شعر سيد بأن طموحاته في الحياة اكبر من كونه موظفا بسيطا بأحد المصالح الحكومية إيمانا منه بأنه يستطيع فعل الكثير لو توافرت في يديه الأموال ولكن كانت خيبة الأمل تلازمه طيلة حياته فقد بلغ السابعة والثلاثين من عمره دون أن يخطو خطوة واحدة علي طريق الثروة التي ينشدها ولكن ماذا يفعل وهو لا يملك من حطام الدنيا شيئا سوي راتبه الشهري. أدرك سيد أن ذكاءه هو سلاحه في الحياة الذي يجب أن يستثمره ليجني من ورائه المال والثروة وهداه تفكيره إلي حيلة ماكرة بإقناع المواطنين علي مقدرته علي تشغيل أموالهم في مجال استثمار العقارات في مقابل إعطائهم أرباحا شهرية تفوق أرباح البنوك وحرص علي اختيار ضحاياه بعناية فائقة من البسطاء حتي يتمكن من خداعهم بدون الدخول معه في نقاشات عن طبيعة عمله وكيفية استثمار هذه الأموال. استطاع سيد الحصول علي مبلغ مليون و360 ألف جنيه في وقت قصير وكانت يداه ترتعش وهي تتحسس الأوراق المالية التي لم يكن يحلم برؤيتها في منامه ولكنها أصبحت واقعا ملموسا بين يديه ووسوست له نفسه انه يستطيع بذكائه الحصول علي أضعاف هذا المبلغ بكل بساطة وان الأمر لا يتطلب منه سوي إنفاق جزء من هذا المال في تحسين صورته وارتداء الملابس الأنيقة واستقلال السيارات الفاخرة وارتياد الأماكن المتميزة ساعتها سوف تنخدع الناس في شخصيته ويعطونه أموالهم بمحض إرادتهم. كان اللواء هشام الشافعي مساعد وزير الداخلية مدير امن سوهاج قد تلقي إخطارا من مأمور قسم أول سوهاج يفيد بورود محضر محرر بمعرفة الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة إدارة جنوب الصعيد يتضمن بلاغا من حنفي51 سنة مدرس وآخرين بتضررهم من السيد37 موظف ومقيم بقرية جزيرة محروس لقيامه بالاستيلاء منهم علي مليون و360 ألف جنيه بقصد توظيفها في الاستثمار العقار مقابل أرباح شهرية إلا انه لم يف بوعده أو رد المبلغ. تم تشكيل فريق بحث ضم العميدين صلاح ابو سحلي رئيس مباحث الأموال العامة وطارق يحيي رئيس مباحث المديرية بإشراف العميد عبد الحميد أبو موسي مدير إداره البحث الجنائي لكشف ملابسات الواقعة وضبط المتهم توصلت التحريات صحة المعلومات تم تقنين الإجراءات ومراقبة تحركات المتهم وفي احداها تم القبض عليه وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة وتعهد برد المبلغ تم إخطار النيابة وباشرت التحقيق.