وجه المشير محمد حسين طنطاوي, رئيس المجلس الاعلي للقوات المسلحة قائد الجيش المصري, تحية إجلال وإكبار لشهداء ثورة25 يناير. جاء ذلك في كلمته أمس بمناسبة الذكري59 لثورة23 يوليو. وقال: إن شباب ثورة25 يناير وطنيون نبتوا في أرض مصر وينتمون لشعب عريق ويتبنون أهدافا نبيلة, وتابع اننا عازمون علي ان تكون مصر دولة مدنية حديثة قوية بجيشها وشعبها ومؤسساتها القضائية والامنية وماضون علي طريق ترسيخ أركان الدولة الديمقراطية من خلال انتخابات برلمانية نزيهة ودستور جديد للبلاد وانتخابات رئاسية. واعتبر طنطاوي ان مصر شهدت خلال الاشهر ال6 الماضية أحداثا شكلت مرحلة فاصلة في تاريخ شعبها, وأضاف نحتاج لمزيد من التكاتف لمواجهة الصعاب فتماسك جبهتنا الداخلية وصلابتها ضرورة وطنية حتي نمضي نحو مستقبل آمن مطمئن واستطرد إن الشعب الذي رفض الهزيمة عام67 قادر علي تخطي أي صعاب تواجهه الآن بروح نصر أكتوبر وبالالتفاف حول رايه الوطن. وفيما يلي نص الكلمة: أبناء شعب مصر العظيم, تمر هذه الأيام تسعة وخمسون عاما علي قيام ثورة يوليو المجيدة, التي توجت بها القوات المسلحة كفاح ونضال شعب مصر عبر العصور, في سبيل الحرية والاستقلال والقضاء علي الاستغلال والإقطاع, وتحكم رأس المال في الحكم. انطلقت تلك الثورة المجيدة, ليلة23 من يوليو عام1952, من مبادئ سامية ونبيلة, استهدفت تحرير الإرادة وإعلاء الكلمة, وإستقلال القرار وتحقيق العدالة الاجتماعية في غير تميز أو تفرقة, وإرساء حياة ديمقراطية سليمة, وإقامة الجيش الوطني القوي. رعت ثورة يوليو المجيدة صالح الوطن والمواطن, فالتف الشعب حولها, وأيدها وناصرها, وحظيت بتقديره واحترامه. ساندت ثورة يوليو الأحرار في كل بقاع الأرض, والشعوب المتطلعة إلي الحرية والاستقلال, فدعمت نضالها وكفاحها حتي تهاوت حصون الاستعمار علي كل بقة عربية, في المغرب والمشرق, وعلي امتداد القارة الإفريقية, ونالت تلك الدول حريتها واستقلالها, واستعادت عزتها وكرامتها, فتحية إعزاز وتقدير من شعب مصر العظيم وقواته المسلحة, لرجال ثورة يوليو الأحرار, الذين خرجوا في تلك الليلة المباركة, حاملين رءوسهم علي أكفهم فداء للوطن وإعلاء لشأنه. ويتواكب احتفالنا بذكري ثورة يوليو المجيدة, التي حملت القوات المسلحة لواءها, وحظيت بتأييد شعب مصر العظيم ومساندته, مع مرور ستة أشهر علي انطلاق ثورة الخامس والعشرين من يناير, التي حمل لواءها الشعب, وحظيت بحماية القوات المسلحة وتأييدها. وإن هذا الجيل من شباب الوطن, الذين خرجوا يوم25 من يناير مطلع هذا العام, نبت طيب من أرض مصر, ينتمون لشعب عريق, تبنوا مبادئ سامية ونبيلة أكدت إحساسهم الوطني وإدراكهم بمسئوليات شباب الوطن في تقدمه وصنع تاريخه. تحية إجلال وإكبار لشهداء ثورة الخامس العشرين من يناير وتضحياتهم ولكل الشهداء من أبناء الوطن الذين ضحوا من أجل مصر وعزة شعبها. سوف نواصل جهودنا ودعمنا لعملية سلام الشرق الأوسط واضعين تحركنا علي الصعيد العربي علي رأس أولويات سياستنا الخارجية, ولن نتردد في اتخاذ مواقف تدعم التعاون بين مصر وشقيقاتها العربيات, نساند قضايا أمتنا في جميع المحافل الدولية, ونحمي أملها القومي وندافع عنه في مواجهة أي محاولات للنيل منه. كما أننا نضع تحركنا علي الصعيد الأفريقي في مقدمة اهتمامات سياستنا الخارجية ونولي اهتماما كبيرا بعلاقات مصر بدول حوض النيل تقوم علي التعاون وتحقيق المصالح المشتركة, وإننا واثقون في قدرتنا علي التوصل إلي رؤي مشتركة تحقق أهدفنا الوطنية. إننا عاقدون العزم علي مواجهة تحديات الداخل والخارج بقوة لاتلين, واثقين في قدرتنا علي التغلب عليها بروح أكتوبر التي قويت علي الصعاب وحققت النصر التاريخي المجيد. كما أننا مواصلون تطوير وتحديث قواتنا المسلحة لتظل الدرع الواقية للوطن والحصن المنيع للشعب, ولرجالها, أوجه تحية الإعزاز والتقدير, لدورهم الوطني الذي يضطلعون به وهم يرابطون علي الحدود وفي كل المواقع يحمون مصر أرضا وشعبا مؤكدين أن كرامة مصر من كرامة مواطنيها, ولدورهم في تقديم الحماية الكاملة للشعب خلال ثورة الخامس والعشرين من يناير وحفاظهم علي الممتلكات العامة والخاصة في إيمان كامل بأنه لاتفريط في أمن الوطن واستقراره. حمي الله مصر ووقاها شر الفتن, ورعي شعبها العريق, وأيده دوما بنصره.