15 يونيو 2025.. البورصة المصرية تقلص الخسائر مع نهاية التعاملات    الرقابة المالية تضاعف نسبة الأموال المخصصة لشركات التأمين إلى 10%    مدبولى: مخطط طرح أول المطارات المصرية للإدارة والتشغيل قبل نهاية العام الجاري    استمرار أعمال توريد القمح بتوريد 508 آلاف طن قمح منذ بدء موسم 2025 بالمنيا    نتنياهو: نخوض معركة وجودية مع إيران.. وطهران ستدفع ثمن قصفها لإسرائيل    «اختبار قوي لشخصية المدرب» حازم إمام يعلق على تصرف تريزيجيه أمام إنتر ميامي    محافظ الفيوم يتفقد عددا من لجان الثانوية العامة للاطمئنان على سير الامتحانات    ضبط 4 أطنان سلع مجهولة المصدر في حملة تموينية مكبرة بمركز ومدينة بسيون    مجلس النواب يُحيل 5 قوانين للبحث والتنقيب عن البترول للجان المختصة    الرئيس السيسى يصدّق على إطلاق مبادرة "مصر معاكم" للأبناء القصر للشهداء    العراق: نرفض بشدة اختراق أجوائنا فى الحرب الإيرانية الاسرائيلية ونبذل أقصى درجات ضبط النفس    وكيل الأزهر يشكل لجنة عاجلة لفحص شكاوى طلاب العلمي من امتحان الفيزياء    إحباط تهريب بضائع عبر المنافذ الجمركية    قوافل الأحوال المدنية تواصل تقديم خدماتها للمواطنين بالمحافظات    محمد فضل شاكر يشارك شيرين عبد الوهاب حفل ختام مهرجان موازين    وزير الأوقاف: الإمام الليث بن سعد قامة علمية ووطنية ملهمة    في عيد ميلاده ال33.. محمد صلاح يخلد اسمه في سجلات المجد    هذه القافلة خنجر فى قلب القضية الفلسطينية    الرئيس السيسي يؤكد لنظيره القبرصي رفض مصر توسيع دائرة الصراع بالشرق الأوسط    حزب العدل والمساواة يعقد اجتماعًا لاستطلاع الآراء بشأن الترشح الفردي لمجلس الشيوخ    تنفيذ 25 قرار إزالة لتعديات على أراض بمنشأة القناطر وكرداسة    محافظ بورسعيد يتفقد غرفة عمليات الثانوية العامة لمتابعة انتظام الامتحانات في يومها الأول    وزيرة التنمية المحلية تتفقد أعمال تنفيذ المرحلة الأولى من تطوير سوق العتبة بتكلفة 38 مليون جنيه    سعادة بين طلاب الثانوية العامة في أول أيام مارثون الامتحانات بالقليوبية    "لا للملوك": شعار الاحتجاجات الرافضة لترامب بالتزامن مع احتفال ذكرى تأسيس الجيش الأمريكي    وصول جثمان نجل الموسيقار صلاح الشرنوبي لمسجد عمر مكرم    عضو حزب المحافظين البريطاني: إسرائيل تقترب من تحقيق أهدافها    100 ألف جنيه مكافأة.. إطلاق موعد جوائز "للمبدعين الشباب" بمكتبة الإسكندرية    نظام غذائي متكامل لطلبة الثانوية العامة لتحسين التركيز.. فطار وغدا وعشاء    "برغوث بلا أنياب".. ميسي يفشل في فك عقدة الأهلي.. ما القصة؟    حسين لبيب يعود إلى نادي الزمالك لأول مرة بعد الوعكة الصحية    رئيس النواب يفتتح الجلسة العامة لمناقشة مشروع الموازنة العامة للدولة    فوز طلاب فنون جميلة حلوان بالمركز الأول في مسابقة دولية مع جامعة ممفيس الأمريكية    يسري جبر يوضح تفسير الرؤيا في تعذيب العصاة    جامعة القاهرة تنظم أول ورشة عمل لمنسقي الذكاء الاصطناعي بكلياتها أكتوبر المقبل    المؤتمر السنوي لمعهد البحوث الطبية يناقش الحد من تزايد الولادة القيصرية    لأول مرة عالميًا.. استخدام تقنية جديدة للكشف عن فقر الدم المنجلي بطب القاهرة    وائل كفوري يشعل أجواء الصيف بحفل غنائي في عمّان 15 أغسطس    تحرير 146 مخالفة للمحلات لعدم الالتزام بقرار ترشيد استهلاك الكهرباء    الأنبا إيلاريون أسقفا لإيبارشية البحيرة وتوابعها    البابا تواضروس يترأس قداس الأحد في العلمين    الأردن يعلن إعادة فتح مجاله الجوي بعد إجراء تقييم للمخاطر    9.5 مليار جنيه ل«مُربى البتلو»    «فين بن شرقي؟».. شوبير يثير الجدل بشأن غياب نجم الأهلي أمام إنتر ميامي    تداول امتحان التربية الدينية بجروبات الغش بعد توزيعه في لجان الثانوية العامة    فيلم سيكو سيكو يحقق أكثر من ربع مليون جنيه إيرادات ليلة أمس    محافظ أسيوط يفتتح وحدتي فصل مشتقات الدم والأشعة المقطعية بمستشفى الإيمان العام    توافد طلاب الدقهلية لدخول اللجان وانطلاق ماراثون الثانوية العامة.. فيديو    حظك اليوم الأحد 15 يونيو وتوقعات الأبراج    متى تبدأ السنة الهجرية؟ هذا موعد أول أيام شهر محرم 1447 هجريًا    مقتل ثلاثة على الأقل في هجمات إيرانية على إسرائيل    الغارات الإسرائيلية على طهران تستهدف مستودعا للنفط    اليوم.. الأزهر الشريف يفتح باب التقديم "لمسابقة السنة النبوية"    أصل التقويم الهجري.. لماذا بدأ من الهجرة النبوية؟    لافتة أبو تريكة تظهر في مدرجات ملعب مباراة الأهلي وإنتر ميامي (صورة)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 15-6-2025 في محافظة قنا    هاني رمزي: خبرات لاعبي الأهلي كلمة السر أمام إنتر ميامي    موعد مباراة الأهلي وإنتر ميامي والقنوات الناقلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القمامة مشكلة مزمنة تبحث عن حل [1]

تعد مشكلة انتشار القمامة بجميع أنحاء الجمهورية من الأزمات المزمنة التي باتت تؤرق شتي فئات المجتمع بعد أن فشلت جميع الوزارات التي تعاقبت علي حكم مصر علي مدار ال50 عاما الماضية في إيجاد حل جذري لها.
وعلي الرغم من أن تلك المشكلة ظلت ملفا أساسيا علي طاولة اجتماعات المسئولين طوال هذه السنوات إلا أنها لم تجد من ينهيها. وفيما تعددت الاقتراحات والحلول التي لجأ إليها المسئولون بداية من تكليف المحليات بهذا الملف, مرورا بإسناد المهمة لشركات وطنية, وصولا إلي التعاقد مع شركات نظافة أجنبية, بقيت المشكلة قائمة, وتقوم تلال القمامة المتراكمة بكل شارع وحارة بجميع مدن وقري وأحياء الجمهورية الراقية منها والفقيرة شاهدة علي فشل جميع تلك الحلول لافتقارها ل ا الآلياتب السليمة التي تقضي علي هذه المشكلة من جذورها حتي أصبحت تمثل صداعا مزمنا في رأس المواطنين والمسئولين معا. وجاء إعلان الحكومة مؤخرا عن إنشاء شركة قابضة للنظافة تتولي مسئولية جمع المخلفات بأنواعها يتم خلالها دمج جامعي ومتعهدي القمامة في االمنظومة ب دون إقصاء لأحد وإعطاء جميع العاملين في حقل جمع القمامة حقوقهم كاملة ليمثل بادرة أمل وحلم طال انتظاره ليقضي علي ا كابوسب ظل يطارد المواطنين لعقود طويلة, وينزع فتيل ا قنبلة ب موقوتة من الحشرات والآفات والميكروبات كادت تنفجر في وجه الجميع, وكارثة بيئية أوشكت أن تهدد بتفشي الأمراض والأوبئة بين المواطنين.
الأهرام المسائي تفتح ملف القمامة في محاولة للخروج بحلول جذرية لهذه الأزمة المزمنة.
أسوان.. كانت صرحا من جمال.. فهوي
مشروع النظافة خرج ولم يعد.. ومصنع التدوير فشل قبل التشغيل.. ودور المجتمع المدني مطلوب النباشون ظاهرة جديدة تفيد أصحابها وتضر البيئة.. ومطالب باستيعابهم داخل المنظومة
أسوان- عز الدين عبدالعزيز
كانت محافظة أسوان نموذجا يحتذي به في النظافة والجمال, حتي السنوات الأخيرة التي شهدت اغتيالا لسمعتها السياحية, خاصة بعد ثورة يناير2011, حيث تحولت شوارعها وتحديدا في المدينة العاصمة إلي مقالب كبيرة للمخلفات والقمامة القميئة التي تهدد بكارثة بيئية عاجلا أم آجلا.
ورغم الشكاوي والتحقيقات الصحفية التي تناولت هذه المشكلة المزمنة فإن أحدا لم يستجب لتظل المدينة عاصمة المحافظة ذات الشهرة العالمية علي حالها المتدهور الذي أصاب أهلها بالحسرة والندم علي ذكريات أيام جميلة مرت من قبل وكانت فيها أسوان هي واحدة من أجمل المدن المصرية علي الإطلاق بعد أن حصدت العديد من الجوائز والألقاب العالمية والعربية, تارة من منظمة اليونيسكو وأخري من منظمة المدن العربية.
في أسوان.. تراكمات القمامة حدث ولاحرج, فالشوارع الرئيسية لا تقل في بشاعتها عن الداخلية سواء في الأسواق أو الأحياء وعلي رأسها السوق التجارية والأحمدية ومنطقتي مجمعات المدارس بشارعي هميمي الجبلاوي والحارث, وشارعي المدارس وأبطال التحرير بخلاف أحياء السيل والعقاد وناصر, حتي حي أطلس المميز والشهير لم يخل أيضا من هذه التراكمات والقاذورات, وتبقي ظاهرة روث الحناطير في الشوارع تلقي بظلالها السوداء علي أهم شوارع مدينة أسوان وهو كورنيش النيل السياحي.. والسؤال الذي يدور في أذهان المواطنين هو ماذا يفعل مشروع النظافة الحكومي الذي حل بديلا لإحدي الشركات الخاصة التي كانت تعمل بجد وإخلاص, لدرجة أن المستشفيات الحكومية والخاصة والهيئات الحيوية مازالت تستعين بها حتي الآن بعد أن فقدت الثقة تماما في المشروع!
أطلس الراقي يتألم
يقول محمود حنفي, من سكان حي أطلس: الحي كان مثالا للنظافة والجمال ولكن وللأسف تحول إلي بؤرة قذرة لتراكمات أكوام القمامة مما دفعنا كشباب للحي أن نعتمد علي الجهود الذاتية ومبادرات المجتمع المدني ومنها مؤسسة نحمي تراثنا التي ساهمت بشكل فعال مع الوحدة المحلية في توفير صناديق القمامة ولكن بعدد غير كاف, وأضاف أن المسئولية عن النظافة هي مسئولية مشتركة بين الجميع ويحب علي المواطنين أن يكونوا أكثر وعيا بعدم إلقاء المخلفات والقمامة خارج الصناديق, وللأسف فإن معظمهم يلجأون إلي ذلك بلا مبالاة بعد أن أمنوا العقاب, وطالب بتوقيع عقوبات مغلظة علي كل من يثبت قيامه بإلقاء القمامة في الشوارع سواء من الأهالي أو التجار أصحاب المحال.
مخاطر صحية
يضيف الدكتور نادر محروس مدير مستشفي الحميات بأسوان: بعد ثورة يناير رفع الجميع شعار لا تلقي بورقة في الشارع وكانت هناك مبادرات رائعة من الشباب الذين حرصوا علي تولي جمع القمامة من الشوارع ولكن صادفتهم معوقات كبيرة منها عدم توافر وسائل نقلها إلي المدفن الصحي, وأشار إلي أن الشركة الخاصة التي كانت تتولي أعمال النظافة في مدينة أسوان كانت أكثر فعالية من المشروع التابع للوحدة المحلية الآن بعد تحوله لمشروع حكومي, خاصة بعد أن تم توفيق أوضاع العاملين فيه وتثبيتهم فتحولوا إلي مجرد موظفين.
وتناول مدير مستشفي الحميات بأسوان أخطار تراكم القمامة في الشوارع قائلا: إن استمرار هذه الحالة من الممكن أن تسبب أضرارا صحية خطيرة من انتشار الأمراض والأوبئة, والأخطر هو قيام المواطنين في بعض الأحيان بالتخلص منها بالحرق مما ينتج عنه انبعاثات حرارية وغازات خطيرة علي الصحة, وطالب بضرورة تنشيط المشروع الخاص بأعمال النظافة في ظل اهتمام المحافظ اللواء مجدي حجازي به.
السيل.. بؤرة كبري للتلوث
وفي منطقة السيل بحي شرق أكبر مناطق أسوان العشوائية لا تكاد تمر من كوم زبالة حتي تجد ما هو أفظع منه من مخلفات للقمامة والروث والحيوانات النافقة, حيث وصفه محمد عبد القادر بالمعاش بأنه أكبر بؤرة تلوث في العالم, وقال: إن القمامة تتراص علي جانبي ترعة السيل علي طول امتدادها من منطقة عزب كيما وحتي الناصرية والحكروب في مشهد من أسوأ المشاهد البيئية, وأكد عبد القادر أن أهالي شرق مدينة أسوان يعانون من الأمراض وسط حالة من تجاهل المسئولين الذين كل همهم هو تغطية المصرف دون النظر لأي اعتبارات أخري, وأشار إلي أن الأسواق والعشوائيات تعد من أكبر البؤر التي تتراكم فيها القمامة, حيث تخلو تماما من صناديق تجميع القمامة وإن وجدت فهي بأعداد غير كافية مما يضطر أصحاب المحلات والباعة الجائلين إلي إلقاء المخلفات في نهر الطريق كل يوم.
مشروع النظافة.. خرج ولم يعد
منذ سنوات وتحديدا في عام2009 بزغت فكرة تأسيس مشروع نظافة المدن في محافظة أسوان بهدف نبيل هو التصدي للبطالة وتشغيل أكبر عدد من العمالة الأسوانية, حيث تم تخصيص40 مليون جنيه لشراء المعدات اللازمة للمشروع من الهيئة العربية للتصنيع, وللحقيقة فقد بدأ المشروع بداية جيدة حتي اندلعت ثورة يناير, وشأنه شأن أي مشروع تعرض للاحتجاجات الفئوية وعدم الانضباط والإهمال فاتخذ طريقه نحو الفشل الذي برره الدكتور حسين الطحطاوي الخبير البيئي بأنه نتيجة لعدم صيانة المعدات وضعف الرقابة علي العاملين به.
وعاد الطحطاوي ليتحدث عن فكرة المشروع قائلا: إنه ومع اقتراب انتهاء عقد الشركة الخاصة بأعمال النظافة التي ضاعفت من قيمة العقد عند التجديد بدأ التفكير في إيجاد الحلول البديلة, خاصة وأن أسوان وقتها كانت نموذجا مثاليا في النظافة, وأضاف أنه وبصفته مديرا للمكتب الفني للمحافظة وقتها وافق علي الفكرة وتم التعاقد مع الهيئة العربية للتصنيع مصنع صقر لتوريد المعدات والسيارات اللازمة, حيث تم وضع خطة إستراتيجية للصيانة ولم تنفذ بعد ذلك مما أدي إلي تدهور المعدات.
مصنع التدوير انتهي قبل أن يبدأ
وعن مصنع تدوير القمامة الذي تم تدميره قبل أن يبدأ, كشف الدكتور حسين الطحطاوي الخبير البيئي أنه وفي عام2001 تم اختيار مدينة أسوان لتكون مقرا للاحتفال بيوم البيئة العالمي, وذلك بحضور عدد من الوزراء وجميع المحافظين, حيث تم افتتاح مصنع تدوير القمامة والمدفن الصحي بالشلال شرق أسوان تنفيذا للإستراتيجية القومية لتدوير المخلفات الصلبة, وللأسف تعرض المصنع للإهمال وعدم المتابعة وكانت النتيجة هي تعرض المعدات للسرقة والنهب في المنطقة الصحراوية التي يقع بها.
ظاهرة النباشين
مع انتشارهم بشكل لافت للنظر داخل جميع مدن ومراكز محافظة أسوان, بدأت الأنظار تتجه نحو النباشين وهم عدد كبير من الصبية والكبار يقومون بجمع المخلفات المفيدة من صناديق وتراكمات القمامة لإعادة فرزها من جديد ثم تسليمها لكبار التجار.. هذه الظاهرة بقدر ما تفيد وتوفر فرص عمل للعاطلين حتي لا ينجرفوا نحو التطرف والإجرام, بقدر ما تتسبب في بعثرة القمامة في الشوارع, كما أن بعض العاملين فيها من أرباب السوابق ويقومون بسرقة أغطية البالوعات الخاصة بمطابق الصرف الصحي.. هؤلاء النباشون كل أدواتهم في أسوان هي عربة كارو وجوالات كبيرة ومجموعة من الأطفال كل مهمتهم هو البحث والتنقيب عن فوارغ المشروبات الغازية والكراتين وإعادة فرزها وبيعها.
استيعابهم بالمنظومة
وعن هذه الظاهرة, يوضح الدكتور حمدي البخشوانجي أستاذ السلوك الاجتماعي بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية قائلا: ظاهرة تعبر عن المشاركة المجتمعية في أعمال النظافة ولكن بمقابل مادي يستفيدون منه, وقال في نفس الوقت لابد من مراعاتها حكوميا وتشديد الرقابة عليها, حيث تعد الشريحة العمرية التي تعمل فيها من أخطر شرائح المجتمع, وأضاف أنه بات ضروريا ضم هؤلاء النباشين إلي منظومة النظافة في المحافظة واستغلالهم في فرز المخلفات الصلبة بالمدافن الصحية ورعايتهم والتأمين عليهم.
حجازي: مستوي النظافة في تحسن
.. وإجراءات رادعة ضد المخالفين
أكد اللواء مجدي حجازي محافظ أسوان أن أعمال النظافة العامة والتجميل والتشجير تقع في أولوية العمل التنفيذي خلال الفترة الحالية, خاصة في الشوارع الداخلية للمدن الرئيسية ومنها أسوان, وذلك لإعادة اللمسة الجمالية أمام السائحين والزائرين وكبار الضيوف, بجانب تحسين مستوي البيئة المحيطة بالمواطنين, ووجه حجازي رئيس الوحدة المحلية لمدينة ومركز أسوان إلي تنفيذ أسلوب جديد في منظومة النظافة والتجميل يتضمن التركيز علي منطقة أو ميدان أو شوارع محددة تخدم أكبر شريحة من المواطنين, وذلك من خلال تكثيف النظافة والتجميل والتشجير علي أن يتم الانتقال فيما بعد إلي موقع آخر والاستمرار في الصيانة والمتابعة بعد الانتهاء من التطوير.. وشدد المحافظ علي اتخاذ الإجراءات الرادعة ضد أصحاب المحلات التي تقوم بإلقاء القمامة والمخلفات في نهر الشارع مع تحرير محاضر مخالفة لتصل الإجراءات إلي الإغلاق ووقف التراخيص, ووجه المحافظ الدعوة إلي جميع قوي المجتمع من الجمعيات الأهلية والشباب والمرأة وكذا المؤسسات الحكومية لإطلاق مبادرات مخططة بالتنسيق مع المحافظة للقيام بالمشاركة المجتمعية الجادة لاستكمال تنفيذ خطة المحافظة في أعمال النظافة العامة والتجميل مما يسهم في تغطية المنظومة في جميع الأحياء والمناطق السكنية علي مستوي المحافظة.
حسن: دخلي من النبش150 جنيها يوميا
اقتربت عدسة الأهرام المسائي من تصويرهم فرفضوا بشدة خوفا من تعرضهم للمسئولية ولكن تحدث بعض منهم, حيث قال محمد حلمي: عمري13 عاما ورسبت في التعليم ولم أجد عملا سوي عملي كنباش في القمامة مع إخوتي.. وعن هذه الظاهرة قال: نحن نحافظ علي القمامة ولا نقوم ببعثرتها والذين يقومون بذلك هم من يفتشون عن الخبز وبقايا الأطعمة, وتدخل شقيقه حسن12 عاما ليقول: إن النباشين يقومون بتجميع المخلفات وفرزها مرة أخري في أحواش كبيرة حيث يتسلمها منهم تجار كبار بسعر8 جنيهات لكيلو الكراتين الورقية, و15 جنيها لفوارغ المشروبات الغازية كانز وزجاج, وعن ربحه اليومي فقال نكسب في اليوم ما بين100 إلي150 جنيها ونعمل من الفجر وحتي منتصف الليل كل يوم.
روشتة علاج
وضع الخبير البيئي الدكتور حسين الطحطاوي روشتة علاج أزمة القمامة في أسوان محددا عدة نقاط.. الأولي: الإدارة السليمة لمشروع النظافة الذي يتبع للمحافظة, والثانية: الاهتمام بالعنصر البشري عامل النظافة ورفع مستواه الاجتماعي والمادي, والثالثة: ضرورة استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة لاستغلال المخلفات في إنتاج الطاقة الكهربائية والأسمدة العضوية مثلما هو الحال في القطامية ومدينة15 مايو, مشيرا إلي أن كمية القمامة والمخلفات اليومية للمحافظة تصل إلي نحو600 طن يوميا منها250 طنا في مدينة أسوان فقط, ومن هذا المنطلق لابد من استثمارها تكنولوجيا في مجالات توليد الطاقة الكهربائية وإنتاج الأسمدة العضوية, وأشار إلي أن فكرة استغلال القمامة في توليد الطاقة الكهربائية قد تم عرضها من خلال شركة هولندية في عام2010 وواجهت عقبات كبيرة وآن الأوان لتنفيذها في عهد الرئيس السيسي الذي يشدد علي تذليل كافة العقبات أمام الاستثمار, خاصة أن هذه التجربة مطبقة في معظم الدول الأوروبية.. والرابعة: توفير الإمكانات التي تحتاجها أعمال الصيانة الدورية لمعدات النظافة والسيارات.
لفتة رائعة
أثناء سير اللواء مجدي حجازي محافظ أسوان بشوارع المدينة توقف بشكل مفاجئ أمام مجموعة من العمال التابعين لمشروع النظافة بعد أن لاحظ أداءهم في العمل بكل إخلاص وكفاءة, حيث منحهم مكافآت مالية وطالبهم ببذل المزيد من الجهد, وشدد محافظ أسوان علي ضرورة رفع المخلفات يوميا من الصناديق والحاويات, بالإضافة إلي الحرص علي كنس الشوارع وغسيل الأرصفة والنافورات بشكل مستمر, مؤكدا أن منظومة النظافة شهدت تحسنا ملموسا وتحتاج إلي مضاعفة الجهود للوصول إلي الأفضل, وطالب المحافظ بتوعية المواطنين بالالتزام بإلقاء القمامة داخل الصناديق والحاويات المخصصة لتجميع المخلفات, كما وجه إلي القضاء علي ظاهرة المواقف العشوائية لعربات الحنطور أمام المراسي السياحية بكورنيش النيل وإلزام أصحاب هذه العربات بالموقف المحدد لهم بجوار حديقة الورد مع التزامهم بتطبيق الإجراءات اللازمة للحفاظ علي البيئة من التلوث.
رئيس المدينة: الأزمة قائمة ونواجهها بقوة
.. وإصلاح70% من معدات النظافة
لم يخف محمود عليان رئيس الوحدة المحلية لمدينة ومركز أسوان حقيقة أزمة القمامة في أسوان وواجهها بكل شجاعة قائلا: نعم هناك أزمة نقاومها ونتصدي لها بكل قوة من خلال مشروع نظافة المدن الذي يبذل عماله مجهودا كبيرا ليل نهار, وأضاف أنه تسلم مهمته منذ شهور وهناك خطة لتنفيذ توجيهات اللواء مجدي حجازي محافظ أسوان بتقسيم المدينة إلي مربعات ومناطق لرفع جميع المخلفات اليومية وكل ما نحتاجه هو مد يد العون من منظمات المجتمع المدني وجمعيات تنمية المجتمع من خلال توعية المواطنين والتجار بالالتزام بدفع رسوم النظافة الشهرية التي تعد هي المورد الوحيد لرواتب العمال وصيانة المعدات, وقال إنه وخلال فترة وجيزة تم إصلاح أعطال70% من المعدات وأصبح المواطن يشعر بتحسن ملحوظ في أعمال النظاقة خاصة ونحن مقبلون علي موسم سياحي جديد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.