ثلاث سنوات مرت علي أيمن كأنها قطع من الليل المظلم يتجرع فيها مرارة الحزن وتشتعل في نفسه نار الغضب علي مقتل والده إبراهيم علي يد هيثم فهو لا ينسي رؤية جثة والده وهي غارقة في دمائها بسبب تهور ذلك الفتي نتيجة خلافات الجيرة بين الطرفين والتي كان من السهل حلها من خلال جلسة عرفية تجمع بينهما, ولكن المشكلة زادت تعقيدا عندما تلطخت علاقة الجيرة بالدماء. أصبح لزاما علي أيمن أن يثأر لمقتل أبيه ولكن كيف وقد تم القبض علي الجاني وحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات وتساءل في نفسه هل يطيق الصبر علي دم أبيه لمدة سبع سنوات أخري قادمة حتي يقضي الجاني عقوبته ويخرج من السجن ليلقي مصيره المحتوم بالقتل. عاني أيمن الأمرين في الثلاث سنوات الماضية ما بين مطالبة أفراد عائلته له بأن يتحرك للأخذ بالثأر من جانب وما بين نظرات أفراد قريته التي يشعر بأنها تحمل معاني كثيرة تطعنه في رجولته وتجعله مطأطأ رأسه أمامهم وكأنها تطالبه بالثأر فيكفي ما مضي من سنوات. وبعد صراع وشد وجذب بين أيمن قرر الأخذ بالثأر من والد الجاني ذلك الرجل المسن الذي تجاوز العقد السادس من عمره بسبع سنوات وهداه شيطانه إلي أن يقتل ذلك الرجل سيحقق هدفه من ناحيتين الأولي الأخذ بالثأر والثانية حرق قلب هيثم علي والده المسن مثلما حرق هو قلبه علي والده. جهز أيمن بندقيته الآلية وظل يتربص ب محمد في الأماكن التي يتردد عليها ليختار أنسبها لتنفيذ خطته وفي يوم الحادث شاهد أيمن غريمه يسير متكئا علي عصاه بخطوة بطيئة متوهما أن كبر سنه سوف يحميه من نار الثأر ولكن النار المشتعلة في قلب أيمن جردته من مشاعر العطف والرحمة وجعلت قلبه قاسيا كالحجارة او اشد قسوة وبدون تفكير أطلق وابلا من الرصاص ليسقط الرجل المسن غارقا في دمائه بينما لاذ هو بالفرار من مكان الحادث. تم نقل الجثة لمشرحة مستشفي جهينة وأخطرت النيابة فصرحت بدفنها بعد تشريحها والقبض علي المتهم والسلاح المستخدم وباشرت التحقيق. كان اللواء هشام الشافعي مساعد وزير الداخلية مدير الأمن تلقي إخطارا من مأمور مركز جهينة يفيد بمقتل أحد الأشخاص بدائرة المركز فانتقل علي الفور العميد طارق يحيي رئيس مباحث المديرية والعقيد ياسر صلاح رئيس فرع البحث للشمال والنقيب محمد جاد الله معاون المباحث بإشراف اللواء عبد الحميد ابو موسي مدير إدارة البحث لمكان البلاغ وبالفحص والمعاينة تبين مقتل محمد67 سنة وبه عدة طلقات نارية بالصدر. وأضافت التحريات أن المجني عليه تربطه خصومة ثأرية منذ عام2015 بسبب قيام نجله هيثم بقتل إبراهيم والد القاتل. تم القبض عليه والحكم بسجنه عشر سنوات ومازال قيد الحبس كما أسفرت التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة أيمن30 سنة تاجر أخذا بالثأر لمقتل والده. تم إعداد عدة أكمنة وفي إحداها تم القبض علي المتهم والسلاح المستخدم وأخطرت النيابة وباشرت التحقيق.