أكد خبراء الاقتصاد الأهمية الكبيرة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة التي أصبحت المنفذ الأساسي لدي جيل من الشباب الذي ظل لسنوات يبحث عن عمل ولم يجد, ووصف هذه المشروعات ببارقة الأمل التي استطاع من خلالها الشباب التخلص من البطالة التي كادت تقضي علي أحلامهم. وطالب الخبراء بضرورة البحث عن مخرج لتهيئة ظروف أكثر أمانا للمستفيد لزيادة الإقبال علي المشروعات دون خوف من تعثر أو عدم سداد. شددت الدكتورة عنايات النجار أستاذ الاستثمار والتمويل علي أهمية المشروعات الصغيرة وقالت: الواقع الاقتصادي الحالي وما تفرضه الظروف المحيطة استوجب ضرورة البحث عن سبل وأساليب جديدة لإحداث تنمية مستدامة, فكان التفكير ناحية المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر أقصر الطرق التي اتجهت إليها الدولة لما لها من أهمية كبيرة خاصة بعد أن حققت هذه المشاريع قفزات في النمو الاقتصادي في العديد من البلدان. وأكدت النجار أن هذه المشروعات وعلي الرغم من دفع عجلة التنمية إلي الأمام إلا أنها تحمل الكثير من الجوانب الإيجابية الأخري مثل الابتكار والتجديد في مجال الإنتاج بشكل تلقائي وأضافت لا ننسي أن الكثير من المشروعات الكبيرة واجهت صعوبات عديدة فلجأ البعض إلي المشروعات الصغيرة للخروج من أزمتها, كما أن أغلب المشروعات الصغيرة تحول بعد سنوات إلي كبيرة ولهذا أعتقد أن هذه المشروعات تتبوأ مكانة مهمة في مصر بشرط العمل علي تجديد الفكر فيها خاصة ونحن نري تسارع البنوك علي تمويل هذه المشروعات للشباب الذي وجد من خلالها ضالته حتي إننا عرفنا أنها أفادت عددا كبيرا من الشباب لم يكن يعرف من أين وكيف يبدأ العمل. من جانبه قال النائب البرلماني وعضو اللجنة الاقتصادية أشرف شوقي, إن المشروعات الصغيرة والمتوسطة عصب الاقتصاد لأي دولة وقال إنها تستحوذ علي80 في المائة من الإنتاج المحلي المصري وتعد قاطرة الاقتصاد في مصر. وأضاف شوقي أن هذه المشروعات وبالرغم من مرور ما يقرب من26 عاما علي إنشاء الصندوق الاجتماعي للتنمية والذي تحول بعد ذلك جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة مازال الاقتراب منها يكون بحذر شديد من جانب الشباب بسبب الضمانات الضخمة التي تضعها البنوك علي المستفيد من القرض, والدولة دائما تطالب بتهيئة الظروف المناسبة والأجواء المناسبة لنجاح المشروعات الصغيرة, وهنا نحن في أمس الحاجة إلي قانون المشروعات الصغيرة الذي نقوم بدراسته الآن في المجلس لتهيئة الظروف المناسبة للاستثمار. وأشار شوقي إلي أن المشروعات الصغيرة من أهم الأسباب التي تساعد علي استغلال الأيدي العاملة والقضاء علي الفقر وتتيح المجال أمام الشباب للإبداع خاصة صغار السن ولكنها تحتاج إلي شباب من أصحاب القدرات الخاصة والخبرات العملية لتتمكن من الإبداع لتصبح قادرة علي التواصل والاستدامة وتحقيق الهدف المنشود من مثل هذه المشروعات.