الأهلي بدون جمهور لا يساوي شيئا.. فهم ليسوا اللاعب رقم..12 بل هم كل اللاعبين.. والجمهور بدون التزام يحرم فريقه من نصف قوته.. هكذا دفع الأهلي ثمن الشماريخ إفريقيا بضياع نقطتين في بداية مشواره بدوري المجموعات الإفريقي لكرة القدم بعدما قدم مباراة سيئة وتعادل مع الوداد البيضاوي المغربي3/3 مساء أمس علي ملعب الكلية الحربية. الأهلي خسر نقطتين مهمتين بسبب النيران الصديقة بعدما سجل شريف عبدالفضيل هدفا في مرماه بعد52 ثانية من البداية, وختمها بالمشاركة في هدف التعادل للوداد عندما اصطدمت الكرة بقدمه وذهبت لشباك أحمد عادل عبدالمنعم في الدقيقة89, والنيران الصديقة ليست من شريف وحده, بل من الحارس الذي ذهبت إليه ثلاث كرات سكنت جميعها في الشباك, ولو كان لدي الأهلي حارس بمعني الكلمة لفاز برغم سوء حالته وأخطاء مدافعيه.. الأهلي دفاعه شوارع وبلا حارس.. ولا يوجد أي مبرر لسوء حالة الأهلي الذي أنهي منذ أيام مسابقة الدوري التي توج بطلا لها. الأهلي ظهر وكأنه بعيد عن الكرة منذ أشهر.. فلا انسجام ولا حماس ولا رؤية للاعبين ولا أداء خططي منظم.. فريقه تائه.. ودفاع بلا مدافعين.. ومرمي بلا حارس.. وكان من الطبيعي أن تنتهي النتيجة بهذا الشكل.. وهي أرحم من الهزيمة.. لكن التعادل علي الأرض بداية مبكرة للفشل في الوصول لنصف النهائي, لاسيما أن الفريق سيواجه بعد أسبوعين الترجي الأقوي من الوداد كثيرا في العاصمة التونسية. البداية كانت هدفا من الوداد بعد52 ثانية سجله شريف عبدالفضيل في مرماه, ثم تعادل عماد متعب بعد3 دقائق, وسجل وائل جمعة هدف التقدم للأهلي من ركلة جزاء بعد22 دقيقة, وتعادل الوداد في الدقيقة60 بهدف لمحسن ياجور, ثم عاد دومينيك ليتقدم في الدقيقة71 إلا أن الدقيقة89 شهدت هدفا للوداد تعادل به محسن ياجور بالمشاركة مع شريف عبدالفضيل, والأهداف الثلاثة في الشباك الحمراء كانت تحت بصر وسمع أحمد عادل عبدالمنعم الذي كان رد فعل جوزيه عليه بعد الهدف الثالث معبرا عن سوء حالة الحارس الذي لا جدوي له مادامت كل الكرات التي تذهب إليه تجد طريقها للمرمي. هذه النتيجة تضع الأهلي والرجاء علي قمة المجموعة بالأهداف بعدما تعادل الترجي التونسي ومولودية الجزائر1/1 ولكل فريق من الأربعة نقطة. لكن الأهم في مشهد الأمس أن الاتحاد الإفريقي نجح في فرض اللعب بدون جمهور ومرت الأمور بسلام ولم يذهب أحد للملعب, عكس اتحاد الكرة المصري الضعيف الذي لجأ إلي العقوبات المالية غير المفيدة مهما كانت قيمتها,. هذا الفرق بين اتحاد به أناس لا يعرفون سوي القانون, واتحاد به أشخاص يبحثون عن مبررات وهمية لتغطية علي ضعفهم وفشلهم الإداري, هنا اتحاد ضعيف وأندية قوية, وهناك اتحاد قوي فوق كل الأندية بقوانينه. باستثناء الأهداف الثلاثة في أول شوط لم يكن أداء الفريقين علي المستوي المطلوب, فقد سيطرت الأجواء التدريبية علي اللعب وغاب الحماس واختفت الإثارة ومعها ضاعت المتعة. الأهلي بدأ الشوط الأول بتشكيلة ضمت أحمد عادل عبدالمنعم وأمامه الثلاثي شريف عبدالفضيل ووائل جمعة وأحمد السيد, وفي اليمين أحمد فتحي, وفي اليسار سيد معوض, وفي الارتكاز الثنائي عاشور وحسام غالي, وأمامهما ثلاثي الهجوم دومينيك وجدو ومتعب. وضح تأثر اللقاء بغياب الجمهور الذي يلعب دائما دورا مهما في تحفيز لاعبي الأهلي الذين ظهروا وكأنهم نسوا أنهم في مباراة رسمية بسبب حالة الصمت التي تفرض نفسها علي المدرجات, وحالة التراخي ظهرت علي الأهلي من البداية عندما استقبلت شباكه هدفا قبل أن تكتمل الدقيقة الأولي, وبالتحديد بعد52 ثانية من صفارة البداية بعدما أساء شريف عبدالفضيل تقدير عرضية مغربية وتكفل بإرسالها إلي شباك أحمد عادل عبدالمنعم, وهي المرة الثانية هذا الموسم التي يسجل فيها عبدالفضيل في مرماه, وكانت الأولي أمام الزمالك يوم29 يونيو بالدوري عندما أخطأ كرة بينه وبين أحمد السيد وكانت لمسته الأخيرة في مرمي أحمد عادل. الأهلي تأخر بهدف قبل أن يلمس الكرة, وتمالك لاعبوه أنفسهم وسيطروا علي الوسط, وبعد3 دقائق نجح عماد متعب في إعادة فريقه إلي التعادل بهدف صنعه دومينيك بقتال مع3 مدافعين من الوداد أسقطوه فقام ومرر لمتعب المنفرد الذي سدد بقوة في المرمي ليتعادل الفريقان1/1 بعد التعادل سيطر الملل علي اللقاء واختفي الأهلي ومعه الوداد وكأنهما في تقسيمة تفتقد لأي حماس أو قوة, وأصبح اللعب عشوائيا ولم يختبر الحارسان بعد الهدفين, وظلت حالة التخبط قائمة حتي كان أول ظهور لسيد معوض من اليسار بعرضية صعبة لمسها المدافع المغربي هشام العمراني بيده فاحتسب الحكم ركلة جزاء في الدقيقة21 ومنح اللاعب إنذارا وتصدي جمعة للكرة وسدد وسجل هدفا ليتقدم الأهلي1/2. الأهلي كان بعيدا والوداد أبعد, لهذا لم يكن الشوط ذا قيمة فنية عالية, وكان الأداء عشوائيا ولم يصل الوداد للمرمي إلا بخطأ لفتحي لم يستغله المهاجم وسدد خارج المرمي, وغاب الأداء المميز, ولم نر الأطراف تعمل, ولا العمق, وكان الشوط سجالا بين الفريقين لكنه انتهي بتقدم الأهلي1/2 ومع بداية الشوط الثاني تغاضي الحكم عن طرد أحمد السيد الذي تعامل بعنف مع لاعب الوداد في لعبة كانت تستحق الإنذار ولديه إنذار أول لكن الحكم احتسب اللعبة ركلة حرة ولم يطرد السيد بعدما أغفل منحه إنذارا ثانيا بعدما نال إنذارا بلا داع بتدخل عنيف في كرة غير مؤثرة في وسط الملعب. ويهدر عماد متعب انفرادا كاملا عندما سدد في يد الحارس, ويرد الوداد بمنتهي القوة في الدقيقة60 بهدف تجسدت فيه كل الأخطاء للمدافعين والحارس الذي لا يصد ولا يرد عندما نفذ لمهاجم الوداد اختراقا ضحك به علي كل مدافعي الأهلي وراوغ السيد ولعب عرضية مرت من المدافعين لتصل إلي محسن ياجور سددها مباشرة لتسكن الشباك معلنة عن تعادل الفريقين2/2. ويتحسن أداء الأهلي بعد الهدف وتتحرك الأطراف فنشاهد معوض وفتحي وتظهر الاختراقات لكن بلا جدوي, ويدفع جوزيه بالسيد حمدي في أول ظهور رسمي له مع الأهلي بعد انضمامه وخروج جدو في الدقيقة71. ويعاني الأهلي من سوء التمرير والبطء في الحركة, ومن خطأ للدفاع المغربي في الدقيقة75 يمرر حسام غالي كرة من العمق تمر بأعجوبة من السيقان المتراصة لتصل إلي دومينيك وهو تحت ضغط الدفاع ومواجهة الحارس ويمر ويسدد بصعوبة في الشباك ليتقدم الأهلي2/3 ويخرج دومينيك مصابا ويلعب بدلا منه معتز إينو لتدعيم وسط الملعب والحفاظ علي التقدم, ويلجأ الأهلي للتهدئة والهجوم علي استحياء لكن الدقيقة89 حملت نبأ غير سار للأهلي المشروخ دفاعيا وبلا حارس, عندما ذهبت كرة من العمق لمحسن ياجور داخل المنطقة سددها لتصطدم بقدم شريف عبدالفضيل صاحب الهدف الأول للوداد ليسقط أحمد عادل الذي لا علاقة له بمعظم الكرات التي تذهب نحو مرماه, وتذهب الكرة في وقت قاتل للشباك لتصبح النتيجة3/3. ويتوالي هجوم الوداد وتضيع فرصتان ويطلق الحكم الجامبي جاصاما صفارته معلنا انتهاء اللقاء بالتعادل3/3.