ما حكم اصطحاب الأطفال غير المميزين ودون السابعة من عمرهم إلي المساجد للصلاة وتدريبهم علي الصلاة ؟ و ما صحة الحديث جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم وشراءكم وبيعكم وخصوماتكم ورفع أصواتكم وإقامة حدودكم وسل سيوفكم واتخذوا علي أبوابها المطاهر وجمروها في المجمع ؟ تجيب لجنة الفتوي بالأزهر الشريف فتقول اعتني الإسلام بالأطفال, وأمر الآباء والأولياء بأن يأمروا أبناءهم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين. ولاشك أن المكان الصحيح لتعليمهم الصلاة وغيرها من أحكام الشرع هو المسجد; لأنه كما يندب تدريب الأولاد علي الصلاة والطاعات في المنازل, يندب كذلك تدريبهم علي الأعمال الجماعية لتقوية روح الاجتماع في نفوسهم, ومن ذلك شهودهم لصلاة الجمع والجماعات في المساجد, وتحدث الفقهاء عن ترتيب صفوف الجماعة فقالوا: يكون الرجال في الصفوف الأولي ثم يليهم الصبيان ثم يليهم النساء. ولقد كان الأطفال يحضرون إلي المسجد في عهد الرسولصلي الله عليه وسلم وكان عليه الصلاة والسلام يخفف الصلاة ويقصرها عندما يسمع بكاء طفل في المسجد, بل إنه عليه- الصلاة والسلام قطع خطبته وحمل الحسن والحسين, لما دخلا المسجد فرآهما يعثران في ملابسهما فحملهما. فإن كان الطفل لا يعبث في المسجد ولا يؤذي المصلين فلا حرج في حضوره للمسجد, والأفضل أن يكون بجوار أبيه أو أحد أقاربه الكبار, ويعلم آداب المسجد, وأن يحذر من أذية الناس وتخطيهم ونحو ذلك قبل أن يؤتي به إلي المسجد. ثانيا: أما حديث جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم وخصوماتكم وأصواتكم وسل سيوفكم وإقامة حدودكم, وجمروها في سبع, واتخذوا علي أبواب مساجدكم المطاهر. رواه ابن ماجه عن واثلة بن الأسقع ورواه الطبراني في معجمه الكبير عن أبي الدرداء وأبي أمامة وواثلة. قال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد بعد أن أورد هذا الحديث قلت: حديث واثلة رواه ابن ماجة. رواه الطبراني في الكبير وفيه العلاء بن كثير الليثي الشامي وهو ضعيف. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد(26/2). والحديث وإن كان فيه ضعف يمكن قبوله في فضائل الأعمال التي منها المحافظة علي نظافة المساجد وتوفير الجو الهادي الذي يليق بمكانتها ويساعد المتعبدين علي أداء عبادتهم في خشوع وسكينة ووقار, فيكون المنع للصغار الذين يخشي منهم تلويث المسجد وإيذاء المصلين...