نجح بيان المجلس العسكري في تقليص الخسائر الحادة التي منيت بها البورصة المصرية علي خلفية تصاعد وتيرة الاحداث السياسية والاشتباكات التي شهدها ميدان التحرير... فضلا عن التظاهرات من قبل مستثمرين أمام مقر البورصة. خسر رأس المال السوقي للبورصة نحو9.5 مليار جنيه ليصل إلي376.6 مليار جنيه بعدما كانت قد وصلت الخسائر إلي أكثر من11 مليار جنيه, فيما عزا سماسرة بالبورصة هذا التحسن إلي رد الفعل الايجابي من قبل المستثمرين للبيان الذي أصدره المجلس العسكري والذي أعاد الثقة إلي المستثمرين خاصة مع التفاعل الايجابي للمجلس مع الاحداث وقدرته علي تلبية مطالب المتظاهرين المشروعة لانهاء الاعتصامات وعودة الحياة إلي طبيعتها في شوارع مصر. وأغلقت مؤشرات البورصة المصرية الرئيسية والثانوية علي هبوط جماعي اليوم متأثرة بالاحداث, لكنها أنهت التعاملات عند مستويات أعلي من أدني مستوياتها خلال الجلسة, بما يشير إلي عودة القوة الشرائية وإن كانت نسبية. وأنهي مؤشر البورصة الرئيسي/ إيجي إكس30/ التعاملات علي انخفاض بلغت نسبته2.8 في المائة ليصل إلي4971.77 نقطة,, وكان المؤشر قد تكبد خسائر بلغت نحو3.5 في المائة في التعاملات الصباحية لكن أداء المؤشر تحسن نسبيا بعد بيان المجلس العسكري. وسجل مؤشر/ إيجي إكس70/ للاسهم الصغيرة والمتوسطة خسارة نسبتها3.5 في المائة ليصل إلي584.5 نقطة, كما خسر مؤشر/ إيجي إكس100/ نحو2.9 في المائة من قيمته إلي903.22 نقطة. وقال وائل دالي محلل أسواق المال إن تعاملات أمس بدأت علي هبوط حاد تأثرا بعمليات بيع عشوائية من قبل مستثمريين مصريين وأجانب فاقم من الاداء السلبي للسوق تطور الاحداث في ميدان التحرير والتي وصلت إلي حد الاشتباكات بين المتظاهرين فضلا عن التظاهرات التي شهدتها البورصة والشائعات بشأن قيام متظاهرين بإغلاق فرع البورصة بالاسكندرية وهو ما نفته إدارة البورصة. وأضاف أن الخسائر السوقية للبورصة كانت قد وصلت إلي أكثر من11 مليار جنيه قبيل إعلان المجلس العسكري الذي أعطي طمأنينة نسبية للمستثمرين ما حفزهم علي القيام بعمليات شراء للاسهم خاصة انها هبطت بنسب حادة جعلتها أكثر إغراء للشراء. وأشار إلي أن المستثمرين الاجانب تحولوا للشراء بعد إعلان المجلس العسكري لبيانه لينهوا التعاملات بفارق بيعي بلغ2.1 مليون جنيه فقط بعدما كانت تتجاوز25 مليون جنيه خلال التعاملات. ولفت إلي أن المستثمرين العرب قاموا بعمليات شراء واسعة أيضا بعد بيان المجلس العسكري وكذا المؤسسات والصناديق الاستثمارية, فيما تقلصت نسبيا عمليات بيع المستثمرين الافراد وصغار المستثمرين عند نهاية التعاملات. ورأي دالي إن البورصة لا تزال تحتاج عودة الاستقرار إلي البلاد وفض حالة الاعتصام بميدان التحرير والميادين الاخري, والعودة الي العمل, مشيرا إلي أن ذلك هو الذي سيخدم الاقتصاد الوطني وليس الاعتصامات فيما طالب بسرعة تلبية مطالب المتظاهرين المشروعة وهوما سينعكس علي اداء البورصة أيضا. وأوقفت البورصة التداول علي اكثر من15 سهما خلال جلسة اليوم بعد هبوطها بالنسبة المسموح بها البالغة5 في المائة, فيما بلغ حجم التداول الكلي بالسوق627.8 مليون جنيه.