يختار اللبنانيون غدا ممثليهم في البرلمان للمرة الأولي منذ نحو عشر سنوات شهدت انقسامات سياسية حادة ناتجة عن تداعيات النزاعات في المنطقة والصراعات الإقليمية علي النفوذ, وفي ظل توافق سياسي هش في البلد المتعدد الطوائف, وذلك وسط مخاوف من سيطرة ايران علي غالبية البرلمان من خلال( حزب الله) الذي تدعمه بقوة. وبرغم أن الانتخابات ستجري وفق قانون جديد يقوم علي النظام النسبي, يتوقع ان تبقي علي القوي السياسية التقليدية تحت قبة البرلمان مع تغيير علي الارجح في ميزان القوي لصالح حزب الله وحلفائه للمرة الأولي منذ2005, وهو تاريخ خروج الجيش السوري من لبنان. وبعد انقطاع طويل, بات موضوع الانتخابات الشغل الشاغل للبنانيين وإن كانوا لا يعولون علي تغييرات كبيرة تتيح معالجة القضايا الكبري في البلد ذي الموارد المحدودة, والبني التحتية والفساد المستشري في مؤسساته. ويقول مدير مكتب الاحصاء والتوثيق كمال فغالي لوكالة فرانس برس حزب الله وحلفاؤه سيكونون المستفيدين الأوائل. وبعدما كان بإمكان الناخبين, وفق القانون الأكثري السابق, اختيار مرشحين من لوائح عدة أو منفردين, بات الأمر يقتصر اليوم علي لوائح مغلقة محددة مسبقا. وتظهر اللوائح الراهنة زوال التحالفات التقليدية التي طبعت الساحة السياسية منذ العام2005, لجهة انقسام القوي بين فريقي8 مارس الذي يعد حزب الله المدعوم من ايران أبرز أركانه, و14 مارس بقيادة رئيس تيار المستقبل ورئيس الحكومة الحالية سعد الحريري. ويبدو حزب الله القوة الوحيدة التي لم تتحالف مع أي من خصومها علي امتداد لبنان, فيما تحالفت بقية القوي الرئيسية في ما بينها وفق مصالحها في بعض الدوائر وتخاصمت في أخري. ويقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت هلال خشان: في البداية سيحصد حزب الله المدعوم من جانب ايران وحلفاؤه غالبية المقاعد في البرلمان, في إشارة الي رئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس اللبناني ميشال عون. وأضاف أن ذلك سيأتي مقابل تراجع لتيار المستقبل وذلك يعود بشكل أساسي إلي كون الحريري ارتكب أخطاء سياسية كثيرة خصوصا من خلال تقديم تنازلات دون مقابل.