يلقي الرئيس عبد الفتاح السيسي, اليوم, خطابا تاريخيا أمام مجلس الفيدرالية الروسي, كأول رئيس مصري وأجنبي يلقي كلمة أمام البرلمان الروسي, تقديرا للمكانة الكبيرة, والصداقة المتينة التي تتمتع بها مصر والرئيس السيسي لدي الشعب الروسي, يعقبها لقاء مطول مع رئيسة مجلس الفيدرالية, بحضور عدد من الوزراء والبرلمانيين. ومن المقرر أن يلتقي الرئيس السيسي اليوم رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف, في منزله خارج موسكو, بدعوة تعكس الحفاوة البالغة والمكانة العالية للرئيس ضيف الدولة الروسية, ليتوجه بعدها الرئيس مباشرة إلي منتجع سوتشي, الذي يحتضن أعمال القمة المصرية الروسية, بين الرئيسين السيسي وبوتين, حيث ذكرت الرئاسة الروسية أن فعالياتها ستتضمن مفاجآت غير مسبوقة في الاستقبال الرسمي لأي رئيس. ومن المقرر أن يبحث الرئيسان في قمة سوتشي سبل تعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين, في كل مجالات التعاون; السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والأمنية, كما يستعرض السيسي وبوتين تطورات الأوضاع بالمنطقة. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصدر تعليمات بتوقيع اتفاقية شراكة شاملة وتعاون إستراتيجي علي أعلي المستويات مع مصر. ووقع الرئيس الروسي مرسوما بهذا الشأن, نشر علي البوابة الرسمية للمعلومات القانونية لالكرملين, ينص علي قبول مقترحات وزارة الخارجية الروسية المتوافق عليها مع أجهزة السلطة التنفيذية الروسية الفيدرالية المعنية بشأن توقيع اتفاقية بين روسيا ومصر حول الشراكة الشاملة والتعاون الإستراتيجي. واستهل الرئيس السيسي زيارته لروسيا أمس بالاجتماع مع تيجران ساركسيان رئيس المفوضية الاقتصادية للاتحاد الأوراسي, الذي يضم في عضويته كلا من روسيا وكازاخستان وقيرغيزستان وأرمينيا وبيلاروسيا. وأفاد السفير بسام راضي, المتحدث الرسمي باسم الرئاسة, بأن الرئيس السيسي أشار في بداية اللقاء إلي أهمية العلاقات التي تربط بين مصر ودول الاتحاد الأوراسي علي المستوي السياسي والتاريخي والثقافي والاقتصادي. وأعرب الرئيس السيسي عن تطلع مصر لتنمية وتطوير هذه العلاقات في مختلف المجالات, في ظل التوجه الإستراتيجي لدي مصر لتعزيز العلاقات مع دول الاتحاد الأوراسي بما يحقق المصلحة المشتركة للجانبين. كما أشاد الرئيس السيسي بمستوي التعاون بين مصر والاتحاد الأوراسي في ضوء قرب انعقاد الجولة الأولي للمفاوضات بين الجانبين للتوصل إلي اتفاق تجارة حرة, بما يسهم في زيادة ومضاعفة معدلات التبادل التجاري وتنمية الاستثمارات المشتركة, وبما يحقق المصلحة المشتركة للجانبين, خاصة في ضوء تطوير البنية التحتية في مصر, لا سيما في مجالات الغاز والكهرباء والطاقة والموانئ وشبكة الطرق الحديثة, بالإضافة إلي ما توفره اتفاقيات التجارة الحرة التي تربط بين مصر والدول العربية والإفريقية والأوروبية من أفضلية لنفاذ السلع المصدرة من مصر, الأمر الذي من شأنه توفير كل سبل النجاح للاستثمارات الأجنبية. من جانبه أعرب رئيس المفوضية الاقتصادية للاتحاد الأوراسي عن تقدير الاتحاد لمصر ولعلاقات التعاون البناء بين الجانبين, مشيرا إلي حرص الاتحاد الأوراسي علي تعزيز هذه العلاقات والانطلاق بها إلي آفاق أرحب, ومؤكدا حرص الاتحاد علي بدء المفاوضات مع مصر للتوصل لاتفاق تجارة حرة بين الجانبين, خاصة في ضوء ما يلمسونه من تقدم علي صعيد نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري, وما تتمتع به مصر حاليا من استقرار.