في أول مقابلة يجريها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مع وسيلة إعلام غربية منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو من الاتفاق النووي الموقع في2015 وإعادة واشنطن فرض العقوبات علي إيران دخل القسم الأول منها حيز التنفيذ في وقت سابق من هذا الشهر, أوضح ظريف في مقابلة مع محطة سي ان ان, أن الولاياتالمتحدة مريضة بإدمان فرض العقوبات. وأضاف أنه حتي خلال إدارة الرئيس السابق أوباما, ركزت الولاياتالمتحدة أكثر علي إبقاء العقوبات التي لم ترفعها بدلا من تنفيذ التزاماتها بموجب العقوبات التي رفعتها. وقال ظريف شعرنا أن الولاياتالمتحدة تعلمت أنه علي الأقل فيما يتعلق بإيران, فإن العقوبات تؤدي إلي صعوبات اقتصادية ولكنها لا تعطي النتائج السياسية التي كانوا يتوخونها. وفي أعقاب إعادة فرض العقوبات الأمريكية علي طهران, أعلن وزير النفط الإيراني بيجان نمدار زنقنه أمس أن شركة نفط فرنسية عملاقة قد انسحبت رسميا من مشروع بمليارات الدولارات في حقل بارس الجنوبي. وقال زنقنه في تصريحات لوكالة الأنباء الخاصة بالبرلمان إن الشركة انسحبت رسميا من اتفاق تطوير المرحلة11 من حقل بارس الجنوبي. مضي أكثر من شهرين علي إعلانها أنها ستنسحب من العقد. وأكد زنقنه أمام البرلمان الحالة المزرية لمنشآت النفط والغاز الإيرانية قائلا إنها متداعية وبحاجة لأعمال تجديد لا يمكن لإيران تحمل نفقاتها. وأعلنت الولاياتالمتحدة في مايو الماضي انسحابها من الاتفاق النووي الموقع مع طهران عام2015, وإعادة فرض عقوبات عليها علي مرحلتين في أغسطس ونوفمبر.وتستهدف المرحلة الثانية من العقوبات قطاع النفط في إيران. وتعهدت الأطراف الأخري الموقعة علي الاتفاق النووي وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا, بالبقاء في الاتفاق لكن شركاتها تواجه عقوبات ضخمة في حال مواصلة العمل في إيران. ووقعت الشركة في يوليو2017 علي مشروع بقيمة8,4 مليار دولار(1,4 مليار يورو) لتطوير الحقل قبالة السواحل الجنوبية لإيران, بوaصفها الشريك الرئيسي إلي جانب المؤسسة الصينية الوطنية للنفط وشركة بتروبارس الإيرانية. وكان من المقرر أن تقوم باستثمار أولي بقيمة مليار دولار, لكنها قالت في مايو إنها أنفقت اقل من40 مليون يورو علي المشروع حتي ذلك الحين, وسط تزايد الشكوك إزاء العقوبات الأمريكية. ولو بقيت شركة النفط الفرنسية توتال في إيران لتعرضت لعقوبات أمريكية. وتستثمر توتال10 مليارات دولار من رأسمالها في أصولها الأمريكية, فيما تشارك المصارف الأمريكية في90 بالمئة من عملياتها المالية, بحسب ما أكدته الشركة في مايو. ولم يتضح بعد ما اذا كانت المؤسسة الصينية الوطنية للنفط ستتولي حصة توتال في المشروع. ولا تزال إيران تخشي الاعتماد علي الشركات الصينية بعد تجارب سيئة في الماضي.