في غزوة بدر تصدي أبو( أبو عبيدة) لأبي عبيدة بن الجراح, فجعل أبو عبيدة يحيد عنه, فلما أكثر قصده فقتله, فأنزل الله هذه الآية: لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباء هم أو أبناء هم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان. وأبوعبيدة أسلم في اليوم التالي لإسلام أبي بكر, وكان رجلا نحيفا قال عنه الرسول: لكل أمة أمينا وأميننا أيتها الأمة أبوعبيدة عامر الجراح, وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة. وقال له أبو بكر الصديق يوم سقيفة بني ساعدة: رضيت لكم أحد هذين الرجلين: عمر بن الخطاب, وأبو عبيدة بن الجراح, وشهد مع النبي غزوة بدر والمشاهد كلها, وكان من الذين ثبتوا في ميدان المعركة عندما بوغت المسلمون بهجوم المشركين يوم أحد. وفي عهد أبي بكر الصديق, كان أبو عبيدة أحد القادة الأربعة الذين عينهم أبو بكر لفتح بلاد الشام, ثم أمر أبو بكر خالد بن الوليد أن يسير من العراق إلي الشام لقيادة الجيوش الإسلامية فيها, فلما ولي عمر بن الخطاب الخلافة عزل خالد بن الوليد, واستعمل أبا عبيدة, فقال خالد: ولي عليكم أمين هذه الأمة, ونجح أبو عبيدة في فتح دمشق وغيرها من مدن الشام وقراها. وتوفي أبو عبيدة بن الجراح في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة, عن ثمان وخمسين سنة, وصلي عليه معاذ بن جبل.