خرجت المنطقة الصناعية بطريق وادي العلاقي بأسوان إلي النور في عام1994 بموجب قرار رئيس الوزراء رقم1409, و علي مساحة222 فدانا, حيث كان المستهدف خلق نشاط صناعي تنموي في المحافظة الزاخرة بثرواتها التعدينية والمحجرية. 80وظلت هذه المنطقة شبه مهجورة علي الرغم من تخصيص منطقتين داخلها, الأولي لمجمع صناعي يتبع جهاز التنمية الصناعية, والثانية تختص بالورش الحرفية, حتي تولي اللواء سمير يوسف محافظ أسوان الأسبق منصبه وقام بنقل جميع هذه الورش من قلب المدينة في إطار خطته بتطوير عاصمة المحافظة, مما حرك الماء الراكد بالمنطقة لتبدأ المشروعات الصغيرة والمتوسطة في غزوها من خلال عدد من رجال الأعمال والمستثمرين والشباب الذين تعرضوا في البداية إلي عراقيل روتينية سرعان ما تم مواجهتها. ويتساءل لسان حال الأهالي أنه بالرغم من اتساع مساحة الأراضي التي تحيط بها الجبال والأخوار, إلا أن الاستثمار المنشود وحتي هذه اللحظة لم يؤت ثماره بعد, فالخامات المحجرية تخرج من أسوان إلي منطقة شق الثعبان ليتم تصدير جزء منها إلي الخارج والبعض يعود إلي الأسواق المحلية, الأمر الذي يتطلب ضرورة تشغيل منفذ برنيس البحري علي البحر الأحمر لعله يكون عاملا مهما لجذب الاستثمار الصناعي والتجاري للمحافظة. صغيرة ومتوسطة في البداية يتحدث سطوحي مصطفي قائلا إن فكرة المنطقة الصناعية في أسوان تقوم علي الاستثمار في مشروعات صغيرة ومتوسطة, حيث نجحت الفكرة في توفير المكان المناسب لمثل هذه المشروعات التي تعمل علي توفير فرص العمل للشباب, ويضيف بأن هناك مشروعات ناجحة في عدد من المجالات منها تقطيع وصقل الرخام والجرانيت وصناعة بعض المواد الغذائية وتشفية وتعبئة أسماك بحيرة ناصر ومراكز صيانة السيارات الحديثة, وأشار إلي أن جمعية المستثمرين لا تتواني علي الإطلاق في تقديم كافة أوجه الدعم الفني والمالي للمشروعات الجادة, كما تساهم مساهمة فعالة في السعي نحو حل مشاكل أصحاب المشروعات والورش وتذليل العقبات أمامهم. عاصمة الاقتصاد الإفريقي ويتدخل المهندس أدهم دهب قائلا: إن طموح الاستثمار الفعلي داخل محافظة بثقل أسوان يجب أن يكون أكبر بكثير من مجرد ورشة صناعية حرفية وهو الذي لن يتحقق إلا من خلال الترويج الحقيقي لكنوز أسوان التي لم تستغل بعد وكذا تسهيل إجراءات الاستثمار وتخصيص الأراضي, بالإضافة إلي ضرورة السعي نحو إنشاء مجمعات صناعية تكميلية لثروات أسوان, وإيجاد منفذ بحري لتصدير المنتجات إلي الخارج, وقال مثلا هناك خامات أسوانية رئيسية ومهمة من مدخلات الصناعة كالطفلة و التلك وتستخرج هذه الخامات من أسوان ويتم نقلها إلي المصانع العملاقة بالوجه البحري, فلماذا لا تقام مثل هذه المصانع بالمنطقة الصناعية بأسوان. ويتناول حمادة مولي من أبناء أسوان أهم المشكلات التي تواجه المستثمرين والعاملين بالمنطقة وهي مشكلة سوء حالة شبكة الصرف الصحي التي تغرق بعض الورش والانقطاع المستمر لمياه الشرب, ويقول إن مستقبل المنطقة الصناعية بأسوان سيكون رائعا في ظل قرار الرئيس السيسي بتحويل أسوان إلي عاصمة للثقافة والاقتصاد الإفريقي, وهو ما يجب أن يضعه المسئولون في عين الاعتبار من خلال جذب المزيد من الاستثمارات العملاقة التي تتيح تصدير المنتجات إلي السوق الإفريقية عبر المنافذ البرية الجديدة آرقين وقسطل وأدندان. 80 مشروعا جديدا من جانبه, كشف العميد أحمد عز مدير عام المنطقة الصناعية بأسوان عن الانتهاء من إعداد تقرير شامل عن المشروعات الاستثمارية التي تم تحويلها إلي الهيئة العامة للتنمية الصناعية وعددها80 مشروعا, وذلك للوقوف علي آخر الإجراءات التي تمت بشأنها, تمهيدا لبدء تشغيلها ودخولها حيز التنفيذ داخل المنطقة لتضاف إلي115 مشروع اقائما حاليا, مما سيساهم في توفير فرص عمل للشباب, خاصة بعد انتهاء مركز المعلومات الجغرافية بالمحافظة(GIS) من رفع المساحات المتبقية وتحديث خريطة المنطقة الصناعية بواسطة الرفع المساحي بالمحافظة.. وأكد مدير المنطقة أن مشكلة الصرف الصحي جار حلها بعد10 سنوات من المعاناة, وذلك بالتعاون مع مستثمري المنطقة من خلال تنفيذ أعمال الإصلاح والصيانة وتركيب وصلة جديدة لخط الانحدار الرئيسي, بالإضافة إلي إنشاء3 بوابات وأسوار من أجل إحكام السيطرة علي مداخل ومخارج المنطقة الصناعية ومنع كافة أشكال جرائم السرقات, وأشار عز إلي أنه تمت مخاطبة هيئة التنمية الصناعية لاستكمال ترفيق المنطقة ورصف الطرق وحل مشكلة عدم انتظام التيار الكهربائي بدعمها بمحولات وخطوط جديدة.