أصبحت الحرب التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة معلنة مع بدء تطبيق رسوم جمركية إضافية علي عشرات المنتجات الأمريكية, مثل الجينز والدراجات النارية, وذلك وسط مخاوف من خروجها عن السيطرة, خاصة مع دخول الصين علي خط هذه الحرب. الرسوم الجديدة هي رد الأوروبيين علي فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوما جمركية تبلغ نسبتها25% علي الفولاذ و10 بالمئة علي الألمونيوم علي وارداتها من معظم دول العالم بما في ذلك علي حلفائها. وقالت المفوضة الأوروبية للتجارة سيسيليا مالمستروم خلال الأسبوع الجاري إن القرار الأحادي وغير المبرر للولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية لا يترك لنا أي خيار آخر. وأضافت أنه لا يمكن انتهاك قواعد التجارة العالمية دون رد فعل من جانبنا, موضحة أنه إذا ألغت الولاياتالمتحدة رسومها الجمركية, فسيتم أيضا إلغاء الإجراءات الأوروبية. وقبل الاتحاد الأوروبي, فرضت المكسيك التي شملتها الإجراءات الأمريكية أيضا, رسوما ردا علي واشنطن بينما تنوي كندا أن تحذو حذوها في بداية يوليو المقبل. من جهة أخري, يبدو الأوروبيون عالقين بين الصينوالولاياتالمتحدة اللتين تزايدان في الإجراءات الحمائية والتهديدات بالرد. وقال الخبير جون فيرجوسن من ايكونوميست انتليجنس يونيت إن ترامب فتح جبهتين لحربين تجاريتين, والجبهتان يمكن أن تشهدا تصعيدا قد يخرج عن كل سيطرة. واضطرت ألمانيا الدولة المصدرة الكبري, إلي التوقف عن إعلان تقديراتها للنمو بسبب تراجع قطاع الأعمال في العالم, بينما لم تطل الإجراءات الأمريكية صادراتها إلا بشكل طفيف. ويمكن أن تسير الأمور في اتجاه مختلف تماما إذا نفذ دونالد ترامب تهديدا آخر هو فرض رسوم علي السيارات الأجنبية المستوردة إلي الولاياتالمتحدة, مما سيلحق ضررا بالشركات اليابانية والألمانية. وقال روبرت بيركفيست الخبير الاقتصادي في مصرف إس أي بي السويدي في مقابلة مع وكالة فرانس برس لدينا هنا حرب تجارية, حرب تجارية تتكثف. وأكد رئيس المفوضية الأوروبية, جان كلود يونكر أن الأوروبيين يريدون أن يكون ردهم واضحا في مواجهة القرار الأمريكي الذي يتحدي كل منطق.