يختتم الرئيس عبد الفتاح السيسي, جولته الآسيوية والتي بدأها الخميس الماضي وضمت مملكة البحرين والصين, بزيارة العاصمة الأوزبكية طشقند, والتي تحمل أهمية كبيرة, خصوصا وأنها تعد الزيارة الرسمية الأولي من نوعها لرئيس مصري إلي أوزبكستان. ويتصدر جدول أعمال الرئيس في طشقند, عقد قمة ثنائية مع الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائيف, هي الأولي من نوعها في تاريخ العلاقات بين البلدين, تتخللها جلسة مباحثات لمناقشة آخر تطورات العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تدعيمها, فضلا عن التشاور والتنسيق بشأن عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك, ومن المرتقب أن تتصدر قمة الزعيمين3 ملفات في مقدمتها: فتح آفاق جديدة للتعاون في المجالات الصناعية والثقافية وزيادة فرص الاستثمار بين الطرفين وحجم التبادل التجاري. كما يلتقي الرئيس والوفد المرافق له عددا من الوزراء وكبار المسئولين بأوزبكستان, ليعقد الجانبان جلسة مباحثات لبحث سبل دفع العلاقات بين البلدين, إضافة إلي توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بشأن تطوير التعاون المشترك بين الجانبين في عدد من المجالات. وتعتبر أوزبكستان, التي تقع في أواسط آسيا وتعرف بعروس آسيا الوسطي, من كبار مصدري الغاز الطبيعي في كومنولث الدول المستقلة, ليشكل بذلك أحد عوامل استقرار الدخل الوطني الأوزبكي, لكنها توسعت في استثمار النفط الوطني حتي تحقق الاكتفاء الذاتي من المشتقات النفطية, وذلك بعد اكتشاف الآبار النفطية الكبيرة في ولاية قشقاداريا في الجنوب, وولايات وادي فرغانة في الشمال. والعلاقات المصرية الأوزبكية تاريخية, حيث كانت مصر من أولي الدول التي اعترفت باستقلال جمهورية أوزبكستان في26 ديسمبر1991, وفي ديسمبر1992 زار الرئيس إسلام كريموف القاهرة علي رأس وفد حكومي كبير, تم خلالها التوقيع علي اتفاقية أسس العلاقات والتعاون بين مصر وأوزبكستان, واتفاقية تعاون اقتصادي وعلمي وفني, واتفاقية للنقل الجوي, واتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمارات. وفي يناير1992, زار وفد رفيع برئاسة نائب رئيس الوزراء المصري في ذلك الوقت الدكتور كمال الجنزوري, العاصمة الأوزبكية طشقند, تم خلالها التوقيع علي بيان مشترك لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. كما تم افتتاح السفارة المصرية بطشقند في مايو1993, وفي أكتوبر1995 افتتحت السفارة الأوزبكية في القاهرة خلال زيارة وزير الخارجية الأوزبكي الدكتور عبد العزيز كاميلوف للقاهرة. وتحرص الدولتان بشكل دائم علي تبادل الزيارات, ففي فبراير2018 زار وفد من رجال أعمال أوزبكستان مصر, لبحث سبل التعاون المشترك بين البلدين في القطاعات الهندسية المختلفة خلال الفترة الحالية, والدفع بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين إلي شراكة تخدم الطرفين, وزار وزير التجارة الخارجية الأوزبكي جمشيد خوجاييف, القاهرة, أغسطس الماضي, من أجل إقامة ودعم علاقات تعاون وتبادل الخبرات التجارية والصناعية بين الجانبين. وبالنظر إلي العلاقات التجارية والاقتصادية المشتركة نجدها تزداد باطراد, وإن كان بشكل لا يرتقي إلي طموحات الشعبين, حيث وصل حجم العلاقات التجارية بين مصر وأوزبكستان العام الماضي2017 نحو1.5 مليون دولار, وتحتل أوزبكستان المرتبة111 من حيث حجم استثماراتها داخل مصر بإجمالي13 شركة برأسمال نحو670 ألف دولار. كما تعتبر مصر الشريك التجاري والاقتصادي الأهم لأوزبكستان, ونقطة انطلاق لتوسيع الصادرات الأوزبكستانية إلي منطقة الشرق الأوسط, وشمال إفريقيا ودول حوض البحر الأبيض المتوسط.