ينتاب أعضاء مجلس النواب حالة من التفاؤل حيال النتائج المرجوة من المشاركة المصرية بفعاليات الجمعية العمومية للأمم المتحدة الأسبوع المقبل, حيث سافر وفد برلماني رفيع المستوي إلي الولاياتالمتحدة, برئاسة سليمان وهدان, وكيل مجلس النواب, لدعم مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي, والوفد المصري الرسمي, وعقد لقاءات مع الجالية المصرية في ولايتي نيويورك ونيوجيرسي. وبحسب تصريحات خاصة لبرلمانيين متخصصين في ملف العلاقات الخارجية لالأهرام المسائي, فإن كلمة الرئيس السيسي ستتضمن العديد من الرسائل المهمة في ملفات مكافحة الإرهاب, والهجرة غير الشرعية, ورؤية مصر الواضحة إزاء النزاعات الإقليمية, واعتماد الحوار السياسي كأساس للحل السلمي, والتشديد علي أن الحل في سوريا وليبيا واليمن لن يتأتي إلا من داخلها, دون فرض وصاية من الخارج. ويقول النائب كريم درويش, وكيل لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان, والأمين العام المساعد للشئون الخارجية وحقوق الإنسان بحزب مستقبل وطن, إن حرص الرئيس السيسي علي ترؤس الوفد المصري في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة سنويا, يعد تأكيدا لدور وتأثير مصر المحوري علي المستوي الدولي, وليس الإقليمي فحسب, وإيمانا منه بأهمية تمثيل الدولة علي أعلي مستوي في المحافل الدولية, لتوصيل الصورة الصحيحة عن الأوضاع داخل مصر. ويوضح درويش أهمية التفاعل المباشر بين الرئيس السيسي ونظرائه من القادة والملوك والرؤساء, من خلال اللقاءات الثنائية المنعقدة علي هامش اجتماعات الجمعية العامة, والتي تستهدف استعراض أجندة التعاون بين مصر والدول الكبري, والرؤي المشتركة بينها في ملفات مهمة مثل مكافحة الإرهاب, ومواجهة الهجرة غير الشرعية, وتظهر نتائجها تباعا خلال الفترة القادمة. وينوه إلي أن الرسالة المصرية ثابتة أمام اجتماعات الأممالمتحدة, في ضوء ثبات السياسة الخارجية المصرية, وارتكازها علي احترام المنظمات العالمية, وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول, وهو ما يكسب مصر مصداقية أمام العالم, باعتبار أن رسالتها واحدة ولا تتغير بتغير الظروف, وتستند إلي مبادئ لا تتجزأ أو تباع أو تشتري, مشيرا إلي أن مؤسسات الدولة المصرية كافة, سواء الرئاسة أو الخارجية أو البرلمان, تتبني سياسة العلاقات المتوازنة القائمة علي التنويع مع جميع دول العالم, دون الاتجاه شرقا فقط أو غربا فقط. ويتابع: أن نجاح القيادة السياسية في ملف السياسة الخارجية جاء بعد توضيح حقيقة ما حدث خلال الأعوام الماضية, وتصحيح بعض الأفكار أو المفاهيم المغلوطة, لأن صوت مصر لم يكن واصلا للعالم بشكل كاف في وقت من الأوقات, مستدركا بأن الدولة المصرية أظهرت للعالم أجمع أنها دولة ديمقراطية, وتعمل علي برنامج اقتصادي صعب للغاية علي الجميع, ولكنها علي ثقة من جني ثماره في أسرع وقت ممكن. وفي مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية, يستشهد درويش بالإشادة الأخيرة لمستشار النمسا, سابستيان كورز, بالنموذج المصري, بوصفها دولة لم تتاجر بهذه القضية مثل دول أخري, واستوعبت الملايين من اللاجئين بين سكانها, وليس داخل مخيمات, واتاحت لهم الخدمات التعليمية والصحية مثل المصريين, علاوة علي تحمل اقتصادها عبء حصولهم علي فرص العمل, وذلك لأن مصر طالما كانت حاضنة لكل أشقائها, ويلجأ إليها الجميع عندما تضيق الأحوال. ويختتم درويش تصريحاته مؤكدا أنه لم تغادر أي مركب هجرة غير شرعي من السواحل المصرية إلي أوروبا منذ عام2016, وهو عبء كبير تتحمله مصر نيابة عن دول الغرب, دون أن تنتظر توجيهات أو توصيات من أي طرف, منبها إلي أن أوروبا دخلها نحو مليون لاجئ خلال السنوات لأخيرة, وهو ما أدي إلي تصاعد اليمين المتشدد في أغلب دولها, ما يستدعي بحث ضخ مزيد من الاستثمارات المباشرة في مصر لتوفير فرص العمل للطامحين في الهجرة إليها. ويلتقط طرف الحديث, النائب طارق الخولي, أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان, قائلا إن حرص الرئيس السيسي علي حضور كافة اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة منذ توليه مهمة الرئاسة, يعود إلي أهمية الاجتماعات التي تعقد علي هامشها, وكونها فرصة في لقاءات ثنائية مهمة مع رؤساء دول وحكومات من أصحاب التأثير في السياسة الدولية, بهدف تبادل الرؤي ووجهات النظر إزاء الكثير من القضايا ذات البعد الدولي. ويضيف الخولي أن تواجد الرئيس السيسي بنفسه في المحافل الدولية ساهم في تحقيق مصر من مزيد من النجاحات السياسية, وخلف الكثير من الآثار الإيجابية, نظرا لما حظي به من تقدير كبير من رؤساء العالم علي مدار الاجتماعات الماضية, في ضوء توجيهه كلمات قوية جدا بشأن النزاعات الدولية والإقليمية من منبر الأممالمتحدة, وتحدثه عن ضرورة تحرك المجتمع الدولي لحل قضايا منطقة الشرق الأوسط علي أساس عادل وشامل, وعلي رأسها القضية الفلسطينية باعتبارها القضية الأم لكل قضايا المنطقة. ويشير الخولي إلي أن دعوة الرئيس السيسي للأطراف المعنية أكثر من مرة, للدفع في اتجاه حل القضية الفلسطينية, يتطلب وجود إرادة حقيقية لعملية السلام في المنطقة, خاصة أن العام الحالي شهد مزيدا من التداعيات والتعقيدات الصعبة حيال قضايا المنطقة, لافتا إلي أن خطاب الرئيس سيركز أكثر علي القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك, وعلي رأسها الهجرة غير الشرعية, ومكافحة الإرهاب, بالإضافة إلي أزمات سوريا واليمن وليبيا. بدوره, يقول اللواء سعد الجمال, رئيس لجنة الشئون العربية بالبرلمان, إن كلمة الرئيس السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ستعبر عن رؤية مصر إزاء الحل السلمي لأزمات المنطقة, في إطار من احترام سيادة الدول التي تشهد نزاعات, ودعم وحدة أراضيها ومؤسساتها الوطنية, خاصة في سوريا وليبيا, موضحا أن السبيل الوحيد لانتهاء الصراع العربي الإسرائيلي, واستقرار المنطقة, يتمثل في إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة, وعاصمتها القدسالشرقية, تأسيسا علي قرارات الشرعية الدولية, ودعا الجمال الفصائل الفلسطينية إلي إعلاء المصلحة الوطنية فوق المصالح الخاصة, والتصدي لأي تدخلات إقليمية تسعي إلي إفساد المصالحة أو عرقلة جهود السلام, لافتا إلي أهمية رسائل الرئيس السيسي للعالم في هذا الصدد, وتأكيده علي مسألة تقبل الآخر, والعيش معه في سلام, لسد الذرائع أمام انتشار الإرهاب, الذي يجب أن تكون الحرب عليه شاملة, ولا تستثني أيا من داعميه أو مموليه, أو تلك الدول التي توفر له الملاذات الآمنة.