائفة وكاذبة مثل الاستقرار وغيره. وفي هذا الإطار رأي الحزب وجوب عودة ميدان التحرير لحالة التوافق مرة أخري من خلال الامتناع عن إقامة أي مسيرات أو احتجاجات أو اعتصامات يقررها فريق واحد بعينه, وإنما يلزم أن يكون ذلك بتوافق الجميع, ليكون المصريون جميعا يدا واحدة كما كانوا خلال أيام الثورة. واقترح حزب الوسط أنه في حالة رغبة بعض القوي الوطنية في ممارسة أي سلوك احتجاجي يخص إحداها, فليكن ذلك في أي مكان آخر وليس ميدان التحرير بأرضه المقدسة, وأرواح شهدائه الغالية علينا جميعا.