بعد سقوط الدولة الأموية بالأندلس وتفككها إلي ما عرف باسم عصر ملوك الطوائف, وانفراد كل حاكم بإقليم منها, انشغل الحكام ببعضهم البعض, واشتعلت بينهم النزاعات والحروب , مما أدي إلي تردي أحوال الأندلس وخضوع ملوك الطوائف لسلطة ألفونسو السادس ملك قشتالة ودفعوا الجزية له, وسقطت طليطلة التي كان يحكمها بنو ذي النون في يد ألفونسو عام478 ه الموافق1085 م, بعد أن خذلها ملوك الطوائف ولم يهبوا لنصرتها بسبب خوفهم من ألفونسو, وبعد استيلاء ألفونسو علي طليطلة أصبح مجاورا لمملكة إشبيلية التي كان يحكمها المعتمد بن عباد, فبالغ في إذلاله وإهانته وطمع في مملكته فعزم المعتمد علي الاستعانة بدولة المرابطين بالمغرب, وأميرها يوسف بن تاشفين ثاني ملوك المرابطين, لمواجهة ألفونسو, فاجتمع بأمراء الطوائف وعرض عليهم الأمر ولكنهم أبدوا تخوفهم من أن يسيطر ابن تاشفين علي بلاده وينفرد بالسلطان دونه, فقال كلمته المشهورة التي سجلها التاريخ: رعي الجمال عندي والله خير من رعي الخنازير. ومع كثرة الرسائل والوفود الواردة إلي الأمير يوسف بن تاشفين تستنجده خرج وعبر البحر بجيش المرابطين لنصرة مسلمي الأندلس, ولما علم ألفونسو بتحرك ابن تاشفين كتب إليه يهدده ويتوعده, واستصرخ ملوك النصاري فارتجت أوروبا, وقام رجال الدين معه وتوافدت النجدات إلي قشتالة! وتجمع النصاري من شمالي إسبانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا. وفي رمضان479 ه, الموافق1086 م, علي ما ذكره الحافظ الذهبي في السير, التقي الفريقان في موضع سهل بالقرب من مدينة بطليوس بإسبانيا ودار القتال وسقطت ألوف مؤلفة حصدتها سيوف المرابطين, وامتلأت أرض المعركة من دمائهم, حتي زلقت الأرجل فيها; لذلك سميت معركة الزلاقة وانتصر المسلمون انتصارا عظيما وأنقذ يوسف بن تاشفين الأندلس وأخر سقوطها أربعة قرون!