يجد المسئولون عن الثروة الحيوانية بوزارة الزراعة صعوبة بالغة في الإجابة عن الأسئلة الخاصة بالأرقام خصوصا إزاء كل ما يتعلق بأعداد رءوس الماشية أو الأغنام والماعز وكذلك الإبل أو الإنتاج من اللحوم والألبان أو اللقاحات والأمصال التي نحتاجها لتلك الأعداد التي تمثل الثروة الحيوانية للبلاد بأنواعها المختلفة. ورغم النجاحات التي حققتها وزارة الزراعة ممثلة في الهيئة العامة للخدمات البيطرية من خلال حملات التحصين ضد الأمراض المختلفة والتي تشرف عليها الدكتورة مني محرز نائب وزير الزراعة لشئون الثروة الحيوانية إلا أن التحدي الأكبر يظل هو الحصر الشامل لتلك الأعداد علي مستوي الجمهورية لأن معرفة الأعداد هو الطريق لبناء قاعدة بيانات إلكترونية تكون مرتبطة بشبكة خاصة بالوزارة لمواجهة أي أخطار تضر بتلك الماشية أو توجيه الحملات في حالة التحصين مثلما فعل عدد كبير من الدول المتقدمة. وفي الوقت الذي تبذل فيها الوزارة جهودا مضنية للوصول إلي مربي الماشية والإبل والأغنام في القري والنجوع والمناطق النائية فإن التمويل والدعم لتلك الحملات يظل العائق الأكبر, حيث نجد شكاوي متكررة من الأطباء البيطريين من ضعف الرواتب برغم المكافآت التي تصرف علي الحملات لكل من يشارك فيها, كذلك تظل معضلة اللقاحات التي تستوردها الحكومة بالعملات الصعبة من أبرز التحديات التي تواجه تلك الحملات برغم الإعلان عن مصانع جديدة لإنتاج اللقاحات والأمصال فإنها لم تدخل في الإنتاج الفعلي حتي الآن. وطبقا لتكليفات سابقة للدكتور عبدالمنعم البنا وزير الزراعة واستصلاح الأراضي للقيادات بالهيئة العامة للخدمات البيطرية ومديريات الطب البيطري في المحافظات فإنه يتعين أن يتم التواصل المستمر مع المربين بمختلف القري للتعرف علي المشكلات التي تواجههم والعمل علي حلها علي الفور, فضلا عن تكثيف حملات التحصين لأن التحصين يجعل الماشية في صحة جيدة وذلك من شأنه الحفاظ علي الصحة العامة للمواطنين خصوصا مع التركيز علي الاهتمام بصغار المربين وتكثيف أعمال حملات التقصي وسرعة الوصول والاستجابة للمربين فضلا, عن تكثيف الحملات الإرشادية والدورات التدريبية لتوعيتهم وإرشادهم والتيسير عليهم في عمليات التحصين خاصة في المناطق النائية والمحافظات الحدودية. ورغم أن تلك الحملات والقوافل البيطرية تغطي أغلب القري بالمحافظات المختلفة وتقدم الخدمات لصغار المربين بالمجان من تحصين وكشف وعلاج وإجراء الجراحات إلا أن تدريب الكوادر البشرية من البيطريين ومعاونيهم وذلك بصقل مهارات الأطباء البيطريين بالوحدات البيطرية في هذه القري من خلال الدورات التدريبية يظل هو التحدي الكبير الذي يجب أن تركز عليه الوزارة خلال الأيام المقبلة ورغم مرور أكثر من3 سنوات علي تلك الحملات إلا أنه وحتي الآن لم يتم توفير إحصائية كاملة حول الثروة الحيوانية في مصر وحصر شامل لأعداد الماشية التي يتوقع كثير من الخبراء زيادتها بعد تنبه الدولة لأهمية إحياء الوزارة لمشروع البتلو. ويبقي الدور الأهم للمربين هو الاستجابة والتعاون مع حملات التحصين للحفاظ علي ثرواتهم الحيوانية من خلال الاستجابة للحملات الإرشادية.