أقر رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أمس بخسارة ثلث المقاعد التي يسيطر عليها تياره السياسي في البرلمان المنتهية ولايته, غداة انتخابات كرست نفوذ حزب الله في المعادلة السياسية في لبنان بدعم قوي من جانب إيران. وأعلن الحريري فوز تياره ب21 مقعدا, بعدما كان حصد33 نائبا في البرلمان في آخر انتخابات في عام2009 وحاز حلفاؤه علي الأكثرية المطلقة. وقال خلال مؤتمر صحفي أمس: كنا نراهن علي نتيجة أفضل وعلي كتلة أوسع. وربط الحريري تراجع عدد مقاعده بطبيعة قانون الانتخاب الجديد, مقللا من تداعيات ذلك علي مستقبل تياره السياسي الذي يؤخذ عليه تقديمه العديد من التنازلات لصالح حزب الله في السنوات الأخيرة. وقال: إن عملي هو تحقيق التوافق بين اللبنانيين, ولبنان لا يحكم إلا بجميع مكوناته السياسية, والذي يتكلم غير ذلك يضحك علي نفسه, لذلك علينا أن نعمل مع بعضنا لبناء البلد فهو لم يعد يتحمل خلافات سياسية. وتمكن الحريري في نهاية2016 من تشكيل حكومته بعد تسوية سياسية أتت بعون حليف حزب الله, رئيسا للبلاد في أكتوبر2016, بعد نحو سنتين من الفراغ الدستوري وشلل المؤسسات الرسمية. ومن جانبه اعتبر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أمس أن نتائج الانتخابات النيابية التي حققها حزبه مع القوي الحليفة والصديقة تشكل انتصارا كبيرا لخيار المقاومة في لبنان. وقال: إن النتائج بمثابة انتصار سياسي ومعنوي كبير لخيار المقاومة الذي يحمي سيادة البلد, معتبرا أن تركيب المجلس النيابي الجديد يشكل ضمانة وقوة كبيرة لحماية هذا الخيار الإستراتيجي ولحماية المعادلة الذهبية, الجيش والشعب والمقاومة. وفي لبنان لا يمكن تشكيل الحكومة من دون توافق القوي السياسية الكبري وأبرزها حزب الله الذي تمكن من خلال النتائج الأولية للانتخابات من تعزيز نفوذه في المعادلة السياسية. وتصنف واشنطن حزب الله الذي يمتلك ترسانة كبيرة من السلاح ويقاتل إسرائيل, علي قائمة المنظمات الإرهابية, كما تتهم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان خمسة أعضاء من الحزب باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عام.2005 ولطالما شكل سلاح الحزب الذي يحارب إلي جانب قوات النظام في سوريا, مادة خلافية بين الفرقاء اللبنانيين, لكن الجدل حول سلاحه تراجع إلي حد كبير قبل الانتخابات بفعل التوافق السياسي القائم حاليا. ويري محللون أن البرلمان اللبناني قد يشهد في المرحلة المقبلة ظهور توازنات أو تحالفات جديدة. واستنادا إلي التوقعات ذاتها, يتجه التيار الوطني الحر الذي ينتمي إليه الرئيس اللبناني ميشال عون إلي خسارة مقاعد من حصته الكبيرة جدا في البرلمان المنتهية ولايته. ودفع قانون الانتخاب الجديد غالبية القوي السياسية إلي نسج تحالفات خاصة بكل دائرة انتخابية حتي بين الخصوم بهدف تحقيق مكاسب أكبر. وأدت اللوائح المشتركة بين حزب الله وحركة أمل إلي احتكارهما للتمثيل الشيعي.