الديوك والمطارق الحديدية.. وجها لوجه

نهائي مبكر للمونديال بين فرنسا وبلجيكا في بطرسبرج

تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة في كل أنحاء العالم في الثامنة مساء اليوم, إلي ملعب كريستوفسكي في مدينة سان بطرسبرج; لمتابعة النهائي المبكر في الدور قبل النهائي من بطولة كأس العالم, بين بلجيكا وفرنسا..
ويتوقع الكثير أن يقدم منتخبا بلجيكا وفرنسا مباراة قوية, في نصف نهائي مثير بين الفرنسيين الطامعين في تخطي العقبة الصعبة للاقتراب من إضافة اللقب المونديالي الثاني ليحقق أنطوان جريزمان وكيليان مبابي الإنجاز ذاته الذي كان من نصيب أسلافهما مثل زين الدين زيدان وتييري هنري وإيمانويل بيتي وليليان تورام وجوركاييف في باريس عام1998, والبلجيكيين الباحثين عن تحقيق أعظم إنجاز في تاريخهم الكروي استغلالا للمجموعة الذهبية التي يضمها حاليا الفريق الملقب بالمطارق الحديدية وعلي رأسهم أدين هازارد والخطير لوكاكو, ويعلق عشاق الكرة في تلك الدولة الآمال علي الكتيبة الحالية لتعويض عدم توفيق جيلين ذهبيين سابقينفي مونديالين استقبلتهما أمريكا الشمالية وتحديدا عام1986 في المكسيك و1994 في الولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن يدخل المنتخب الفرنسي المباراة بتشكيل مكون من هوجو لوريس, وأمامه كل من صامويل أومتيتي, ولوكاس هيرنانديز, ورافائيل فاران, بنجامين بافارد, وبول بوجبا, ونجولو كانتي, وبليز ماتويدي, وكيليان مبابي, وأنطوان جريزمان, وأوليفيه جيرو
في المقابل من المتوقع أن يخوض منتخب بلجيكا المباراة, بوجود كل من تيبو كورتوا, وكومباني, وفيرتونخين, وألديرفايلد, وبوياتا, واكسيل فيتسيل, وكيفن دي بروين, مروان فيلايني, وإيدن هازارد, وروميلو لوكاكو, وناصر الشاذلي.
وبدأ الفريقان البطولة بشكل بطيء, لكنهما وصلا علي ما يبدو إلي قمة أدائهما, في الوقت المناسب ويتمثل السلاح الناجح للفريقين في سرعة التحول للهجوم, وامتلاكهما للاعبين يتمتعون بمواهب رائعة, مساحات خلف المدافعين, يمكن أن يستغلها المنافس في الهجمات المرتدة.
وسيلجأ الفريقان للتمرير وجس النبض, وانتظار اللمسات السحرية, لفتح ثغرات في الدفاع.
ويتوقع أن تشهد وسط الملعب الكثير من الصراعات أيضا; حيث سيجد بول بوجبا, لاعب مانشستر يونايتد, نفسه في مواجهة زميله مروان فيلايني.
وتعززت قوة بلجيكا عقب الفوز علي البرازيل, في دور الثمانية, بينما ستستعيد فرنسا جهود بليز ماتويدي, العائد من الإيقاف, خلال مباراة الثلاثاء علي ملعب سان بطرسبرج.
وهذا يعني أن كورينتين توليسو سيفقد موقعه, ليكون بذلك التغيير الوحيد فيما يبدو علي تشكيلة فرنسا, التي انتصرت2-0 علي أوروجواي في دور الثمانية, الجمعة الماضي.
وأمام اليابان, تعرضت بلجيكا لضغط وحصار شديدين من المنافس, وواجهت خطر الخروج.
لكنها انتفضت لتصبح أول فريق, يتعافي من تأخره بفارق هدفين, ليفوز بمباراة في أدوار خروج المغلوب, منذ انتصار ألمانيا الغربية3-2 علي إنجلترا, بعد وقت إضافي, عام.1970
وشكلت تلك النهاية الرائعة, بتسجيل ثلاثة أهداف قرب النهاية, لتعويض التأخر بهدفين أمام اليابان, تحذيرا شديدا للمنافسين, من القوة الهائلة لفريق المدرب روبرتو مارتينيز.
ديشان: المنافس مختلف
أكد ديديه ديشان المدير الفني للمنتخب الفرنسي صعوبة مواجهة بلجيكا المقرر إقامتها بملعب كريستوفيسكي في إطار لقاءات دور الأربعة.
وأوضح ديشان في المؤتمر الصحفي الخاصبالمباراة والذي أقيم أمس أن مباراة أوروجواي مثيرة للغاية في ظل المستوي الجيد الذي قدمه خلال منافسات مونديال روسيا الجاري, ونجاحه في الفوز بكل المباريات التي خاضها في البطولة منذ دور المجموعات مرورا بدور ال16 وأخيرا الفوز علي المنتخب البرازيلي القوي في دور ال.8
وأشار مدرب فرنسا إلي أن منتخب بلاده درس بلجيكا جيدا خلال اليومين الماضيين,والوقوف علي عوامل القوة والضعف فيه, مؤكدا جاهزية الديوك الكاملة للفوز بالمباراة رغم قوة المنتخب المنافس والقدرات البدنية الهائلة والإمكانات البدنية والفنية الهائلة التي يمتلكها.
وأضاف أن بلجيكا فريق متنوع, يضم مجموعة من اللاعبين أصحاب المهارات الفنية بجانب توافر عنصر السرعة وعامل التكتيك لديهم, مشيرا إليأن علي فريقه التركيز في الدفاع, لأن لدي المنافس قدرة كبيرة علي التحول من الدفاع للهجوم بسرعة كبيرة.
واختتم تصريحاته قائلا: إن منتخب بلاده سيقاتل خلال مباراة اليوم من أجل تحقيق حلم الفرنسيين بالتأهل إلي المباراة النهائية والحصول علي لقب البطولة.
مارتينيز: أهم مواجهة في حياتي
يري روبيرتو مارتينيز المدير الفني لمنتخب بلجيكا, أن مواجهة فرنسااليوم بملعب كريستوفسكي في إطار لقاءات دور ال4من منافسات كأس العالم المقام بروسيا تعد الأهم بالنسبة لفريقه كونها فارقة في حياة هذا الجيل من اللاعبين.
وأوضح مارتيتيز, خلال المؤتمر الصحفي التحضيري للمباراة, أن فرنسا قوية للغاية, وتضم العديد من أبرز اللاعبين في العالم وهو ما ظهر بوضوح خلال مشوارها الحالي بمنافسات كأس العالم.
وأشاد مارتينيز بالمستوي الفني والبدني الذي يقدمه اللاعب الشاب مبابي الجناح الهجومي لفرنسا, مؤكدا أنه لاعب من طراز فريد, لكنه أكد ثقته الكاملة في قدرات الخط الدفاعي علي غلق كل المساحات أمامه والسيطرة الكاملة عليه.
وأضاف مارتينيز أنه يثق تماما في قدرات لاعبيه والفوز بالمباراة رغم صعوبتها الشديدة كونها تقام أمام أحد أقوي المنتخبات علي مستوي العالم في الوقت الحالي.
وعود دي بروين
وعد كيفين دي بروين نجم وسط المنتخب البلجيكي جماهيره بتقديم ملحمة كروية لا تقل قوة عن لقاء البرازيل الأخير من أجل العبور إلي النهائي, مشيرا إلي أن الروح المعنوية لدي جميع اللاعبين في أفضل حال حاليا.
التاريخ في صف الأحمر
خلال73 مباراة بين الفريقين فازت بلجيكا30 مرة مقابل24 مرة لفرنسا وتعادلا19 مرة.
وفي حال بلوغ بلجيكا نهائي كأس العالم لأول مرة يجب عليها أولا الفوز علي فرنسا لأول مرة في البطولة أيضا.
وخرجت فرنسا من دور الثمانية دون خسائر, بينما عانت بلجيكا بعض الشيء.
وسيغيب المدافع توماس مونييه عن المباراة بعد حصوله علي الإنذار الثاني في البطولة أمام البرازيل, بينما من المرجح أن يدفع مارتينيز بيانيك كاراسكو بدلا منه.
تشكيلة بلجيكية في مدرسة فرنسية
من المفارقات التي تشهدها مباراة الليلة وجود عدد كبير من لاعبي المنتخب البلجيكي محترفين سابقين في الدوري الفرنسي خلال الماضي.
ويتمتع المنتخب البلجيكي بأفضلية درايته الواسعة للمنافس, إذ سبق للنجم البلجيكي إيدين هازارد, لاعب تشيلسي الإنجليزي, اللعب لفريق ليل الفرنسي, كما لعب يانيك كاراسكو وثورجان هازارد وميشي باتشواي في الدوري الفرنسي في فترات سابقة.
ويلعب المدافع توماس مونييه ولاعب خط الوسط يوري تيليمانس, حاليا في فرنسا لفريقي باريس سان جيرمان وموناكو, علي الترتيب.
ورغم حساسية المواجهة أمام الأصدقاء, لا بد أن معرفة مونييه بعدد من عناصر المنتخب الفرنسي, ستفيد منتخب بلاده وتعزز آماله في الوصول إلي نهائي كأس العالم للمرة الأولي.
كذلك لا شك في أن الإسباني روبرتو مارتينيز المدير الفني للمنتخب البلجيكي, سيحاول الاستفادة من مساعده تييري هنري, نجم المنتخب الفرنسي السابق.