سعر الذهب في مصر اليوم الأربعاء 7-5-2025 مع بداية التعاملات    قبل جولته بالشرق الأوسط، ترامب يحسم موقفه من زيارة إسرائيل    استشهاد 25 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    مواعيد اهم مباريات اليوم في جميع البطولات والقنوات الناقلة    تصعيد خطير بين الهند وباكستان... خبراء ل "الفجر": تحذيرات من مواجهة نووية ونداءات لتحرك دولي عاجل    ردود الفعل العالمية على اندلاع الحرب بين الهند وباكستان    يشبه قانون التصالح في مخالفات البناء.. برلماني يقدم مقترحًا لحل أزمة الإيجار القديم    موعد مباراة تونس والمغرب في كأس أمم إفريقيا تحت 20 سنة    مباراة برشلونة وإنتر تدخل التاريخ.. ورافينيا يعادل رونالدو    تحرير 30 محضرًا في حملة تموينية على محطات الوقود ومستودعات الغاز بدمياط    كندة علوش تروي تجربتها مع السرطان وتوجه نصائح مؤثرة للسيدات    تحرير 71 محضرا للمتقاعسين عن سداد واستكمال إجراءات التقنين بالوادي الجديد    فيديو خطف طفل داخل «توك توك» يشعل السوشيال ميديا    طارق يحيى ينتقد تصرفات زيزو ويصفها ب "السقطة الكبرى".. ويهاجم اتحاد الكرة بسبب التخبط في إدارة المباريات    «كل يوم مادة لمدة أسبوع».. جدول امتحانات الصف الأول الثانوي 2025 بمحافظة الجيزة    المؤتمر العاشر ل"المرأة العربية" يختتم أعماله بإعلان رؤية موحدة لحماية النساء من العنف السيبراني    متحدث الأوقاف": لا خلاف مع الأزهر بشأن قانون تنظيم الفتوى    مشاهد توثق اللحظات الأولى لقصف الهند منشآت عسكرية باكستانية في كشمير    وزير الدفاع الباكستاني: الهند استهدفت مواقع مدنية وليست معسكرات للمسلحين    الهند: شن هجمات جوية ضد مسلحين داخل باكستان    الذكرى ال 80 ليوم النصر في ندوة لمركز الحوار.. صور    شريف عامر: الإفراج عن طلاب مصريين محتجزين بقرغيزستان    سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن بعد آخر ارتفاع ببداية تعاملات الأربعاء 7 مايو 2025    سعر التفاح والموز والفاكهة بالأسواق اليوم الأربعاء 7 مايو 2025    «تحديد المصير».. مواجهات نارية للباحثين عن النجاة في دوري المحترفين    موعد مباريات اليوم الأربعاء 7 مايو 2025.. إنفوجراف    سيد عبد الحفيظ يتوقع قرار لجنة التظلمات بشأن مباراة القمة.. ورد مثير من أحمد سليمان    "اصطفاف معدات مياه الفيوم" ضمن التدريب العملي «صقر 149» لمجابهة الأزمات.. صور    د.حماد عبدالله يكتب: أهمية الطرق الموازية وخطورتها أيضًا!!    حبس المتهمين بخطف شخص بالزاوية الحمراء    السيطرة على حريق توك توك أعلى محور عمرو بن العاص بالجيزة    قرار هام في واقعة التعدي على نجل حسام عاشور    ضبط المتهمين بالنصب على ذو الهمم منتحلين صفة خدمة العملاء    ارتفاع مستمر في الحرارة.. حالة الطقس المتوقعة بالمحافظات من الأربعاء إلى الاثنين    موعد إجازة نصف العام الدراسي القادم 24 يناير 2026 ومدتها أسبوعان.. تفاصيل خطة التعليم الجديدة    موعد إجازة مولد النبوي الشريف 2025 في مصر للموظفين والبنوك والمدارس    "ماما إزاي".. والدة رنا رئيس تثير الجدل بسبب جمالها    مهرجان المركز الكاثوليكي.. الواقع حاضر وكذلك السينما    مُعلق على مشنقة.. العثور على جثة شاب بمساكن اللاسلكي في بورسعيد    ألم الفك عند الاستيقاظ.. قد يكوت مؤشر على هذه الحالة    استشاري يكشف أفضل نوع أوانٍ للمقبلين على الزواج ويعدد مخاطر الألومنيوم    مكسب مالي غير متوقع لكن احترس.. حظ برج الدلو اليوم 7 مايو    3 أبراج «أعصابهم حديد».. هادئون جدًا يتصرفون كالقادة ويتحملون الضغوط كالجبال    بدون مكياج.. هدى المفتي تتألق في أحدث ظهور (صور)    نشرة التوك شو| الرقابة المالية تحذر من "مستريح الذهب".. والحكومة تعد بمراعاة الجميع في قانون الإيجار القديم    كندة علوش: الأمومة جعلتني نسخة جديدة.. وتعلمت الصبر والنظر للحياة بعين مختلفة    معادلا رونالدو.. رافينيا يحقق رقما قياسيا تاريخيا في دوري أبطال أوروبا    الهند: أظهرنا قدرا كبيرا من ضبط النفس في انتقاء الأهداف في باكستان    من هو الدكتور ممدوح الدماطي المشرف على متحف قصر الزعفران؟    أطباء مستشفى دسوق العام يجرون جراحة ناجحة لإنقاذ حداد من سيخ حديدي    طريقة عمل الرز بلبن، ألذ وأرخص تحلية    ارمِ.. اذبح.. احلق.. طف.. أفعال لا غنى عنها يوم النحر    أمين الفتوي يحرم الزواج للرجل أو المرأة في بعض الحالات .. تعرف عليها    نائب رئيس جامعة الأزهر: الشريعة الإسلامية لم تأتِ لتكليف الناس بما لا يطيقون    وزير الأوقاف: المسلمون والمسيحيون في مصر تجمعهم أواصر قوية على أساس من الوحدة الوطنية    «النهارده كام هجري؟».. تعرف على تاريخ اليوم في التقويم الهجري والميلادي    جدول امتحانات الصف الثاني الثانوي 2025 في محافظة البحيرة الترم الثاني 2025    وكيل الأزهر: على الشباب معرفة طبيعة العدو الصهيوني العدوانية والعنصرية والتوسعية والاستعمارية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د‏.‏ رفعت السعيد في حوار مع الأهرام المسائي
مصر مش ناقصة من يحكمها باسم السماء‏!‏
نشر في الأهرام المسائي يوم 17 - 07 - 2011

هو السياسي ابن التاسعة والسبعين‏..‏ والمعتقل ابن الرابعة عشرة‏..‏ أرشيف الحركة الاشتراكية في مصر‏..‏ مدون تفاصيل الحياة السياسية‏..‏
هو ليس مجرد ذكريات ضد التأسلم‏..‏ إنه رئيس حزب التجمع والكاتب والمؤرخ والسياسي واليساري والمحلل‏..‏ إنه الدكتور رفعت السعيد‏..‏ يفتح كتب التاريخ ليعود بتحليله إلي أسباب الماضي ويخطو إلي المستقبل فيحذر من سيناريوهات القادم في محاولة للإجابة عن السؤال الأهم‏:‏ مصر إلي أين؟‏!‏
هو لا يخفي رأيه‏,‏ ولا يلجأ إلي المواربة في طرح مواقفه‏,‏ لاسيما إذا تعلق بما يسميه هو التأسلم‏,‏ وبصفة أخص إذا اتصل الموقف أو الرأي بجماعة الإخوان‏..‏ فهو ينصح وللتاريخ حسب قوله الإخوان بأن يكفوا عما يسميه لعبة المصالح المشتركة مع الطاغوت‏!‏ مصر من وجهة نطره دولة مش ناقصة من يحكمها باسم السماء أو يتاجر بالدين في الانتخابات‏,‏ ويذهب إلي القول برفض دولة تمكن جماعة الإخوان من رقاب المصريين‏,‏ ولو تحكم الإخوان هكذا يقول في وضع الدستور سيصبح الدستور مرجيحة‏,‏ والضمان والأمان الذي يراه لمستقبل مصر هو وحدة القوي الوطنية حول مطلب الدستور أولا‏..‏ وإلي تفاصيل الجزء الأول من الحوار‏:‏
‏*‏ ما هو تحليلك لخريطة القوي السياسة في مصر وتأثير ذلك علي مستقبل البلاد؟
‏*‏ يمكن النظر لمصر عبر ثلاثة مربعات‏,‏ المربع الأول هو المجلس العسكري بملحقاته من مجلس وزراء‏,‏ ولجان إدارة شئون البلاد ما خفي منها وما ظهر‏,‏ المربع الثاني هي جماعات الإسلام السياسي التي تتكون من عناصر قديمة كالإخوان‏,‏ وعناصر قديمة أخري لكنها لم تكن تعمل بالسياسة مثل السلفيين‏,‏ والعناصر الجديدة التي تقول إنها ليست مثلهم لكنها ليست مختلفة معهم‏,‏ أما المربع الثالث فهو ما يمكن أن نسميه الدول المدنية‏,‏ وهذا المربع يضم عناصر ليبرالية وتقدمية ويسارية‏,‏ وبعض المثقفين الذين ليست لهم أي علاقة بالعمل السياسي‏,‏ لكنهم مع حق التفكير‏,‏ وحرية الإبداع‏,‏ والدولة المدنية مع تحفظي علي أن أحدا لم يذكر حتي الآن ما هي الدولة المدنية المقصودة‏.‏
بالإضافة لذلك هناك مساحة ليست قليلة من المسيحيين الذين يخشون وجود دولة ليست مدنية‏,‏ وبالتالي من الممكن وبشكل مؤقت أن ينشطوا سياسيا حتي يختفي الخوف فتختفي نزعتهم للعمل السياسي‏.‏
‏*‏ وبهذه الخريطة السياسية إلي أين تتجه مصر؟
‏*‏ العلاقة بين هذه المربعات الثلاثة هي التي ستحدد مستقبل مصر‏..‏ فإن نجح الإخوان في أن يستفيدوا من إيحاء الخطوات الأولي للمجلس العسكري بأنهم العنصر المرغوب في التعامل معه‏,‏ وهذا مما ينطبق عليه قول الشاعر‏:‏ إذا جئت فابعث طرف عينك نحونا‏..‏ لكي يعرفوا أن الهوا حيث تنظر‏,‏ وهذا ليس بالشيء الجديد في مصر في انقلاب ثورة يوليو‏,‏ وفي الليلة الأولي كان الصراع حول من يقترب من الإخوان أكثر وجري صراع كبير بين محمد نجيب وجمال عبدالناصر حول من يذهب أولا لقراءة الفاتحة علي قبر حسن البنا‏,‏ وليس هذا لأنهما من الإخوان‏,‏ ولكن لأنهما توهما أن الإخوان قد يكونون قوي حليفة يمكن التعاون معها وتكسبهما شعبية‏.‏
الإخوان عادة لديهم نظرية قديمة منذ أيام المرشد الأول حسن البنا‏,‏ وهي المبنية علي فكرة الضرورات تبيح المحظورات‏,‏ وتلخص في عبارة لعبة المصالح المشتركة مع الطاغوت‏,‏ فإذا كان الحكم طاغوتا أو حزب ما طاغوتا‏,‏ وهناك مصلحة مشتركة معه فعلي الإخوان أن يتعاملوا معه‏,‏ وحين تسألهم أنه من الممكن أن يقوم هذا الطاغوت بلعب الدور نفسه‏,‏ بالعقلية نفسها المتلخصة في المصلحة المشتركة فيأتينا الرد وكان حقا علينا نصر المؤمنين بغض النظر عما إن كانوا هم المؤمنون أم الطاغوت هو المؤمن‏,‏ أو أن الله سبحانه وتعالي لا يصدقهم لأن نياتهم ليست خالصة‏,‏ نصر المؤمنين ذلك يتحقق أحيانا ولا يتحقق أحيانا‏,‏ وإلا لكان أولي بالجميع الجلوس في المسجد وانتظار النصر‏,‏ لكن ما حدث في معركة أحد هزم المسلمون لأنهم لم يقوموا بما يجب في مواجهة العدو‏.‏
‏*‏ وهل تعتقد أن هذه التحالفات ستصب في مصلحة الجماعة أم ضدها؟
‏*‏ تلك اللعبة التي تستهدف المصالح المشتركة لعبها كثيرا حسن البنا‏,‏ واحترقت أصابعه ولم يتعلم‏,‏ فقد قام بها مع الملك فاروق فانقلب عليه الملك فلعبها مع الألمان وانقلبوا عليه‏,‏ ثم مع الاحتلال فانقلب عليه‏,‏ وكذلك مع الوفد وانقلب عليه أيضا‏,‏ وشن علي الإخوان أكبر معركة إعلامية في تاريخ العمل السياسي المصري‏,‏ وأنشئت جريدة صوت الأمة الوفدية لتدمير جماعة الإخوان‏,‏ فكان المانشيت الأحمر دائما هذه الجماعة تهوي‏,‏ ويوميا تنشر أسماء المئات من المستقيلين من الجماعة‏,‏ ويوميا كانت الافتتاحية عن الشيخ حسن راسبوتين‏,‏ ثم تحالفوا مع النقراشي فقام بحلهم فقتلوه‏,‏ فاغتالوا حسن البنا‏.‏
ومع ذلك لا تمل الجماعة من لعبة المصالح المشتركة مع الطاغوت‏,‏ فقد فعلوها مع جمال عبدالناصر وتحالفوا معه ثم انقلبوا عليه لأنهم تصوروا أن الكعكة جاهزة‏,‏ وأنها من حقهم‏,‏ وهذا ما هو حادث الآن‏,‏ فهم يرون أنهم الأحق بها ولهم أن يقسموا بين المصريين كيفما شاءوا يعطون من يشاءون الكثير‏,‏ ويعطوا من يشاءون فتافيت الكعكة‏,‏ ولما استشعروا في عصر عبدالناصر أن النظام يخشاهم طلبوا أن يستوزروا فاختار هو بنفسه فانقلبت عليه الجماعة وبدأ الصراع الذي انتهي بمحاولة اغتيال ناصر في المنشية ثم بالاجتياح الثوري ضد الجماعة والممارسات المقيتة ضدهم‏.‏
إذن لعبة المصالح المشتركة مع الطاغوت مازالت تراود ذهن الجماعة فإذا جاءها طرف عين المجلس العسكري استشعرت القوة وبدأت تمارس حالة من الاستقواء علي المجتمع بتصريحات تشبه نحن لن نترشح للرئآسة من أجل الغلابة الذين سيرشحون أنفسهم‏,‏ ونحن سنأخذ فقط‏50%‏ ثم‏30%,‏ ويمالئوننا ويعطوننا من طرف اللسان حلاوة تريدون دولة مدنية‏..‏ لكم ذلك‏,‏ عدم إقحام الدين في الانتخابات‏..‏ لكم ذلك‏,‏ تريدون عدم إقحام الدين بالسياسة‏..‏ لكم ذلك‏,‏ وفي اليوم نفسه يقومون بتوزيع أوراقهم تحت شعار الإخوان المسلمون ماذا نحن؟ وماذا نريد؟‏!!,‏ وفي طياته يقولون نريد باختصار الفرد المسلم‏,‏ فالأسرة المسلمة‏,‏ فالمجتع المسلم‏,‏ فالدولة المسلمة‏,‏ فالخلافة المسلمة‏.‏وهذا القول عن الدولة والخلافة المسلمة يجعلنا نسألهم‏:‏ أين ذلك من الدولة المدنية الحديثة‏,‏ كما أن هذه الدولة المسلمة تعني دولتهم هم بفهمهم وممارساتهم للسلطة‏,‏ وأبلغ رد علي ذلك ما قاله سيدنا علي بن أبي طالب القرآن لا ينطق وهو مكتوب‏,‏ وإنما ينطق به البشر‏,‏ وهو حمال أوجه‏,‏ فعلي أي وجه سيحكمون؟‏!!‏
‏*‏ وماذا عن مطلب الدستور أولا الذي يتخذه التجمع كأحد مطالب الثورة علي عكس ما بدر من التيارات الدينية بشأنه؟
‏*‏ نحن كأي دولة بالعالم الثالث رئيس الجمهورية لديه كل السلطات فهو رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة ورئيس المجلس الأعلي للشرطة‏,‏ وهو الذي يستمتع بالنص الدستوري الذي ينص علي أن رئيس الجمهورية يتولي السلطة التنفيذية ويمارسها‏.‏
وبالمناسبة هذا النص نقل إلي الإعلان الدستوري‏,‏ ومن ثم انتقلت سلطات الرئيس السابق إلي الإعلان الدستوري وإلي المجلس العسكري‏,‏ وإذن أجريت انتخابات الرئاسة قبل تغيير الدستور ستنتقل هذه السلطات إلي الرئيس المقبل‏,‏ إذن نحن إزاء دولة عالم ثالث مش ناقصة من يقول إنه يحكم باسم السماء ولا أحد يقحم الدين بالسياسة‏,‏ ولا أن يتاجر أحد بالدين في انتخابات‏,‏ وأستعير عبارة فولتير إن الله لا يحب من يتاجرون به‏,‏ وأنا مثله تماما‏,‏ وأعتقد أن كل القوي الوطنية والديمقراطية والليبرالية والتقدمية يسيرون معي في اتجاه رفض دولة تمكن جماعة الإخوان من رقاب المصريين‏,‏ وقد رأينا كيف أقحموا الدين في التصويت علي استفتاء الدستور‏,‏ وكيف روعوا المواطنين حين قالوا قل نعم تكن مع الشريعة‏..‏ لا تقل لا فتكن مع الكفرة‏.‏ فكيف لنا أن نتعامل في ظل دولة كهذه‏,‏ وهذا ما جعلنا نتمسك بوحدة القوي الوطنية والديمقراطية والليبرالية‏,‏ ونتمسك بالدستور أولا لكي نضعه ليس علي هوي الجماعة لأنها لو أخذت الأغلبية بالبرلمان‏,‏ وتحكمت في تشكيل لجنة الدستور فستضع دستورا علي مقاسها‏,‏ وإن حدث ذلك ولم تتمكن الجماعة من حصد الأغلبية في المجلس الذي يليه تأتي جماعة أخري لتغير الدستور‏,‏ وبعد أن نركب له مرجيحة فيأتي الليبراليون بدستور ليبرالي وبعدها اشتراكيون بدستور اشتراكي‏..‏ نريد دستورا يسمو فوق كل هذا ولن يحدث إلا بتشكيل لجنة من أكثر من تيار سياسي وتعبر عن التوجهات المختلفة‏,‏ والمعتقدات المختلفة لكي يكون لدينا الإمكان للحديث عن دور حقيقي لدستور حقيقي ينهض بمصر للمستقبل‏.‏
‏*‏ إذا توصلنا معا إلي مطلب الدستور أولا‏,‏ هل لي أن أسألك أسباب التمسك بهذا المطلب؟
‏**‏ الدستور أولا مطلب تسانده عدة أشياء أولها ان الاحزاب ليست جاهزة فقانون الاحزاب غفر الله لمن كتبه وان كنت أعرفه قد علق لافتة علي بوابات الوطن تقول الشباب يمتنعون والفقراء يمتنعون فكيف لهؤلاء أن يحصلوا علي‏5‏ الاف توقيع‏,‏ ومن أين يأتون بهذه القدرة الادارية لعمل ذلك‏.‏
من أين يأتي هؤلاء بأموال للحصول علي‏5‏ آلاف توكيل ونشر أسماء الاعضاء والمؤسسين في جريدتين يوميتين واسعتي الانتشار؟‏!‏
لهذا يجب أن نعيد النظر في قضية بهذه الاهمية تعني أن يشارك في صياغة مستقبل الوطن شبابه وفقراؤه لانهم العمود الفقري للثورة وهم النسبة الأكبر من الشعب‏.‏
ويستطرد لدينا كمية ارتباك غريبة أنا شخصيا لا أتفهمها حول قضية نسبة ال‏50%‏ عمال وفلاحين ومن ثم يجيئنا من يقول أنه لايجوز تأسيس حزب علي أساس طبقي فكيف ذلك‏,‏ وقد أعطيت طبقتين أساسيتين بالمجتمع نصف الكتلة البرلمانية؟ وهذا يدفعنا للتساؤل هل هناك حزب يقوم علي غير أساس طبقي؟
الاخ نجيب ساويرس وله كل الاحترام والتأييد أعلن عن تأسيس حزب للرأسمالية المصرية فهل من قالوا لا حزب علي أساس طبقي سيقومون بحل حزبه؟
ومن ثم تأتينا بقية الطرائف والعجائب في قانون الاحزاب حين يقول ويستخدم الحزب اللغة العربية‏!‏
وهل هناك حزب لايستخدم اللغة العربية؟‏!‏
علي أية حال قانون الاحزاب قانون سيئ يقيد قيام الاحزاب‏,‏ وحتي الشبان الذين قاموا بجمع‏5‏ الاف توقيع سيجدون داخلهم تمردا لانهم لم يملكوا الوقت ولا الفرصة لالتقاط الانفاس والتريث لصناعة تجربة سياسية حزبية ناجحة فما حدث بعد الثورة بفعل قانون الاحزاب جعل التجربة مجرد جمع توقيع فينزل مناد ينادي مين ييجي يمضي‏!‏
واليوم نستمع لما يقال عن حزب الطبقة الرأسمالية الذي كشفت داخله قوي مناوئة لان من يريد العضوية فليتفضل فسمح بدخول المدعي والمغرض وحسن النية والمؤيد‏.‏
الامر يحتاج وكان يحتاج لوقت أكير وأي عجلة في هذا الامر ستقصي هذه القوي المهمة من المستقبل‏.‏
ثم الأمن‏..‏ وهي مسألة هامة جدا‏,‏ والحقيقة انني أحد هؤلاء الذين يستيقظون مبكرا وحظيت بفرصة رؤية موكب بعد الثورة‏..‏ موتوسيكل وسيارة مدرعة وميكروباص ثم سيارة مدرعة وسيارة شرطة وحين سألت قالوا لي انه موكب أوراق الثانوية العامة؟‏!‏
كل ذلك كان لنقل مجموعة أوراق امتحانات‏,‏ فماذا عن ادراتك للانتخابات وكيفية تأمينها؟
وإذا التدرج في العنف أثناء العملية الانتخابية بدء بنظرية خالتي فرنسا والفتوات البلطجيات مثيري الشغل الانتخابي ثم تطور إلي الشوم ثم إلي السلاح الابيض ثم وصلنا إلي فرد الخرطوش والسلاح الآلي كما رأينا في انتخابات‏2010‏ وماذا عن الآن ومع نظرية التدرج في العنف تلك هل سنري الاربيجي والبازوكا ؟ ومن الذي سيحمي القاضي الجالس في اللجنة ودخل عليه اثنان من هؤلاء وقالوا له اتفضل خلينا نشوف شغلنا‏!‏
اذا ومن كل ما سبق لدينا عدد كبير من الموانع وهي الآمن وعدم الاستعداد اعمال القانون‏..‏ وماذا سيفعل القانون فيمن سيستخدم شعارات دينية‏,‏ فقد قالوا لن يسمح باستخدام هذه الشعارات ولكن استخدمها من نعرفهم جيدا بكثافة‏.‏
وماذا سيفعل الأمن في قضية الانفاق الجنوني وشراء الأصوات‏,‏ في حين يخشي فيه الامن السير في الشارع ونري وزير الداخلية يتباهي أنه أمر القوات باخلاء الميادن‏.‏
كل هذه الاشياء تقول أننا لن نحصل علي انتخابات حقيقية في غياب القانون والآمن ومع استخدام الشعارات الدينية وشراء الأصوات‏..‏ واذا أرادوا فليفعلوا ما يشاءون لانها ستكون أي شيء آخر غير الانتخابات‏,‏ وبهذا ندخل في مرحلة ولاية المنغلب أو بالبلدي اللي تغلبه إلعبه‏.‏
‏*‏ بم تفسر رغبة بعض القوي في خوض انتخابات البرلمان الآن؟
‏*,‏ بعد الذي ذكرته سابقا وما ذكرته عن نتائج هذه الدعاوي بالطبع سنجد قوي متحمسة لولاية المتغلب ولكننا متحسمون أيضا للعكس ونستطيع ان نقول‏:‏ اننا نري الاجابة علي سؤالك مصر إلي أين؟ من خلال تأكيدنا علي أن مصير مصر معلق بقدرتها علي بناء تحالف قوي بين القوي الوطنية والليبرالية واليسارية والتقدمية وتضم أي قوي تدعو للدولة المدنية الحديثة غير الملعوب فيها غير تلك القوي التي تتكلم عن دولة مدنية حديثة وتدعو في منشوراتها وأوراقها إلي تقسيم البلاد علي أساس الدين‏,‏ هذه الدولة هي الوحيدة التي ستصل بنا إلي حقوق متساوية لجميع المصريين رجالا ونساءا مسلمين وأقباط فقراء وأغنياء وهي الدولة التي نريدها فتحمي حرية الابداع والاعتقاد‏.‏
‏*‏ وماذا لو أجريت الانتخابات إلا يكفل الاعلان الدستوري صياغة دستور يؤسس للدولة المدنية؟
الاعلان الدستوري به مسائل مثيرة للدهشة فصياغة المادة‏60‏ منه تقول إن مجلس الشعب هو الذي يشكل لجنة لوضع الدستور‏..‏ لم نعرف بذلك أهي لجنة مكونة من أعضائه وان كانت من أعضائه فستكون لجنة من لجان المجلس أي أنها ليس لها حق اصدار أي شيء وعليها أن تعود للمجلس لمناقشة ما تقدمه وان أصدرته السلطة التشريعية كيف نقوم بالاستفتاء عليه وان جاءت نتيجة الاستفتاء ب لا هل ستحل السلطة التشريعية‏,‏ وماذا لو كان من حق المجلس اختيار اللجنة من خارج عضويته فما هذ المعايير التي سيتم الاختيار علي أساسها‏.‏
كل هذه أشياء ملتبسة والبعض يري أنها تركت كذلك عن عمد لكي يجري تفسيرها وفق أشياء معينة‏.‏
في حدود معلوماتي انه إذا كان لدينا اعلان دستوري‏,‏ وأسقط بذلك الدستور القديم فان ما ترك من مواد ترك لرفضه‏..‏ وهذا يجعلنا نتساءل ماهي المواد التي تركت ورفضت في الاعلان الدستور الدفاع عن الوحدة الوطنية واجب كل مصري لم رفضت هذه المادة وكذلك يكفل الدستور حرية الابداع والبحث العلمي والفني والأدبي والثقافي وعلي الدولة ان نشجع ذلك لم أرفضت هذه المادة أيضا‏,‏ هل هذا مصادفة؟‏!‏ لا أعتقد‏,‏ هل هذا يمثل رغبة المجلس العسكري؟‏!‏ لا أعتقد وإنما هم ترزية القوانين‏.‏
وعلي آية حال فمصير مصر معلق خلال المرحلة المقبلة علي توحيد القوي الوطنية لحماية الدولة المدنية وتضع لها أسس وقواعد‏.‏
‏*‏ هل تعتقد أننا مقبلون علي تطبيق النموذج التركي في مصر؟
‏**‏ البعض يقول إننا مقبلون علي مايمكن تسميته بالنموذج التركي‏,‏ لكني أري ان الوضع مختلف لان مصر لم تر أتاتوكر كما أن الجيش التركي كان علنا جيشا علمانيا والجيش المصري ليس كذلك لا أقول انه اسلامي أو غيره لكنه ليس علمانيا بالمعني العلمي للعلمانية‏,‏ والحكومة التركية متمثلة في اردوغان أو غيره يحاولون بجدية اتخاذ مواقف معتدلة لكي يضمنوا الانضمام للاتحاد الأوروبي ومصر ليس لديها هذه النقطة‏,‏ إذن فتكرار النموذج التركي صعب والدليل مطالبات الاخوان بالفرد المسلم والاسرة المسلمة إلي الخلافة الاسلامية‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.