فيما تحولت شوارع مدينة أسوان إلي خلية نحل في أعمال النظافة ورفع الأتربة والمخلفات من أجل أن تستعيد عاصمة الثقافة والاقتصاد الإفريقي بريقها قبل بداية الموسم السياحي الجديد, أعرب الأهالي عن سعادتهم بمستوي النظافة في عدد كبير من شوارع وسط البلد, آملين في أن يتواصل هذا المشهد المضيء مع الشركة الجديدة التابعة لوزارة الإنتاج الحربي التي ستتولي مهمة نظافة حي غرب وجنوب خلال الفترة المقبلة. ويقول حسن عبد الكريم بصراحة شديدة لم نكن نتوقع هذا التحول الرهيب في مستوي نظافة الشوارع في وقت قياسي بعد تطبيق المنظومة الجديدة مما يؤكد أن مشروع نظافة المدن التابع للمحافظة قد كتب شهادة فشله الذريع بسبب تحوله إلي مشروع حكومي يضم عددا من الموظفين الذين كل همهم هو الحصول علي رواتبهم في نهاية كل شهر دون أن يبالوا بصميم أعمالهم, مشيرا إلي أن المحافظة تعرضت للهجوم الشديد من الأسوانيين بسبب تراكم القمامة في الشوارع والأحياء, مما كان يعرضهم للتلوث البيئي, بالإضافة إلي تهديد الموسم السياحي, ولزاما علينا الأن أن نوجه للقائمين علي هذه المنظومة التحية علي الجهد الذي يبذلونه من أجل أن تستعيد أسوان وجهها الحضاري. وطالب رجب حسين, موظف بتعميم التجربة الحالية في جميع الأحياء وعدم الاكتفاء بالشوارع الرئيسية, وقال إن المنظومة لن تنجح بمفردها ولابد من تعاون الأهالي وقوي المجتمع المدني في توعية المواطنين بالحرص علي نظافة كل حي من خلال الالتزام بعدم إلقاء القمامة خارج الصناديق المخصصة لها, بالإضافة إلي تحفيز العاملين بالمنظومة معنويا. وأشار رمضان عوض الله عضو غرفة السياحة بأسوان, إلي أن هذا التحول الإيجابي في مستوي النظافة يتطلب مواجهة ظاهرة النباشين المسيئة بعد أن اخترقت العربات الكارو التي يقودها مجموعة من الصبية جميع الأحياء والشوارع الرئيسية بما فيها كورنيش النيل, موضحا أن النباشين يبعثرون الصناديق للبحث عن المخلفات التي يستفيدون منها ويتركون الباقي ويرحلون, وطالب بشن حملات مشددة لوقف هذه المهازل, لافتا إلي أن تحسن النظافة وأعمال التجميل سوف تنعكس علي الموسم السياحي الجديد حتي تستعيد المدينة العاصمة مكانتها اللائقة التي حازت من خلالها علي العديد من الجوائز العالمية كأجمل مدينة عربية وثقافية من منظمتي اليونسكو والمدن العربية. مواجهة النباشين أما المحافظ اللواء مجدي حجازي فقال إن إسناد منظومة النظافة العامة والإصحاح البيئي لإحدي الشركات المتخصصة التابعة لوزارة الإنتاج الحربي سيكون له مردود إيجابي علي كل المستويات, موضحا أن هذه الشركة تعمل حاليا في مرحلة التشغيل التجريبي, حيث ستستمر هذه المرحلة خلال الشهرين المقبلين يتم خلالهما استكمال هيكل العمل من حيث العمالة والمعدات المطلوبة, وأكد أنه سيتم تخصيص أعمال مشروع النظافة التابع للمحافظة للمناطق السكنية بحي شرق المدينة, علي أن تتفرغ الشركة الجديدة للعمل في حي جنوب وأيضا حي غرب. وفيما وجه مجدي حجازي مسئولي الشركة بتعديل آلية رفع القمامة والمخلفات من جميع الصناديق والحاويات بما يضمن تحقيق النظافة العامة أولا بأول, كلف المحافظ رئيس مدينة أسوان بالقيام بأعمال التجميل والتشجير ورفع كفاءة الأرصفة والبلدورات وترميم الحفر الناتجة من الكسورات وإعادة الشيء إلي أصله, بالإضافة إلي عمل جدريات ولوحات فنية علي الأسوار, كما وجه مسئولي المحليات والمرور والمرافق بمواجهة ظاهرة النباشين التي تعيق عملية رفع وتجميع القمامة والمخلفات واتخاذ جميع الإجراءات الصارمة ضد العربات التي يستخدمونها في نقل المخلفات, وذلك بتحرير المحاضر اللازمة ومصادرتها, مشددا علي مسئولي المحليات وشرطة المرافق وإدارتي القوي العاملة والبيئة بشن حملات مداهمة مفاجئة علي المخازن التابعة لهؤلاء النباشين, نظرا لتسببها في تلوث البيئة ومخالفة قانون حماية الطفل. في السياق ذاته,أوضح المحافظ أن هناك دراسة سيتم الانتهاء منها قريبا بشأن آلية تجميع رسوم النظافة العامة المقررة علي المحلات والمولات التجارية تتضمن حصرا دقيقا للمنشآت وتعظيم الاستفادة من الرسوم بعد تغطية أعمال الشركة لمختلف أحياء المدينة, لافتا إلي أن الإيرادات المالية المحصلة من رسوم النظافة العامة سيتم توجيهها لتغطية تكلفة التعاقد مع الشركة الجديدة ورفع كفاءة معدات النظافة غير الصالحة للعمل, وأكد المحافظ أنه في حالة نجاح المنظومة الجديدة للنظافة العامة بمدينة أسوان سيتم تعميمها علي باقي مدن ومراكز المحافظة تدريجيا, فضلا عن إعادة تشغيل مصنعي تدوير القمامة بمدينتي أسوان وإدفو بعد رفع كفاءة المصنعين لاستيعاب كميات القمامة والمخلفات الناتجة عن منظومة النظافة العامة.