في الوقت الذي يطالب فيه أهالي مدينة أسوان بعودة الانضباط للشارع الأسواني ورفع الإشغالات التي باتت تمثل مشهدا غاية في السوء لمحافظة تتأهب للاستعداد لموسم سياحي تشير مؤشراته إلي أنه سيكون قويا جدا وغير مسبوق, يدرس المحافظ مجدي حجازي استثمار مواقع الانتظار وفراغات كورنيش النيل من أجل تنفيذ مشروع العربات الحضارية التي تقدم المأكولات الخفيفة والمشروبات للمواطنين, بشرط أن تكون بنموذج وشكل جمالي موحد. وبينما لاقت فكرة المحافظ تباينا في الآراء مابين رفض البعض للفكرة وقبولها من الشباب المتعطش للعمل, يري أبناء أسوان الرافضون أن هذه الفكرة ستخلق مجتمعا عشوائيا يزيد من أوجاع المدينة التي تعاني سوء النظافة والتعديات وغزو التكاتك غير المقننة, خاصة في ظل غياب الأجهزة عن الشارع الأسواني الذي يئن ويتوجع من الفوضي, حيث قال وائل فاروق صاوي يعمل بالسياحة إنه بمجرد البدء في تنفيذ الفكرة سيتحول الكورنيش وهو الشارع الرئيسي والوحيد في أسوان الذي ينال بعض الاهتمام إلي فوضي عارمة تضر بالمواطنين والزائرين من السائحين الأجانب والعرب, مشيرا إلي أن عنوان المدينة السياحية الآن هو الإهمال والعشوائية والتعديات التي انتشرت بشكل غير حضاري في الأسواق وتحديدا السوق السياحية وبهذه الفكرة سيتحول الكورنيش إلي سوق عشوائية تبيع الخضروات والفواكه. وطالب أشرف مختار عضو غرفة السياحة بأسوان بالعدول عن هذه الفكرة التي لن تستطيع الأجهزة المحلية مواجهتها علي الإطلاق خشية الصدام مع المواطنين, لافتا إلي ظاهرة التوك توك الذي يغزو جميع الشوارع الرئيسية بما فيها ميدان المحطة والكورنيش وطريق السادات, وهي المأساة التي عجز رجال المرور عن التصدي لها بحجة أكل العيش. وأشار خلف الله أحمد خلف الله أحد الأهالي إلي أن أزمة أسوان تتمثل في غياب الرقابة علي الشارع ومع هذا يدرس المحافظ وهو يعلم تماما آلام المدينة تنفيذ هذه الفكرة التي إذا ما أخذت الضوء الأخضر فلن يكبح جماحها أحد لتجد بين كل عربة وعربة أخري شبرا واحدا مثلما هو حال عربات الفطير التي تحتل أرصفة الشوارع في كل مكان مما سيشكل خطورة أمنية وبيئية علي أهل أسوان, وحذر خلف من خطورة مثل هذه المشروعات علي كورنيش النيل الذي يعد خطا أحمر للأسوانيين. وعلي الجانب الآخر قال مؤمن حسن من شباب أسوان إن فكرة عربات المأكولات الخفيفة والمشروبات فكرة جيدة ستعود بالنفع علي الشباب المتعطل الذي لا يجد عملا, بشرط أن تكون بضوابط واشتراطات قانونية وصحية تختلف تماما عن ما تم تنفيذه في مشروع البطاطس والزلابية الحالي, موضحا أن تنفيذ مشروع المأكولات الخفيفة المزمع دراسته سيحد كثيرا من ملاحقات شرطة المرافق والأحياء, مشيرا إلي أن الشباب يبحث عن عمل بعد أن أغلقت الحكومة أبواب التوظيف إلا فيما ندر وعلي الدولة أن تيسر له إجراءات العمل الخاص. وكانت فكرة مشروع عربات المأكولات الخفيفة كشف عنها اللواء مجدي حجازي محافظ أسوان أثناء تفقده أعمال المرحلة الأولي لتطوير وتجميل كورنيش النيل, وهي المرحلة التي تتحملها شركة مصانع كيما للأسمدة بتكلفة مليون و100 ألف جنيه بطول350 مترا تبدأ من نادي كيما بميدان المدخل الشمالي وحتي المسرح الصيفي, موضحا أن هذه المرحلة ستشمل تغيير الأرضيات والبلدورات وإقامة برجولات ومقاعد للمرتادين, بجانب أعمال التجميل والتشجير والإنارة والدهانات. ووجه المحافظ بسرعة تنفيذ هذه المرحلة بحد أقصي نهاية شهر يوليو المقبل لتكون نموذجا استرشاديا لوضع التصور العام لتنفيذ مشروع تطوير كورنيش النيل في جميع القطاعات بإجمالي أطوال3900 متر حتي حديقة فريال التاريخية, ضمن إعداد وتجهيز مدينة أسوان للموسم السياحي المقبل, مشيدا بالمشاركة المجتمعية الجادة من الشركات والبنوك والمحلات التجارية الكبري وغيرها من الجهات المساهمة في مشروع تطوير الكورنيش, حيث وعلي حد قوله ستقوم كل جهة بتمويل وتنفيذ القطاع المخصص لها, علي أن تقوم المحافظة ومديرية الإسكان بالإشراف الفني, وذلك بالتنسيق مع مركز الدراسات والاستشارات الهندسية التابع لكلية الهندسة بجامعة أسوان, كما وجه حجازي بضرورة إدخال الجزيرة الوسطي للكورنيش ضمن أعمال رفع الكفاءة من بلدورات وأرضيات وتشجير وإنارة, وهو الذي يتوازي مع مراجعة رفع كفاءة الأسوار ومطابق الصرف الصحي وكل ما يتعلق بها من شبكات, بحيث تقوم الوحدة المحلية لمركز ومدينة أسوان بإجراء أعمال النظافة الشاملة ورفع الأتربة والرمال بهدف إضفاء الشكل الجمالي المطلوب لكورنيش النيل.