خلق الإنسان في كبد فهو في صراع دائم مع الحياة, مرة تهزمه معوقاتها وأخري ينتصر عليها, لكن الخالق باق يفتح طاقات النور لمن يصبر ويقاتل ولا ييأس من روح الله, فالقنوط من الرحمة موت واليأس عدم. هكذا لخص السيد إبراهيم حشكيل حكايته مع العجز الكلي الذي تعرض له إثر إصابته في حادث أليم. ربما قضي الحادث علي حركة جسمه لكن لم ينه رغبته في الحياة وأمله في الخالق الذي قدر له الابتلاء, فترك في رقبته7 أشخاص هم أفراد أسرته التي كان يعولها. حزم السيد أمره وجمع تقاريره الطبية التي أجمعت بدورها علي عجزه الكلي ورتبها طبقا لتاريخ صدورها وأرسلها مع زوجته ربة المنزل وأحد أولادها إلي صفحة مع الناس بالأهرام المسائي. جاءت زوجته تبكي فكرامتها التي أهدرت بإصابة زوجها جعلتها تمسك عن الكلام; لا يخرج منها إلا عند السؤال, حتي نظرت إلي صغيرها فحلت عقدة من لسانها وأخذت تسرد حكاية رب منزلها وعائلها الوحيد. قالت الزوجة إن زوجها كان كل شيء بالنسبة لأسرته فعافيته التي وهبها الله له كانت قوت يومهم فالرجل يعمل في الزراعة لدي الغير, حتي أصيب في حادث أليم, كان يسير علي الطريق السريع بعد عودته من عمله, فصدمته سيارة مسرعة وتركته ينزف, وكان أثر الاصطدام في رجليه, فجمعنا كل ما نملك لعلاجه فبغيره لا نستطيع أن نعيش. أضافت الزوجة وهي تغالب دموعها من شدة الحياء, ذهبنا إلي أحد الأطباء لعلاج زوجي, وبدلا من أن يعود ليسير علي قدميه, أصيبت إحداهما بعجز كلي لا يجدي معه علاج, فيما كانت القدم الأخري تحتاج إلي عدة عمليات, حتي يمكنه أن يتوكأ عليها ليقضي حاجته. اختنقت الكلمات في فم الزوجة وهي تدعو الله ألا ترد خائبة, قائلة لقد ثقل العبء علي, فكيف أتصرف وأنا ربة منزل ريفية لا حول لي ولا قوة, فعقلي يكاد يطير عندما أنظر إلي أولادي السبعة وزوجي يحتاج إلي علاج مستمر, فأطلب من الله العون حتي يسكن عقلي ويهدأ قلبي سويعات أغالب فيها النوم ويغالبني. هدأت الزوجة قليلا ثم قالت هداني أهل الخير أن أبث شكواي لكم حتي تسمع وزارة التضامن بها وتصرف لنا معاشا يعيننا علي نوائب الدهر ومر الحياة. فهل تستجيب الدكتورة غادة والي لشكواي وتنقذ أسرة من الضياع.