أثبتت الفنانة نجلاء بدر وجودها في الدراما التليفزيونية خلال السنوات الأخيرة, لتتنقل من دور لآخر ومن شخصية لأخري بأسلوب بسيط حاز علي إعجاب الجمهور والنقاد, وتقدم نجلاء خلال رمضان الحالي, مسلسلين هما أمر واقع الذي تجسد فيه دور زوجة ضابط شرطة ويبرز دورها مدي المعاناة التي تتعرض لها زوجة ضابط الشرطة بسبب ظروف عمله الصعبة, كما تقدم شخصية شريرة في مسلسل لدينا أقوال أخري مع الفنانة يسرا.. وقالت نجلاء في حوارها لالأهرام المسائي إن دور داليا في أمر واقع استلزم منها مجهودا كبيرا بسبب كم مشاعر الحزن والمعاناة التي تقدمها وظهر هذا جليا في مشهد وفاة ابنها, كما تحدثت عن تحضيرها للدور, وأسباب تقديمها عملين في رمضان, وكذلك ظهورها بدون ماكياج: كيف كان تحضيرك لشخصية داليا في مسلسل أمر واقع؟ حرصت علي أن أعقد جلسات عمل مع المؤلف د.محمد رفعت لأنه عندما عرض المسلسل علي لم يكن السيناريو كاملا, ولهذا كان من الضروري الجلوس معه نظرا لأنه يملك كل خطوط الشخصية, وقد أفادني كثيرا في تفاصيل علاقة داليا بزوجها حمزة الذي يجسد شخصيته الفنان كريم فهمي, ولكن كان أهم سبب وراء موافقتي علي الدور هو أنه يظهر معاناة زوجات ضباط الشرطة ومشاكلهن, حيث من الممكن أن يذهب في مأموريات سرية لعدة أيام ويغلق هاتفه فجأة, ثم تعلم بخبر وفاته من الصحف, وكذلك الحياة الاجتماعية التي لا يعلمها البعض. هل حرصت خلال أحداث المسلسل علي التركيز علي هذه النقطة؟ بالفعل فقد استعرض المسلسل تفاصيل حياة ضابط الشرطة, وأري أن زوجات أصحاب المهام الصعبة مثل الشرطة يعانين في حياتهن الشخصية, كما أن داليا لديها العديد من الأحاسيس المركبة فكما رأينا في المسلسل أنها كانت بحاجة إلي زوجها ولم تجده بجانبها, وظهر ذلك بوضوح في واقعة وفاة ابنها الرضيع حيث كان مريضا وحاولت الاتصال به عدة مرات بينما هاتفه مغلق لتذهب في النهاية بمفردها للمستشفي ويتوفي الطفل, بينما الزوج في عالم آخر نظرا لطبيعة عمله, كما يستعرض المسلسل أيضا جانبا آخر وهي حياة ضابط الشرطة العملية وحياته مع أصدقائه, إضافة إلي تأثير مواقع التواصل الاجتماعي علي حياتنا والإعلام والصحافة والقنوات المزيفة. لمسنا مدي حزنك خلال أدائك لمشهد وفاة ابنك هل كان أصعب المشاهد في العمل؟ بالتأكيد وفاة الابن كانت من أصعب المشاهد, وليس سهلا أن تفقد الأم ابنها أو أن يمرض ولا تعرف كيف تنجده وعندما تبحث عن زوجها لا تجده بسبب سرية عمله, وقد حرصت علي أن أبرز هذا المشهد شديد الإنسانية, وبالفعل كنت أبكي فيه من قلبي لتأثري كما أنه كانت هناك صعاب إنسانية أخري مثل انشغال الزوج عن زوجته مثلما حدث معي, واهتمامه بأخري وكلها نقاط صعبة. هل صادفت زوجات ضباط شرطة للتحضير للشخصية؟ لقد كنت مخطوبة في يوم من الأيام لضابط شرطة في مكافحة الإرهاب, وكنت أظل ثلاثة أيام لا أعلم عنه شيئا, وكنت أفكر هل هو بالفعل في عمل أو يقضي وقته مع أخري, وبالتالي مما لا شك فيه أن حياة ضباط الشرطة صعبة خاصة الشخصية وتحمل العديد من الاضطرابات, ومن هنا كان اختياري لشخصية داليا, خاصة أنه كان معروضا علي ثلاث شخصيات نسائية في العمل, ولكنني اخترت دور الزوجة لتركيبته المختلفة ومراحله الصعبة, وتأكدي أنه سيخرج مني كممثلة طاقة فنية ويسلط الضوء علي قضية مهمة وهي معاناة زوجات ضباط الشرطة. انتشرت خلال الفترة الأخيرة العديد من الأعمال التي تتناول قضايا الإرهاب بشكل أو بآخر هل ترين أنه من المهم تسليط الضوء عليها بهذه الكثافة؟ بالفعل كثرت هذه النوعية من المسلسلات خلال هذه الفترة, وفي رأيي أنه أمر جيد لأنها قضية مهمة وتستحق الطرح بأكثر من شكل, وفي النهاية الدراما لا تعالج مثل هذه الأمور لأنها من اختصاص الدولة, ولكن للفن دورا في توعية الشعب, ودورا توثيقيا أيضا, حيث إن عرض مثل هذه القضايا يكون استعراضا للحالة والحقبة الزمنية التي نعيشها الآن ولم تكن موجودة من قبل ولكن الواقع أصبح يفرضها علينا لأنها قضية تهم كل المصريين, ففي السنوات الأخيرة كثر عدد الشهداء وبالتالي لا يجوز تجاهل هذا الجانب في حياة كل أسرة لديها ضابط شرطة أو شهيد أو إرهابي, وهنا نعتبر هذه النوعية من القضايا قد فرضت علينا لأن الدراما سرد للواقع الذي نعيشه. هل كان هناك مبرر درامي وراء تخليك عن الماكياج في بعض المشاهد؟ بالطبع, فأنا قررت ذلك منذ مسلسل بين السرايات الذي تخليت فيه أيضا عن الماكياج نهائيا وكانت أكثر مني جرأة في ذلك الفنانة نيللي كريم التي فتحت لنا الباب عندما قدمت مسلسلها سجن النسا بدون ماكياج وجعلت شعرها مجعدا علي عكس الحقيقة, واعتمدت علي أداء الشخصية فقط, وقد حرصت علي هذا الأمر في أمر واقع لكي أثبت أنه عند تقديم الحياة طبيعية وبواقعها يتم تصديقها بشكل أكبر فلا يجوز أن أستيقظ من النوم وفي وجهي ماكياج كما كان يحدث في المسلسلات قديما, ولم يكن يصدقه أحد, فلابد من سرد المشهد بواقعيته دون تمثيل حتي يستوعبه المشاهد, خاصة أننا في حياتنا الطبيعية لا نضع الماكياج وقت النوم أو المرض أو العزاء أو في البيت, كما لدي ثقة أنني لا أعمل بشكلي, وهو تأكيد مني لمن سبق وحاربوني ورددوا أنني أمثل بجمالي ولذلك تخليت عنه, والحمد لله أن وجهي مقبول بدونه, وهناك إحدي الفنانات بدون ذكر أسماء قالت لي بحسدك إنك بتقدري تطلعي من غير ماكياج وهناك ممثلات بالفعل لا يستطعن الظهور بدونه ووجهة نظرهن تحترم بالطبع لأنني من الممكن في يوم من الأيام أن أصبح مثلهن. ماذا عن مسلسل لدينا أقوال أخري ألم يحزنك خروجه من القنوات المصرية؟ بالطبع كنت أتمني عرضه علي القنوات المصرية ولكنه مازال يحقق نسبة مشاهدة كبيرة لأن الفنانة يسرا بطلة العمل لها جمهورها الذي يذهب إليها في أي مكان, وهكذا أنا وجميع فريق العمل لدينا من يريد مشاهدتنا خاصة أن العمل مميز ويسلط الضوء علي عدد من القضايا الاجتماعية الإنسانية النفسية. يحمل دورك العديد من المراحل المركبة كيف كانت ردود الأفعال عليها؟ شخصيتي كما رآها المشاهد بها نسبة شر وأنا أعشق الشخصيات الشريرة, وهي مطلقة ولم تنجب وتم استغلالها من طليقها ولكي تسترد كل ما فقدته عرضت نفسها للمخاطر وتسببت في أذية آخرين, وهي صديقة شخصية ليسرا وتظل طوال الأحداث تبحث عن مصلحتها, ويسرا بالفعل هي تميمة الحظ التي تشعرني بسهولة العمل وتحقق نجاحا أينما كانت ولذلك ردود الأفعال متميزة. تظهرين في كلبش2 كضيفة شرف ما الذي شجعك علي ذلك؟ لقد حدثني بطل العمل أمير كرارة الذي أعتبره صديقي علي المستوي الشخصي والمخرج بيتر ميمي وأري أن ظهوري كضيفة شرف لم يعبني أو ينتقص مني في شيء, كما أن الراحل خالد صالح الذي يعتبر من أهم النجوم ظهر بمشهد في نهاية فيلم حين ميسرة وكان مميزا ولم يقلل منه, ويشرفني أن وجودي سيضيف للعمل كما أنني سأستفيد من مشاركتي في عمل ناجح وفي النهاية نحن أصدقاء وأشاركهم نجاحهم لكي يشاركونني نجاحي بعد ذلك, وبالتالي لا توجد لدي مشكلة في الموافقة بشرط جودة المشهد ومدي تأثيره في الأحداث, وقد أعجبتني الشخصية في المسلسل, وهي عبارة عن ثلاثة مشاهد في حلقة واحدة ومعي ماجد المصري كضيف شرف أيضا, كما سأظهر مع أمير كرارة الذي أفتخر به لأنه فنان متميز. ألم يسبب لك ظهورك في أكثر من عمل تشتيتا ذهنيا؟ لا أنكر أنني أتمني أن أقدم عملا واحدا لا أجسد فيه إلا شخصية واحدة, ولكن ظروف السوق المتقلبة تمنعني من تنفيذ هذه الخطوة, خاصة أنه من الممكن أن أقدم عملا لا يحقق نسبة مشاهدة كبيرة, أو يتوقف إنتاجه أو يؤجل لسبب ما, وبالتالي أري أن الأضمن هو تقديم عملين وأحاول التوفيق بينهما. وماذا عن السينما؟ مازالت أبحث عن العمل الجيد الذي يجبرني علي العودة لها منذ آخر أفلامي قدرات غير عادية للمخرج داوود عبد السيد, كما أن معظم السيناريوهات التي تعرض علي سيئة وظهوري فيها لن يكون مهما وهذا ما أرفضه.