فرضت الدولة يد القانون في أزمة نقص المعروض من الخضروات في الأسواق وعلي رأسها سلعة البطاطس بعد أن شنت وزارات الزراعة والتموين والداخلية وكذلك هيئة الرقابة الإدارية حملات مكبرة في المحافظات المختلفة لمواجهة جشع التجار وتفتيش المخازن الرئيسية لكبار التجار, حيث أسفرت الحملات عن ضبط كميات كبيرة تم طرحها في الأسواق بأسعار مخفضة إلي جانب كميات أخري من الخضروات والفاكهة. وقال الدكتور ممدوح السباعي, رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات بوزارة الزراعة: إن الحملات التي تم شنها الأيام الماضية كشفت وجود مافيا من التجار الجشعين هم وراء الأزمة, حيث تمكنت الحملات من ضبط كميات كبيرة من البطاطس تصل إلي6 آلاف طن في الثلاجة الواحدة وإن ما حدث هو وجود خطة منظمة لتعطيش الأسواق لرفع الأسعار وضمان البيع بمكاسب تصل إلي100% للتجار. وأضاف السباعي في تصريحات ل الأهرام المسائي أن الحملات لا تصادر الكميات المضبوطة ولكن يتم طرح كميات منها تباعا بالاتفاق بين التاجر صاحب البضاعة والجهات الرسمية في الدولة وذلك لبيعها في منافذها مثل التموين والزراعة والداخلية وغيرها لضمان بيعها بسعر مناسب. وقال المهندس ممدوح عطا رئيس الإدارة المركزية للبساتين: إن ما تردد عن ضعف الإنتاجية من البطاطس غير صحيح وإنما جشع التجار هو السبب الرئيسي للأزمة, وإن الحملات مستمرة والتي بدونها كان يمكن أن يصل سعر كيلو البطاطس إلي20 جنيها والآن يباع في الغربية بأقل من5 جنيهات, رغم أن الحملات لم تحرر محضرا واحدا لأن هناك تجاوبا من التجار في الاتفاق علي طرح كميات محددة في المنافذ الرسمية. وأضاف أنه في حالة رفض أحد التجار البيع يتم تحرير محضر احتكار له واتخاذ الإجراءات القانونية ضد المحتكرين, كما أن الحملات مستمرة في باقي المحافظات بعد أن تمت في البحيرة والقليوبية والغربية والدقهلية والشرقية والأزمة, ستنتهي بشكل كامل خلال أقل من أسبوعين مع بداية طرح العروة النيلية بمساحات تزيد علي50 ألف فدان مع بداية نوفمبر. وكشف مصدر بوزارة التموين, أن التوازن بدأ يعود للأسواق مرة أخري بعد الحملات التي شنتها أجهزة الدولة وكذلك المبادرات العديدة التي طرحتها وزارات الدفاع والداخلية والتموين وعدد من منظمات المجتمع المدني التي بدأت في التحرك لمواجهة الارتفاع في أسعار الخضروات وعلي رأسها البطاطس. وأشار إلي أن قيام وزارة التموين بطرح مبادرة خضار بلدنا في الميادين الكبري وهامش ربح قليل زاد من إقبال المواطنين علي تلك الشوادر وأن تجار التجزئة عانوا الركود الأيام الماضية رغم ارتفاع أسعار الخضروات خاصة البطاطس. فيما كشف اللواء محمد شرف, رئيس جهاز سوق العبور, أن السعر داخل السوق يتراوح يوميا بين6 إلي7 جنيهات وذلك حسب كمية المعروض والطلب عليه, مؤكدا أن هذا الارتفاع في الأسعار يحدث كل عام في عروة الموسم لكن ليس بهذا الشكل, موضحا أن الأسعار سوف تنخفض بمجرد انتهاء الموسم وبداية المحصول الجديد وتعود إلي طبيعتها, بالإضافة إلي ضخ الكميات المخزنة بثلاجات التجار إلي السوق.