جددت القوي الشعبية والوطنية ببورسعيد رفضها القاطع للدعوات الرسمية المطالبة بإعادة تمثال الفرنسي فرديناند ديليسبس إلي قاعدته الخالية بالمدخل الشمالي لقناة السويس ببورسعيد لتنشيط السياحة, عقب إزاحة ثوار بورسعيد له, انتقاما لفظائع انجلترا وفرنسا بالمدينة بعد احتلالهما لها في حرب1956. وطالب الرافضون بإعادة التمثال لأي منطقة أخري غير القاعدة, ورشحوا حديقة المتحف القومي أو حديقة التاريخ.. كموقع جديد في حال اعادته باعتباره عاملا من عوامل الجذب السياحي. وقد تصدر ائتلاف مثقفي بورسعيد قائمة المعارضين لعودة التمثال إلي موقعه, ورفضوا كل ما تردد بشأن استعداد الحكومة الفرنسية وبعض الجمعيات الأهلية في باريس, لتمويل مشروع إعادة التمثال, ودعم المحافظة ماليا, مشيرين لإسقاطه في لحظة تاريخية جاءت تعبيرا عن إرادة شعبية جماعية عقب انتصار1956, ولابد من احترام تلك الإرادة. ** وكانت الشوارع الرئيسية ببورسعيد قد شهدت مؤخرا رفع بعض مواطني المدينة لعدة لافتات تطالب بإعادة تمثال ديليسبس لموقعه دعما للسياحة بالمدينة, واعترافا بفضله في مشروع حفر قناة السويس والتي أصبحت أحد أهم مصادر الدخل المصري منذ أكثر من100 عام.. وفي مواجهة تلك اللافتات.. قال الأديب والناشط السياسي البورسعيدي قاسم عليوة إن المؤسف في تلك اللافتات المنسوبة إلي ما يسمي باللجنة الشعبية بشارع محمد علي( الشهداء) أنها مرفوعة في البقعة التي استشهد فيها أبناء المدينة الذين شاركوا في مظاهرات ثورة1919, وفي نفس الشارع الذي استشهد فيه العشرات برصاص الانجليز و الفرنسيين عند احتلالهم للمدينة في حرب..1956 وهي ايضا نفس المنطقة التي قذفت فيها الزجاجات علي شباب وثوار25 يناير مصحوبة بالسباب والشتائم لمن تجرأ علي طلب الإطاحة بالرئيس السابق. ونسي المطالبون بعودة ديليسبس أنه كان وراء قتل120 ألف مصري ممن شاركوا في الحفر.. وأن خيانته لعرابي كانت البداية لاحتلال مصر لأكثر من70 عاما. وأضافت مني الشماع المعدة بتليفزيون القناة أن حجة تنشيط السياحة بتمثال ديليسبس.. حجة واهية وكاذبة, والأولي بنا الحفاظ علي هويتنا وتراثنا المعماري البورسعيدي, وازالة كل ما هو غير نظيف وعشوائي من مدينتنا, والارتقاء بمستوي المراقبين, وأخلاقهم.. ومن هنا سيأتي الينا سائحو العالم بأسره.. والذين لا ينتظرون وضع تمثال علي قاعدة, لزيارة مدن العالم المختلفة شرقا وغربا.